تفجيرات ومداهمات..إلى أين يسير الاردن؟

تفجيرات ومداهمات..إلى أين يسير الاردن؟
الأحد ١٢ أغسطس ٢٠١٨ - ١٠:٠٦ بتوقيت غرينتش

شهد الأردن ليلة رعب بدأت مساء السبت 11 أغسطس/آب 2018، وما زالت مستمرة، قُتل فيها ثلاثة من عناصر الأمن في مدينة السلط، وأصيب آخرون خلال مداهمات للقبض على خلية السلط «الإرهابية» التي استهدفت دورية شرطة قبل يومين.

العالم - الاردن

ووقع الجمعة 10 أغسطس/آب 2018، هجوم  غرب العاصمة عمّان استهدف سيارة دورية أمنية وأسفر عن قتيل و6 جرحى، بحسب ما أفاد به مصدر رسمي.

وأدت العملية الأمنية المستمرة حتى الساعة إلى اعتقال 3 أفراد «في الخلية الإرهابية»، وفق المصدر.

وقالت وزيرة الدولة الاردنية لشؤون الاعلام المتحدثة الرسمية باسم الحكومة جمانة غنيمات في بيان الأحد إن عدد القتلى ارتفع الى اربعة من قوات الامن المشتركة في العملية الامنية.

وكانت غنيمات ذكرت أن المشتبه بهم رفضوا تسليم أنفسهم وبادروا باطلاق نار كثيف تجاه القوة الأمنية المشتركة وقاموا بتفجير المبنى الذي قاموا بتفخيخه في وقت سابق ما أدى الى انهيار اجزاء منه خلال عملية الاقتحام.

وأكدت الأحد "العثور على جثث ثلاثة ارهابيين تحت أنقاض المبنى المنهار" الذي تمت مداهمته.

وقد شهدت المملكة منذ 2016 أربعة اعتداءات أدت الى سقوط عدد من عناصر الاجهزة الامنية وتبنى تنظيم داعش الارهابي مسؤوليته أثنين منها.

وقالت غنيمات إن "عدد الإرهابيين الذين تم القاء القبض عليهم خلال عملية المداهمة في السلط أرتفع الى خمسة"، بعدما كانت قد أعلنت مساء السبت اعتقال ثلاثة "ارهابيين". وتحدثت عن "ضبط أسلحة اوتوماتيكية" في المبنى.

وأوضحت أن "عمليات التمشيط لا زالت مستمرة". وقالت "في هذه الاثناء تتحرك آليات الدفاع المدني المتخصّصة لتقصّي الوضع داخل المبنى وفحص الانقاض".

ودعت غنيمات المواطنين الى "الابتعاد" عن المبنى حيث وقعت المداهمة الامنية، مشيرة الى ان "المنزل معرض للانهيار في أي لحظة".

وبحسب غنيمات فان "المبنى آيل للسقوط وسيتم هدمه لتجنب مخاطر الانهيار المفاجىء". 

وظهرت في لقطات مباشرة بثتها قنوات محلية اردنية قوات أمنية تقوم بعمليات تمشيط للمبنى المؤلف من اربعة طوابق وانهارت اجزاء كبيرة منه، ترافقها فرق هندسية واخرى تابعة للدفاع المدني.

وشوهدت سيارات الشرطة وسيارات اسعاف تحيط بالمبنى بالاضافة الى جرافات يبدو انها ستقوم بإزالة بقية اجزاء المبنى.

وذكرت مصادر طبية أن 11 شخصا اصيبوا بجروح خلال العملية من عسكريين ومدنيين من سكان المبنى.

من جهته، أصدر النائب العام في محكمة امن الدولة قرارا ب"عدم تداول أي أسماء مرتبطة بقضية مداهمة السلط حفاظا على سير مجريات العملية وعدم التأثير عليها"، مؤكدا ضرورة "الالتزام بما يصدر عن الناطق الرسمي للحكومة تحت طائلة المسؤولية".

وذكرت وكالة الانباء الرسمية أن الحكومة شكلت خلية أزمة تضم رئيس الوزراء ووزير الداخلية وقادة الأجهزة الأمنية "للوقوف على آخر تطورات العملية الامنية" في مدينة السلط. وأضافت ان الخلية لا تزال منعقدة.

وكانت وزارة الداخلية أعلنت في وقت سابق، مقتل عنصر أمني وإصابة 6 آخرين بجروح، الجمعة، في انفجار عبوة ناسفة زرعت أسفل سيارة دورية أمنية مكلفة حماية مهرجان الفحيص الفني الذي يستضيف سنوياً نجوم عرباً في منطقة تحمل الاسم نفسه وتبعد 12 كم غرب عمان. واختُتم المهرجان مساء الجمعة.

وقالت غنيمات في بيانٍ السبت، إن «الأجهزة الأمنية المختصة نفذت مداهمة لموقع خلية إرهابية بعد الاشتباه بتورطها في حادثة الفحيص الإرهابية».

ماذا حدث في العملية؟

وأضافت غنيمات أن «قوة مشتركة من الأجهزة الأمنية تحركت إلى مدينة السلط (30 كم شمال غربي عمان) لإلقاء القبض على المشتبه بتورطهم في هذه العملية».

وأوضحت أن «المشتبه فيهم رفضوا تسليم أنفسهم وبادروا بإطلاق نار كثيف تجاه القوة الأمنية المشتركة، وقاموا بتفجير المبنى الذي قاموا بتفخيخه في وقت سابق؛ ما أدى إلى انهيار أجزاء منه خلال عملية الاقتحام».

وأشارت إلى أن «القوة الأمنية تمكنت من إلقاء القبض على 3 من أعضاء الخلية»، مشيرة إلى أن «العملية لا تزال مستمرة».

وبعد منتصف ليل السبت/الأحد، أكدت غنيمات أن «العمليّة الأمنية دخلت مرحلة ثانية (…) للسيطرة على الموقع، والتأكُّد من عدم وجود مدنيين مهدَّدين من جانب المشتبه فيهم».

وأشارت إلى «سماع أصوات دويّ في موقع المداهمة نتيجة تطهيره من المتفجرات».

ودعت غنيمات المواطنين في مدينة السلط إلى «عدم التجمهر أمام مستشفى السلط الحكومي، أو في الشّوارع والطّرقات القريبة من العملية الأمنية، أو من موقع المداهمة؛ وذلك لمنع إعاقة الجهود الأمنيّة أو عمليات الإسعاف».

ونشرت مواقع إخبارية محلية مقاطع فيديو تُسمع خلالها أصوات تبادل لإطلاق نار حول المبنى المؤلف من 4 طوابق بمنطقة نقب الدبور في السلط حيث يتحصّن المشتبه فيهم.

كما نشرت صور سيارات القوات الأمنية وهي تحيط بالمبنى، الذي انهار جزء منه.

إصابات تجاوزت 20 شخصاً

بدوره، ذكر موقع "خبرني" الأردني، نقلا عن مصدر أمني، أن عدد المصابين جراء اشتباكات منطقة نقب الدبور وعملية المداهمة، الذين نقلوا إلى مستشفى السلط الحكومي، بلغ 21 شخصا.

وخلال زيارة إلى المديرية العامة لقوات الدرك، أكد رئيس الوزراء الأردني، عمر الرزاز، في وقت سابق من السبت، «عدم التهاون في ملاحقة الإرهابيين وحمَلة الأفكار الهدّامة أينما كانوا، وضرورة ملاحقة مقترفي الجريمة النكراء، وتقديمهم ليد العدالة لينالوا الجزاء العادل».

وقال في تصريحات بثتها وكالة الأنباء الأردنية، إن «الأردن سيبقى دوماً في مقدّمة الركب لمحاربة الإرهاب الغاشم والأفكار الظلاميّة التي تستهدف حياة الأبرياء وتحاول تقويض الأمن والاستقرار».

وأوضح أن «هذا العمل الجبان لن ينال من عزم الأردن؛ بل سيزيده قوّة ومنعة، وإصراراً على التمسك بقيمه الراسخة، ووحدته الوطنيّة».

من جهته، أكد رئيس مجلس النواب الأردني، عاطف الطراونة، في تغريدة على «تويتر»، أن «يد الغدر والإرهاب لن تنال من وطننا، وسيبقى الأردن عصياً بقيادته وجيشه وأجهزته الأمنية وبشعبه بوجه الإرهاب الأسود وزمرته الجبانة».

اذا يجب ان ننتظر ونرى هل ستستمر هذه الاحداث الامنية في المستقبل او انها ليست الا احداث عابرة لايمكن ان توثر على الداخل الاردني وامنه خاصة في ظل تطهير الحدود السورية مع الاردن من قبل الجيش الاردني وهروب العناصر المسلحة الى خارج الاراضي السورية وربما الى الاردن المجاورة.