ترامب يفشل ويلجأ "خفية" لتشكيل "ناتو عربي" ضد إيران!

ترامب يفشل ويلجأ
السبت ٢٨ يوليو ٢٠١٨ - ١٢:١٩ بتوقيت غرينتش

نقلت (رويترز) عن مسؤولون أميركيين وعرب قولهم إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تمضي قدما "خفية" في مساع لتشكيل "تحالف أمني وسياسي" جديد مع دول خليجية عربية ومصر والأردن ضد ايران.

العالم - الاميركيتان

يأتي هذا في ظل الفشل الكبير الذي منيت به الإدارة الاميركية الجديدة في عزل إيران، حيث تمثلت محاولتها الأولى في الخروج من برنامج العمل المشترك (الاتفاق النووي) الموقع بين ايران والدول الست الكبرى والمصدق عليه دوليا، تلا ذلك تهديدات ترامب بفرض حظر يجعل صادرات النفط الايرانية "صفر برميل" وهو ما ردت عليه طهران بقوة عبر قائد الثورة والرئيس الايراني وكبار القادة العسكريين الايرانيين، حيث أكد القادة الايرانيون مجتمعين ان حرمان ايران من تصدير النفط يعني حرمان المنطقة بأكملها. وأكدوا ان مضيق هرمز سيغلق وانه أحد المضائق التي ستغلق.
 
وحول تفاصيل "الناتو العربي" نقلت "رويترز" عن أربعة مصادر أميركية أن البيت الأبيض يريد تعزيز التعاون مع الدول الخليجية ومصر والاردن بخصوص الدفاع الصاروخي والتدريب العسكري، وقضايا أخرى مثل دعم العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية الإقليمية.

والخطة التي ترمي إلى تشكيل ما وصفه مسؤولون في البيت الأبيض والشرق الأوسط بنسخة عربية من حلف شمال الأطلسي أو "ناتو عربي" للحلفاء المسلمين السنة، من شأنها على الأرجح أن تزيد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، والمحتدم بالفعل بشكل متزايد منذ أن تولى الرئيس دونالد ترامب السلطة.

وقالت عدة مصادر إن إدارة ترامب تأمل أن تتم مناقشة ذلك التحالف الذي أُطلق عليه مؤقتا اسم "تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي" خلال قمة تقرر مبدئيا أن تعقد في واشنطن في 12 و13 تشرين الأول/أكتوبر.

وأكد البيت الأبيض أنه يعمل على فكرة التحالف مع "شركائنا الإقليميين الآن ومنذ عدة أشهر".

وقال مصدر أميركي إن مسؤولين سعوديين طرحوا فكرة إقامة حلف أمني قبيل زيارة قام بها ترامب العام الماضي إلى المملكة حيث أعلن عن اتفاق ضخم لبيع الأسلحة، لكن اقتراح تشكيل الحلف ظل يرواح مكانه.

وذكرت مصادر من بعض الدول العربية المشاركة أيضا أنهم على علم باستئناف الجهود لإحياء الخطة. ولم يرد مسؤولون من مشاركين محتملين آخرين على طلبات للتعقيب.

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض ان تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي سيشكل حصنا في مواجهة إيران، وسوف يرسي التسوية بالشرق الأوسط.

ورفض المتحدث تأكيد أن ترامب سيستضيف قمة في تلك المواعيد، كما نبهت المصادر إلى أنه لا يزال غير مؤكد ما إذا كانت الخطة الأمنية ستكتمل بحلول منتصف تشرين الأول/أكتوبر.

وأخفقت في الماضي مبادرات مشابهة من جانب حكومات أميركية في إبرام تحالف رسمي مع حلفاء خليجيين وعرب.

وتتهم واشنطن والرياض وأبوظبي إيران بزعزعة استقرار المنطقة فضلا عن تهديد الكيان الاسرائيلي بشكل متزايد.

وسيركز هذا التحالف على الدولتين الخليجيتين الأكثر تأثيرا في المنطقة وهما السعودية والإمارات للعمل عن كثب مع إدارة ترامب لمواجهة إيران.

ولم يتضح كيف سيمكن للتحالف مواجهة طهران على الفور لكن إدارة ترامب وحلفاءها السنة لديهم مصالح مشتركة في الصراعات الدائرة في اليمن وسوريا إضافة إلى الدفاع عن مسارات الشحن الخليجية التي تمر عبرها أغلب إمدادات النفط العالمية.

وفيما يواصل ترامب تطبيق سياسة "أميركا أولا " يتطلع البيت الأبيض للتخلص من جزء من عبء مواجهة التهديدات الأمنية الإقليمية وإلقائها على عاتق حلفاء الولايات المتحدة في أنحاء العالم.

وقال أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الخميس إن بلاده مستعدة لنشر مزيد من القوات في أنحاء الشرق الأوسط لمواجهة خصومها لأنها تعتقد أنه لم يعد بوسعها الاعتماد على حلفاء غربيين مثل الولايات المتحدة وبريطانيا.

وقال مصدر مطلع على الخطة إن إقامة درع دفاع صاروخية في المنطقة سيكون من بين أهداف التحالف إضافة إلى التدريب لتحديث جيوش تلك الدول.

وناقشت الولايات المتحدة ودول خليجية لسنوات أمر الدرع الدفاعية دون الخروج بنتائج.