"نورد ستريم".. كابوس أميركا في سوق الطاقة

الخميس ١٢ يوليو ٢٠١٨ - ١٠:١٠ بتوقيت غرينتش

رمت الولايات المتحدة بكل ثقلها وسعت بكل ما أوتيت منذ فترة طويلة، لمنع بناء خط أنابيب الغاز "السيل الشمالي-2" بين روسيا وألمانيا، ولكن جميع محاولاتها باءت بالفشل حتى الآن على الأقل.

العالم- أوروبا

مشروع نورد ستريم -2

يتضمن مشروع نورد ستريم -2، بناء خطين لأنابيب الغاز بطاقة إجمالية تبلغ 55 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً من الساحل الروسي عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا.. ومن المخطط بناء خط أنابيب جديد بجوار "تيار الشمال" الحالي. ويمر المشروع عبر خمس دول وهي روسيا وفنلندا والسويد والدنمارك وألمانيا.

وأنبوب "السيل الشمالي2" سيمتد بموازاة "السيل الشمالي-1"، وتشارك في المشروع عدة شركات عالمية هي "غازبروم" الروسية التي تمتلك 50% منه، و"كونسورتيوم" مكوّن من 5 شركات طاقة أوروبية تحتفظ بالـ50% المتبقية منه بواقع 10% لكل منها، في ظل كلفة إجمالية تصل إلى 8 مليارات يورو.

أميركا تعارض المشروع بشدة

وتطالب أميركا التي تحاول السيطرة علي سوق الطاقة العالمي، حلفاءها من الدول الأوروبية بالتوقف عن المشاركة في مشروع "السيل الشمالي-2" وتهدد بفرض عقوبات على أولئك الذين لا يقبلون بمطالبها. وفي مقابل الاستغناء عن الغاز الروسي، تروج الولايات المتحدة للغاز الطبيعي المسال الذي تنتجه وتعرض بناء محطات لإعادة تحويل الغاز في أوروبا.

و في سياق متصل، اجتمعا ترامب وميركل على هامش قمة اعضاء الحلف الاطلسي (الناتو) في بروكسل واثر ذلك غير الرئيس الاميركي لهجته ضد ألمانيا وزعيمتها تماما مؤكدا انه يرتبط ب"علاقات جيدة جدا" مع المستشارة الالمانية.

ووصف ترامب قبل القمة ألمانيا بانها "أسيرة روسيا" على خلفية بناء خط "السيل الشمالي-2".

وقال ترامب انه بحث مع ميركل مشروع خط انابيب الغاز نورث ستريم، لكنه رفض الخوض في تفاصيل الاجتماع.

وكان الرئيس الاميركي ندد عدة مرات بمشروع انبوب الغاز "نورث ستريم" الذي سيربط مباشرة روسيا بالمانيا وطالب بالتخلي عنه.

ويمكن ان يعمق هذا الجدل من الانقسام حول المشروع في صفوف الاوروبيين.

الانقسام في صفوف الاوروبيين 

ورغم أن السويد ونمسا وفنلندا وافقت لإنشاء المشروع، ترى بولندا أن أوروبا لا تحتاجه. وقال وزير خارجيتة بولندا، لدى وصوله الى مقرّ الحلف إن نورث ستريم 2 "هو نموذج الدول الأوروبية التي تقدم أموالا إلى روسيا، وتعطيها امكانيات يمكن استخدامها ضد أمن بولندا".

ومن جانبه، تخطط الشركة المسؤولة عن بناء وإدارة المشروع الروسي "السيل الشمالي-2" البدء في مد أنبوب الغاز خلال الصيف الحالي، رغم عدم حصول المشروع على التراخيص اللازمة من الدنمارك.

وأوضح مدير شركة "نورد ستريم-2"، بول كوركوران،قبل أسبوعين، أنه تم اتخاذ هذا القرار لوجود مسار بديل لمد أنبوب الغاز دون مروره عبر المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدنمارك.

وأشار إلى أن طول الأنبوب، الذي يفترض أن يمر عبر مياه الدنمارك يمثل فقط 10% من إجمالي طوله الذي سيتجاوز 1200 كيلومترا والذي يخطط أن يمر عبر خمس دول وهي روسيا وفنلندا والسويد والدنمارك وألمانيا.

ويلقى "السيل الشمالي2" معارضة من قبل أوكرانيا وبولندا ولاتفيا وليتوانيا، والولايات المتحدة، التي تسعى لتصدير الغاز المسال إلى أوروبا.

ويقول بوتين: "بعد بدء العمل بخط نورد ستريم 2، لا ننوي وقف شحنات الغاز عبر أوكرانيا. سنواصل شحنات الغاز طالما كانت مجدية اقتصادياً".

كما تقول ميركل ان "المانيا تؤمن بأن دور أوكرانيا، كبلد عبور، يجب أن يستمر بعد بناء نورد ستريم 2... فهي تحظى بأهمية استراتيجية".

وتستورد دول الاتحاد الاوروبي ثلثي استهلاكها (66%). وفي العام 2017 شكل ذلك 360 مليار متر مكعب من الغاز بينها 55 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال بقيمة 75 مليار يورو بحسب الاحصاءات الاوروبية. وحتى الان فان اكثر من ثلث الغاز الذي يتم شراؤه هو روسي لكن الاوروبيين يسعون الى كسر هذه التبعية.

وتعتمد الولايات المتحدة استراتيجية غزو اسواق لبيع غازها الطبيعي. فهي صدرت 17,2 مليار متر مكعب عام 2017 بينها 2,2% نحو موانئ في الاتحاد الاوروبي.

 

محمد حسن القوجاني