محاولة اغتيال مادورو؛ خلفيات وأسباب

محاولة اغتيال مادورو؛ خلفيات وأسباب
الأحد ٠٥ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٦:٢٧ بتوقيت غرينتش

أكدت الحكومة الفنزويلية أن الرئيس نيكولاس مادورو كان هدفا لمحاولة اغتيال خلال استعراض عسكري يوم السبت.

العالم - أميركا 

وكان مادورو يدلي بخطاب متلفز أمام أكثر من 17 ألف جندي في وسط العاصمة كراكاس عندما توقف عن الكلام ونظر إلى أعلى، مندهشا على ما يبدو، ثم انقطع الصوت. وأظهرت لقطات للجنود يخرجون من صفوفهم ويهربون قبل أن ينقطع البث التلفزيوني.

وقالت الحكومة إن المتفجرات التي كانت تحملها طائرات بدون طيار انفجرت. ولم يصب مادورو بأذى ولكن أصيب سبعة من أفراد القوات النظامية.

وقالت وسائل الاعلام الفنزويلية إن مادورو تم إخلاؤه من المنطقة من قبل حرسه الخاص.

وقال المتحدث باسم الحكومة خورخي رودريجيز في خطاب متلفز في وقت لاحق "كان هذا هجوما على شخص الرئيس نيكولاس مادورو" مضيفا أن الرئيس عاد الى القصر الرئاسي للتشاور مع الوزراء والقيادة العسكرية العليا.

وأضاف "لقد أثبتت التحقيقات بالفعل أنه تم سماع تفجيرات ترتبط مع أجهزة طيران بدون طيار تحتوي على متفجرات".

وقال رودريجيز إن الحادث أظهر يأس "اليمين المتطرف" مشيرا الى المعارضة التي قال إنها "هزمت في الساحة السياسية

فور محاولة اغتياله بعدة طائرات مسيرة أعلن الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، أن سلطات كولومبيا تقف وراء العملية، ورغم رفض بوغوتا هذا الاتهام إلا أنه "لا دخان بلا نار" كما يقال.

وتمثل كولومبيا أحد أعنف الخصوم للحكومة الفنزويلية الحالية بقيادة مادورو، واندلعت أزمة دبلوماسية حادة بين البلدين خلال ولاية مادورو الأولى حينما أعلنت الحكومة الكولومبية والرئيس خوان مانويل سانتوس دعمهما العلني للحركة الاحتجاجية المناهضة للسلطات في كاراكاس، ما دفع خليفة أوغو تشافيس لاتهام بوغوتا بنشر قواتها سرا في فنزويلا.

هذا السيناريو تكرر بعد تولي مادورو ولايته الرئاسية الثانية التي انطلقت أيضا رفقة موجة تظاهرات حاشدة في البلاد، لكن هذه المرة مع ضغوط دولية مشددة على نظامه، وخاصة من قبل الولايات المتحدة، التي بادرت بفرض عقوبات على كاراكاس، وكذلك من قبل كولومبيا المجاورة، التي أصبحت نقطة تمركز للقوى المعارضة للرئيس مادورو.

وعلى مدار يونيو ويوليو الماضيين تحدث مادورو مرارا عن إعداد حكومة سانتوس سلسلة عمليات استفزازية تحمل طابعا عسكريا في كل من كولومبيا وفنزويلا والغرض منها إثارة نزاع مسلح بين البلدين، فيما انتقدته كولومبيا بشدة على ما وصفته بقمع المعارضة واتباع سياسات اجتماعية فاشلة.

وفي تعليق على أحداث السبت، قال الخبير في شؤون أمريكا اللاتينية بالمعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية، دميتري بوريخ، إن الاتهام الذي وجهه اليوم مادورو للسلطات في بوغوتا وللرئيس سانتوس شخصيا قد يكون له أساس، خاصة أن بوغوتا تؤوي الكثير من معارضي الرئيس الفنزويلي.

واعتبر بوريخ، في حديث لوكالة "نوفوستي"، أن محاولة اغتيال الرئيس الفنزويلي يمكن أن تكون قد نفذت على يد "خصوم مادورو الذين وجدوا أنفسهم عاجزين عن ضمان وصول مرشحهم إلى السلطة في البلاد عبر طرق سياسية".

وأضاف الخبير: "اتهام مادورو للسلطات الكولومبية له أساس على الأرجح، لا سيما أن كولومبيا تمثل في الفترة الحالية حليفا ثابتا وموثوقا به بالنسبة للولايات المتحدة، كما أصبحت منذ بعض الوقت حليفا أساسيا للناتو في المنطقة، وتستضيف على أراضيها تدريبات عسكرية تشمل القوات الخاصة (التابعة للحلف)".

وتابع موضحا: "برأيي تتحول كولومبيا بشكل تدريجي إلى مركز للقوى المناهضة لفنزويلا ومادورو وموطئ قدم لمعارضيه، على غرار ولايتي فلوريدا وميامي الأمريكيتين، اللتين كانتا منذ وقت معين مركزين للجهات المناهضة لكوبا وزعيمها فيديل كاسترو".

وفي سياق متصل، وصف بوريخ سيناريو فبركة محاولة اغتيال مادورو بـ"المستبعد بعض الشيء"، موضحا أن "مثل هذه المناورة لا تشبه الأسلوب السياسي الأمريكي اللاتيني ولا سيما الفنزويلي

اما مصدر في الرئاسة الكولومبية رفض اتهام رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو للرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس بالوقوف خلف هجوم استهدفه مؤكدا أن هذا الاتهام "لا أساس له".

وقال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إنه يعتقد أن الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس والمعارضة الفنزويلية كانا على ما يبدو وراء محاولة اغتياله يوم السبت. وفى خطاب متلفز أمام عدد من الوزراء وقادة الجيش بعد ساعات من محاولة الاغتيال المزعومة أثناء مناسبة عسكرية في وسط كراكاس، قال مادورو "تم بالفعل اعتقال بعض المسؤولين عن هذا الهجوم". وأضاف "ليس لدي أدنى شك في أن اليمين المتطرف والمعارضة، وخوان مانويل سانتوس كانا وراء ذلك".

وقال إن التحقيقات "متقدمة جدا" بالفعل علاوة على ضبط بعض الأدلة بالفعل. وتابع "لقد كانت محاولة لقتلي، لقد حاولوا اغتيالي". وقال أيضاً إن أحد المسؤولين عن التخطيط للهجوم يعيش في الولايات المتحدة، لكنه لم يحدد هوية هذا الشخص، أو يقدم أدلة على أي من مزاعمة.

ورفضت كولومبيا على الفور اتهامات مادورو حيث قال مصدر رفيع المستوى مقرب من سانتوس، لم يرغب في ذكر اسمه للصحفيين، إن "هذا لا أساس له". وانتقد سانتوس مادورو مرارا، وقبل أيام اتهم "نظامه" بأنه في حالة "إنكار كامل" لأزمته الاقتصادية والإنسانية عندما أعلن عن إجراء جديد لمساعدة مئات الآلاف من الفنزويليين الذين فروا إلى بلاده. وقال سانتوس "إن العالم بأسره يشعر بالرعب على نحو متزايد" بسبب الوضع في فنزويلا التي قال إن سكانها "يموتون من الجوع والمرض ونقص الأدوية". وكانت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين شبه معدومة منذ أن استدعت بوغوتا سفيرها لإجراء مشاورات بعد إجراء انتخابات أيار/ مايو الماضي.

وقال الرئيس الكولومبي المنتخب ايفان دوكي، الذي من المقرر أن يتولى منصبه يوم الثلاثاء المقبل، انه سيرفع دعوى ضد مادورو في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. من ناحية أخرى، تعهدت كل من كوبا ونيكاراغوا وبوليفيا، حلفاء فنزويلا، بدعم مادورو، حيث أدانت روزاريو موريلو، نائبة الرئيس نيكاراغوا، حادث السبت ووصفته بأنه "هجوم إرهابي جبان وإجرامي". وقال الرئيس البوليفي إيفو موراليس: "بعد فشل محاولتها للإطاحة به ديمقراطيا، اقتصاديا، سياسيا وعسكريا، الآن الإمبراطورية وخدامها يهددون حياته". وعلى الرغم من امتلاكها لأكبر احتياطيات نفطية في العالم، تعاني فنزويلا من أزمة اقتصادية وسياسية وإنسانية، مع توقع حدوث نقص واسع في السلع الأساسية وتضخم يصل إلى مليون في المئة العام الجاري. وفي الأشهر الأخيرة، فر مئات الآلاف من الفنزويليين إلى الدول المجاورة لتجنب المعاناة في بلادهم، حيث يتهم مادورو بقمع المعارضة ومحاولة إنشاء ديكتاتورية.

فتبنت مجموعة متمردة غير معروفة مؤلفة من مدنيين وعسكريين "هجوماً" استهدف، السبت، رئيس فنزويلا، نيكولاس مادورو، في كراكاس، في بيان نشر على شبكات التواصل الاجتماعي.

وأعلنت المجموعة المتمردة في بيانها: "من المنافي للشرف العسكري أن نبقي في الحكم أولئك الذين لم يتناسوا الدستور فحسب، بل جعلوا أيضاً من الخدمة العامة وسيلة قذرة للإثراء".

وجاء في البيان: "لا يمكن أن نسمح بأن يكون الشعب جائعاً، وألا يكون للمرضى أدوية، وأن تفقد العملة قيمتها، وألا يعود النظام التعليمي يعلم شيئاً بل يكتفي بتلقين الشيوعية".

وتابع: "يا شعب فنزويلا، حتى ينجح هذا الكفاح من أجل التحرر، من الضروري أن ننزل جميعاً إلى الشارع ولا نخرج منه".

كذلك أكد البيان، الذي تلته مساء السبت صحافية قريبة من المعارضة، تتمركز في الولايات المتحدة، عبر صفحتها على موقع يوتيوب، أن الهجوم يندرج ضمن "عملية الفينيق".

واكتفت الصحافية المعارضة بشدة لحكومة فنزويلا الاشتراكية، بتلاوة النص، موضحة أنها تلقته من المجموعة المتمردة.

من جانبه، اتهم مادورو، مساء السبت، رئيس كولومبيا بالوقوف وراء الهجوم، معلناً في كلمة تم بثها عبر التلفزيون والإذاعة: "لا شك لدي إطلاقاً بأن اسم خوان مانويل سانتوس خلف هذا الاعتداء".

ويقود سانتوس المعارضة الدولية ضد نظام مادورو، الذي يعتبره ديكتاتوراً.

وتوقع سانتوس، في مقابلة أجرتها معه وكالة فرانس برس الاثنين الماضي في بوغوتا، أن يكون سقوط النظام التشافي "قريباً" بسبب التضخم الهائل الذي تعاني منه فنزويلا، وقدر صندوق النقد الدولي نسبته لهذه السنة بمليون في المئة.

كما وجه مادورو أصابع الاتهام إلى أشخاص يقيمون، على حد قوله في الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن "التحقيقات الأولية تشير إلى أن العديد من ممولي (الهجوم) يعيشون في الولايات المتحدة، في ولاية فلوريدا".

وأضاف: "آمل أن يكون الرئيس (الأميركي) دونالد ترمب على استعداد لمكافحة المجموعات الإرهابية

و في هذا السياق دانت ​وزارة الخارجية الروسية​ "محاولة اغتيال الرئيس الفنزويلي، ​نيكولاس مادورو ​" معتبرة أن "الغرض من هذه العملية هو زعزعة الاستقرار في البلاد".

كلمات دليلية :