كوريا الشمالية وتفكيك منشآتها الصاروخية

كوريا الشمالية وتفكيك منشآتها الصاروخية
الثلاثاء ٢٤ يوليو ٢٠١٨ - ٠٦:٢٧ بتوقيت غرينتش

بدأت كوريا الشمالية تفكيك موقع لاختبار محركات الصواريخ، تنفيذا للوعد الذي قطعه زعيمها كيم جونغ أون للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قمتهما التاريخية.

العالم - تقاریر

وذكر موقع "38 نورث" الأمريكي، أن صورة جديدة للأقمار الاصطناعية التقطت في 20 يوليو تبين المنشآت الرئيسية التي يتم تفكيكها في محطة إطلاق الأقمار الاصطناعية في سوهاي التي تعتبر الموقع الرئيس الذي تستخدمه بيونغ لإطلاق الصواريخ منذ 2012.

وتشمل المرافق مبنى معالجة محمولا على السكك الحديدية، يستخدم لتجميع الصواريخ الفضائية قبل نقلها إلى منصة الإطلاق، كما تم تفكيك منصة اختبار لمحركات الصواريخ التي تم استخدامها لبناء محركات الوقود السائل للصواريخ الباليستية.

وقال الموقع، إن هذه المرافق لعبت دورا مهما في تطوير تقنيات برنامج الصواريخ الباليستية العابرة للقارات في الشمال، وإن هذه الجهود تمثل إجراء مهما لبناء الثقة من جانب كوريا الشمالية.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أكد بعد القمة التاريخية التي جمعته بنظيره الكوري الشمالي كيم جونغ آون في سنغافورة، بأن كيم تعهد بأنه سيدمر قريبا موقعا كبيرا للاختبارات الصاروخية.

الى ذلك رحبت كوريا الجنوبية بتحرك نظيرتها الشمالية نحو تفكيك موقع اختبار صواريخ، واصفة ذلك بأنه خطوة نحو نزع السلاح النووي.

بدروه، قال نام جوان-بيو، وهو مدير بارز في مكتب الأمن القومي الرئاسي: إن "هذه الخطوة قد يكون لها تأثير جيد على نزع الأسلحة النووية"، وفقًا لوكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية.

يذكر أن الزعيمين، ترامب وكيم، كانا قد تعهدا خلال قمة سنغافورة بالعمل على نزع السلاح النووى تمامًا من شبه الجزيرة الكورية، وتخفيف التوتر بين بلديهما.

وتتوقع السلطات الأمريكية أن كوريا الشمالية تملك نحو 3000 منشأة مرتبطة بالتطوير النووي والصواريخ، بحسب ما ذكرته الجريدة الإلكترونية "مونخفا إيلبو".

وقال مصدر مطلع: "من المعلوم لدينا أن السلطات الأمريكية قدرت عدد المنشآت والمباني المرتبطة بالتطوير النووي والصواريخ في كوريا الشمالية بنحو 3000  منشأة".

ووفقاً للصحيفة، من المتوقع أن تكون هناك صعوبات مختلفة في تفتيش واختبار المنشآت النووية والصاروخية، وسوف يستغرق الأمر وقتا طويلاً للغاية لإجراء محادثات نزع السلاح النووي بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.

الجدير بالذكر أن  الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، أكدا في 12 حزيران/ يونيو الجاري، في القمة الأولى من نوعها بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، الهدف من نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية، والتي كانت مقررة في نيسان/ أبريل في القمة بين الكوريتين في بانمنجوم.

وافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الإلتقاء بالرئيس الكوري الشمالي كيم جونج أون، لإجراء حوار وجها لوجه، بحسب ما أعلنه مسؤولون كوريون جنوبيون، وهي خطوة أشادات بها الكثير من الدول، على رأسهم روسيا والصين وكوريا الجنوبية، لاسيما وأن هذا اللقاء الأول من نوعه الذي يجمع رئيسي أمريكا وكوريا الشمالية في تاريخ العلاقات بين البلدين.

وأفادت تقارير إعلامية أن مسؤولين كبار من كوريا الجنوبية نقلوا إلى ترامب دعوة زعيم كوريا الشمالية، وقبلها وأكد رغبته في إجراء حوارات، بعد أشهر من تصاعد الأزمة في بيونجيانج على خلفية تعزيز سلاحها وترسانتها النووية.

وتقول صحيفة "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية، في تقرير منشور، على موقعها الإلكتروني، إن موقف الزعيمين الجديد يثير التساؤلات بشأن الأسباب التي دفعت الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون إلى تغيير موقفه بعد إصراره الشديد على عدم الاستغناء عن الأسلحة النووية، ومواصلة التجارب لتطويرها وتعزيز قدرات بلاده النووية.

وكانت اللهجة العدائية قد وصلت إلى أشدها بين الزعيمين الفترة الماضية، إذ وصف ترامب جونج أون بـ"رجل الصاروخ" وهدد بالتعامل مع كوريا الشمالية بـ"النار والغضب"، مؤكدا أنه لم يجلس معه على طاولة المفاوضات إلا بإظهار بيونجيانج مؤشرات تؤكد نيتها على التنازل عن أسلحتها النووية، فيما سخرت بيونجيانج من تصريحات ترامب، وأكدت استئنافها لعملها.

"ضغوط أمريكية"

ورغم أن التفاصيل التي توضح أسباب تغيير الزعيمين موقفهما ما تزال في طي الكتمان، تقول الصحيفة الكورية إن التكهنات تبيّن أن ترامب قبل اقتراح كوريا الشمالية لإجراء محادثات في مقابل وعدها بالتوقف عن تطوير صواريخها الباليستية العابرة للقارات والقادرة على الوصول إلى الولايات المتحدة، أو السماح بتفتيش منشآتها النووية لتفكيك الأسلحة النووية وبرامج الصواريخ.

فيما يرى الخبراء أن هناك العديد من الأسباب التي ساعدت على تغيير كوريا الشمالية لموقفها، أهمها الضغط الذي مارسته أمريكا على العديد من الدول من أجل إقناع رئيس شبه الجزيرة الكورية على الجلوس معه على طاولة المفاوضات.

وقال روبرت مانينج، زميل كبير في مركز "سكوكروفت" للاستراتيجية والأمن التابع لمجلس أتلانتيك الأمريكي، إن هناك عوامل عديدة وراء التحول الكبير في موقف كوريا الشمالية والولايات المتحدة.

وتابع: "فهذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها بيونجيانج عقوبات اقتصادية شاملة، ويُمارس عليها ضغط بهذا الشكل، ما يرجح أنها تعيش الآن مشاكل اقتصادية تؤثر على نخبتها، وهي القاعدة الرئيسية لكيم جونج أون".

وفي المقابل، يوضح مانينج أن الـ25 اختبار صاروخي والـ3 تجارب نووية التي نفذها كيم جونج أون منحته ثقة كبيرة، وأشعرته بأنه قادر على ردع الولايات المتحدة، ما أثار خوف ترامب من امكانية شنها هجوم حقيقي على أمريكا.

وفيما يتعلق بأضرار العقوبات الاقتصادية على كوريا الشمالية، يقول لي سوك، الباحث الكبير في معهد التنمية الكوري، إن هناك تقارير أفادت بأن الأنشطة الصناعية والإنتاج الزراعي والتجارة تضرروا كثيرا من العقوبات الدولية المفروضة على البلاد.

ومع ذلك، شدد وزير المالية الأمريكي ستيفين منوسين، في تصريحاته، على أن بلاد لن ترفع أو تخفف العقوبات على كوريا الشمالية، حتى يجرى الاتفاق معها على إجلاء شبه الجزيرة من الأسلحة النووية.