الدولة السورية تنتصر واردوغان يتجرع كأس السم الذي طبخه في شمال سوريا

الدولة السورية تنتصر واردوغان يتجرع كأس السم الذي طبخه في شمال سوريا
الثلاثاء ١٧ يوليو ٢٠١٨ - ٠٧:٠٢ بتوقيت غرينتش

باتت الأنظار تتجه نحو دور أمريكا في رسم ملامح المرحلة المقبلة إمكانية مواصلة دعمها لحليفها الأبرز؛ الأكراد، الذين يترقّبون مستقبلهم بعد إعلان النصر على ارهابيي داعش والنصرة في مدينة الرقة السورية.

العالم تقارير

يبدو أن ما يسمى بـ «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة أميركياً بدأت تشعر بخذلان حلفائها لها وعادت نحو دفع عجلة المسار السياسي، حيث أنها أعلنت عن استعدادها لإرسال وفد للتفاوض المباشر مع القيادة السورية في دمشق بدون شروط مسبقة، واعتبرت هيئة الرئاسة في (مجلس سورية الديمقراطية) أن الحوار السوري السوري هو الحل وبدون تدخلات خارجية.

وعلى وقع ازدياد الحديث عن مفاوضات بين دمشق و «قوات سورية الديموقراطية» ذات الغالبية الكردية، وعن تسليم مواقع في شرق الفرات، أعلنت الذراع السياسية لـ «قسد» أمس العمل لتشكيل إدارة موحدة للمناطق التي تسيطر عليها، في خطوة من شأنها تعزيز نفوذها في شمال سورية وشرقها.


وفي المقلب الأخر حقق الجيش السوري تقدماً جديداً في الجنوب إثر معارك واتفاقات تسوية مع المجموعات المسلحة.. في وقت واصل الجيش السوري اقترابه من هضبة الجولان المحتل بعد استعادة السيطرة على معظم محافظة درعا.


وأفاد المرصد المعارض بأن «قوات الجيش السوري سيطرت على بلدات عدة في ريف درعا الغربي، بعضها بعد معارك مع مسلحين رافضين للتسوية وأخرى بعد موافقة ميليشيات مسلحة على الانضمام إلى الاتفاق».

 

أمريكا هل تخلت عن الاكراد في سوريا .. ؟

من المعروف خلال التجارب السابقة ان الامريكان يخذلون أصدقاءهم في كل مكان عندما تنتهي المصلحة

مِثلما تَخلّت عن نُظرائِهم في شمال العِراق.

 إن ما يناسب تعاطي أمريكا مع الاكراد قد ذكره بريجنيف قديماً خلال أزمة لبنان هو حالة من، اللا سلم واللاحرب، و يذهب المحللون ..  أن المناورة الأمريكية ليست مهينة مع من تجد مصلحتها معه، فهذه هي صبغة سياستها أي التأقلم السريع مع المتغيرات.

  •  وبالتحولات الجارية في شرق الفرات وشمال سورية يتبدل جلد الامريكي مع الكرد أولاً:  وهو ما يفسره مراقبون بإستغلال للأزمة و لن يغير الوضع لتعود لهم و إليهم. وهذه التبدلات تفسر أن الولايات المُتحدّة فَقدت الكثير من هَيْبَتها في العالم والشرق الأوسط عُمومًا، ولم تَعُد تُخيف تهديداتها أيَّ أحدٍ إلا القِلّة المَذعورة.

 

 

الثّاني: أن الولايات المُتحدّة تتخلّى عن حُلفائها إذا اكتشفت أن هؤلاء باتوا يُشكّلون عِبئًا استراتيجيًّا مُكلفًا على كاهِلها.

 

هل المفاوضات بين الدولة السورية و «قوات سورية الديموقراطية» ستدفع بوصول الجيش السوري للمناطق الخاضعة الى الأكراد ..؟

في حال نجاح المفاوضات وهو الطريق الوحيد لقوات سورية الديمقراطية بعد تلميح الولايات المتحدة بتخلي عنها سيفتح الباب نحو وصول الجيش السوري إلى أغلب الحدود السورية التركية واغلاق الطريق على الاتراك و سحب كل الذرائع من ايديهم للبقاء في الشمال السوري.

واولى بوادر هذا المسار الذي يمكن الاشارة إليه هو الاتفاق الذي تم الاعلان عنه مؤخراً حول اجلاء أهالي بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتي من الجماعات المسلحة منذ عدة سنوات في ريف ادلب مقابل اطلاق سراح عدد من المعتقلين لدى الدولة السورية تمهيدا لـعودة الأمور إلى ماكانت عليه قبل بداية الحرب على سورية وانتهاء الازمة إلى غير رجعة.

محمد ناس