قال ضيف برنامج "مع الحدث" الخبير الاستراتيجي والعسكري الجنرال امين حطيط على شاشة قناة العالم، أن عملية تحرير ادلب هي عملية مركبة تشمل جزئين، الجزء الأول هو الحل العسكري والجزء الثاني هو التفاوض والتسويات وفيها مايفرضه الامر الواقع بالنسبة للجزئين والعملية محكومة بعناصر ميدانية واساسية ومبادئ يلتزمها جميع المعنيين بهاذا الموضوع وتفرضها جغرافية المكان وطبيعة المسلحين.
وعملية تحرير ادلب تختلف عن جميع عمليات التحرير التي جرت في المحافظات السورية كافة، بالنسبة لسوريا هناك قرار استراتيجي ولأهمية القرار انه نطق به رئيس الدولة وهو أن الجيش السوري سيتوجه الى ادلب وفي المقابل هناك التركي الذي دخل الى ادلب باعتبار مصالحة الامنية والقومية مهددة بالخطر وكان وجوده وجود دفاعي كما يدعي وبالتالي نحن أمام قطبين كل منهما يمارس وفقا لرأيه العمل الدفاعي واضاف حطيط ما ناحية ثالثة أن المجموعات المسلحة مختلفة عن بعضها البعض وليست كلها على قلب رجل واحد وليست كلها من نوع واحد وصنف واحد وفئة منها تنظر الى الميدان على انه دفاعي وبالتالي هذا التعقيد وهذه الخصوصية وكل واحد منهم يدعي الدفاع.
وعلق حطيط بأن الحكومة السورية حسمت أمرها بالحل العسكري وبدأت التحشيد وفتحت الباب أيضا امام التسويات وأما تركيا مع النفس العدائي ضد سوريا موازاة مع العمل التحضيري السوري بدأت تحضر الميدان بما يعرقل عملية الجيش السوري وبدأت التهويل على اعلامها وإذا بدأت المعركة فتركيا ستكون في جزئين، الجزء الاول تدعي أنها تيسر الامور استجابة لمفاوضات استانا والجزء الآخر ستلتزم بدعم مجموعات مسلحة ارهابية حتى لاتسير عملية التحرير العسكرية او السياسية بالسرعة التي تريد.
وحول التفاهمات الروسية التركية حول تحرير ادلب، قال الدبلوماسي السابق بيتسلاو موتوسوف أن روسيا تعتبر أن تحرير ادلب هو حق للجيش السوري وهناك احتمالين في ادلب، الاحتمال الاول هو المفاوضات والحوار السياسي لأنه هناك جزء مسلح من المعارضة السورية تشارك في مفاوضات استانا ويجب الفصل بين القوات التي تريد الحوار السياسي والقوات التي ترفض الحوارمثل داعش والنصرة واضاف الدبلوماسي من الواجب على تركيا أن تعمل على فصل القوى السياسية المستعدة للحوار والقوى الارهابية كما قال لافروف لنظيره التركي كما تم الاتفاق على تفاهم حول المواقع
واضاف ان الجيش السوري جاهز لضرب كل المواقع الارهابية في ادلب
من جهة اخرى قال الكاتب السياسي شادي أحمد حول تعويل دمشق على التفاهمات الروسية التركية، الان مع الخلاف التركي الامريكي والخلاف السعودي التركي والسعودي القطري بدأ مشاهد هذه الخلافات تظهر في ادلب واضاف أن العملية لها بعد سياسي أكثر مما هو عسكري وطبيعة الجفرافية في ادلب سهلة جدا واضاف نحن في سوريا نتطلع الى حسم عسكري حاسم.
وقال الجنرال امين حطيط ان ادلب منطقة كبيرة مساحتها تقريبا تساوي مساحة لبنان وتحوي على 65 ألف مقاتل ويوجد فيها سهول واودية ويمكن لسلاح الدبابات العمل بسهولة في المناطق السهلية وليس الجبلية فيها وهناك ثلاث عوائق امام الجيش السوري لتحريرها وهي اولا العائق العسكري وثانيا منطقة خفض توتر وثالثا جوارها لتركيا والوجود التركي فيها وهناك اتصال بين ادلب وتركيا واذا لم تتخذ تركيا قرارا باغلاق حدودها فستبقى خطوط الامداد مفتوحة ولذلك الطرف الروسي يطلب من التركي وهي الموافقة على العملية العسكرية والثانية هي اغلاق الحدود وقطع طرق الامداد والثالثة المساهمة التركية في فرز المسلحين وعزلهم والطرف الروسي يريد ان يكسب التركي الى طرفه للحسم السريع لعملية ادلب وبالتالي الطرف الروسي يعمل سياسيا للتحضير والطرف السوري يعمل عسكريا في تحضير الميدان ومنطلق العملية لن يكون سياسيا ولكن العملية حتى توجه رسالة حاسمة للجميع ستبدأ عسكريا وبشدة قوية من المدفعية والطيران والقوات البرية وعندما يفهم الجميع الرسالة ستتحرك الدبلوماسية بسرعة اكبر على ايقاع النار التي ستقع.
وفي سياق تحييد الجماعات المسلحة، قال موتوزوف، ان فصل القوات المسلحة عن بعضها البعض امر صعب جدا والمشكلة الاساسية بالنسبة للاتراك هي فصل هذه القوات وتصور الدبلوماسي أن قررات نهائية ستتخد خلال لقاءات استانا ولقاء لافروف مع نظيره التركي مهد الطريق للتفاهمات ولقاء استانا سيكون امضاء للتفاهمات التي جرت بين الدول الثلاث ايران وروسيا وتركيا
من جهة اخرى قال شادي احمد، ان الحكومة السورية دائما كان بابها مفتوحا لتسوية المسلحين انفسهم وترك السلاح وباب العملية السياسية في سوريا لايمكن أن يكون مع من حمل السلاح سواء كان تصنيفه مسلح او ارهابي ولن تعترف الحكومة السورية بمعارضة مسلحة والحكومة السورية منذ بداية الازمة كان لديها ثلاث مسارات المسار الاول هو الاصلاح السياسي والاقتصادي في سوريا تقدم في مجال واخفق في مجال اخر والمسار الثاني هو محاربة الارهاب للدفاع عن امن الوطن والمواطن والمسار الثالث هو الانفتاح بايجابية مع المبادرات الدولية بشأن الازمة السورية بما لايمس السيادة السورية ولايمكن الخلط بين هذه المسارات.
وقال موتوزوف أن روسيا من البداية لاتستبعد الخطوات العسكرية في الحل العسكري في ادلب والوجود الامريكي شرق الفرات والخلافات الامريكية التركية الاخيرة ساعدت على تحسن الظروف بالنسبة لسوريا والموقف الامريكي اصبح اكثر ضعفا.
الضيوف
الخبير الاستراتيجي والعسكري الجنرال امين حطيط
الكاتب السياسي شادي أحمد
الدبلوماسي السابق فيتشسلاف موتوزوف
يمكنكم مشاهدة ملخص الحلقة عبر الرابط التالي:
http://www.alalam.ir/news/3727986