اتفاق وقف اطلاق النار في بلد غير ساحلي في شمال شرق أفريقيا

اتفاق وقف اطلاق النار في بلد غير ساحلي في شمال شرق أفريقيا
السبت ٣٠ يونيو ٢٠١٨ - ١٠:٠٠ بتوقيت غرينتش

وقع طرفا النزاع في جنوب السودان، الرئيس سالفا كير وزعيم المعارضة رياك مشار اتفاقا لوقف دائم لإطلاق النار برعاية الحكومة السودانية في العاصمة الخرطوم. وسيدخل الاتفاق حيز التنفيذ خلال الساعات القادمة، ما يبعث الأمل بالتوصل إلى اتفاق سلام يضع نهاية للحرب الأهلية التي تشهدها دولة جنوب السودان منذ عدة أعوام.

العالم - السودان

جمهورية جنوب السودان

جنوب السودان أو رسميا جمهورية جنوب السودان هي بلد غير ساحلي في شمال شرق أفريقيا التي نالت استقلالها من السودان في عام 2011. عاصمتها الحالية جوبا، وهي أيضا أكبر مدنها. وكان مخططا أن يتم تغيير العاصمة إلى رامشيل التي تقع في مكان أكثر مركزية وذلك قبل اندلاع الحرب الأهلية. يحد جنوب السودان، السودان في الشمال وإثيوبيا من الشرق، وكينيا من الجنوب الشرقي، وأوغندا إلى الجنوب، وجمهورية الكونغو الديمقراطية إلى الجنوب الغربي، وجمهورية أفريقيا الوسطى إلى الغرب. ويشمل منطقة مستنقعات شاسعة من السد، التي شكلتها النيل الأبيض والمعروف محليا باسم بحر الجبل.

احتلت أراضي الحديثة جنوب السودان وجمهورية السودان من قبل مصر في عهد سلالة محمد علي العثمانية، وبعد ذلك حكمت باعتبارها عمارات الأنجلو-المصرية، إلى حين تحقق استقلال السودان في عام 1956. وبعد الحرب الأهلية السودانية الأولى، تم تشكيل منطقة جنوب السودان الذاتية الحكم عام 1972 واستمرت حتى عام 1983. وسرعان ما وضعت الحرب الأهلية السودانية الثانية أوزارها وانتهت مع اتفاق السلام الشامل لعام 2005. وفي وقت لاحق من ذلك العام، تم استعادة الحكم الذاتي في الجنوب عندما تم تشكيل حكومة الحكم الذاتي في جنوب السودان.

أصبح جنوب السودان دولة مستقلة بتاريخ 9 يوليو عام 2011، في أعقاب الاستفتاء الذي حصل على موافقة بنسبة 98.83٪ من الأصوات. وهي دولة عضو في الأمم المتحدة، دولة عضو في الاتحاد الأفريقي، من جماعة شرق أفريقيا، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية. وفي يوليو 2012، وقعت جنوب السودان لاتفاقيات جنيف. عانى جنوب السودان الصراع الداخلي منذ استقلالها؛ اعتبارا من 2016 لديها ثاني أعلى درجة على مؤشر الدول الهشة (سابقا مؤشر الدول الفاشلة).

تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب السودان

بعد 5 أعوام من النزاع والحروب الاهلية أخيرا وقّع رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، وزعيم المعارضة المسلحة رياك مشار، يوم الأربعاء، وثيقة لوقف "دائم" لإطلاق النار، في حضور الرئيس عمر البشير، بالعاصمة السودانية الخرطوم.

وأعلن وزير خارجية السوداني، الدرديري محمد أحمد، "اتفاق كافة الأطراف على وقف دائم لإطلاق النار سيبدأ في غضون72 ساعة"، إثر توقيع الخصمين في الخرطوم وثيقة بذلك، في مباحثات مغلقة بحضور الرئيس عمر البشير.

وينص الاتفاق على "إعلان وقف إطلاق النار التام والدائم في كل الجبهات، والموافقة على تجميع القوات المقاتلة من جميع الأطراف في مواقعها الراهنة، وتفويض منظمة (إيجاد) والاتحاد الأفريقي لنشر القوات الأفريقية لمراقبة وقف إطلاق النار".

كما قضى الاتفاق بـ"قبول مبدأ العمل معًا من أجل دولة جنوب السودان، على أن يتم اعتماد المدن الثلاث: (جوبا، ملكال، واو) كعواصم مؤقتة تتقاسم مؤسسات الحكم".

ومنح الاتفاق تفويضًا لحكومة السودان لاتخاذ ما يلزم نحو تأمين حقول النفط بدولة جنوب السودان، بالتنسيق مع حكومة البلد الأخير، والعمل على تأهيل الحقول والعودة بالإنتاج النفطي لمستوياته السابقة.

وكان سلفاكير ومشار التقيا، يوم الاثنين، بالخرطوم، في إطار جولة جديدة من المحادثات على أمل التوصل إلى حل للنزاع الذي تشهده البلاد منذ عام 2013

جذور النزاع

وجاءت المحادثات في أعقاب قمة لدول شرق أفريقيا في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، انتهت دون تحقيق تقدّم، بعد مهلة وضعتها الأمم المتحدة لأطراف النزاع تنتهي أواخر يونيو الجاري، للتوصل إلى "اتفاق سياسي قابل للاستمرار"مع التلويح بفرض عقوبات.

واندلعت الحرب بين أكبر مجموعتين عرقيتين في جنوب السودان، "الدينكا" التي ينتمي إليها كير و"النوير" التي ينحدر منها مشار. وأسفرت الحرب، التي اندلعت في ديسمبر 2013، عن مصرع عشرات آلاف الأشخاص، وفرار نحو 4 ملايين من منازلهم.

وترجع جذور النزاع الدامي لاتهام كير، نائبه آنذاك مشار بتدبير انقلاب عليه بعد عامين فقط من استقلال جنوب السودان عن الخرطوم.

وفي يوليو 2016، انهار اتفاق سلام أبرم في 2015 عقب فرار مشار إلى جنوب أفريقيا فيما حققت حكومة سلفاكير مكاسب عسكرية.

وحصل جنوب السودان، الذي يضم عدة أقليّات، على استقلاله عن السودان في 2011 بعد حرب طويلة ودامية.

208