الحج رمز الوحدة الإسلامية ومؤشر بناء الأمة

الحج رمز الوحدة الإسلامية ومؤشر بناء الأمة
الإثنين ٢٠ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٦:٠٠ بتوقيت غرينتش

احيّا حجاج بيت الله الحرام مراسم البراءة من المشركين صباح اليوم الاثنین في صحراء عرفات بمشاركة حشد كبير من الحجاج الايرانيين وغیرالایرانیین.

العالم - ايران

ويعد الحج أكبر تظاهرة إسلامية تختزن من خلال أبعادها العبادية بعدا سياسيا يعلن موقفه من المستجدات السياسية على الساحة السياسية الإسلامية.

وينطلق البعد السياسي لفريضة الحج من مفاهيم الوحدة الإسلامية حيث يحوّل الطواف بالبيت الحرام إلى طواف بمنهج الإسلام والحفاظ على وحدة المسلمين، ويتحول رجم الشيطان إلى رجم السياسات الاستعمارية التي تريد السيطرة على مقدرات الأمة وشعوبها.

واليوم يقف أكثر من مليوني مسلم على صعيد عرفة  لاحياء مراسم الوقوف في يوم الحج الأكبر ملبين لله معلنين العبودية والطاعة له وحده  والبراءة من كل مشرك و الرفض لأي ظلم أو استكبار عالمي ضد الأمة الإسلامية والمسلمين كافة.

وقد أطلق مئات الآلاف من الحجاج اليوم صرخات البراءة من المشركين والتنديد بالولايات المتحدة الاميركية و الكيان الاسرائيلي بوصفهما رأس الشرك العالمي وسبب الظلم و العدوان على الاسلام والمسلمين والدعوة الى وحدة المسلمين.

وتلا حجة الاسلام قاضي عسكر ممثل الولي الفقيه في بعثة الحج الايرانية نداء قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي لحجاج بيت الله الحرام في مراسم البراءة من المشركين اليوم الاثنين، والذي اكد من خلاله ان اعداء الاسلام كانوا ولا زالوا يحثون المسلمين على التحشد في مواجهة بعضهم البعض.

واشار سماحته ان ارادة اميركا ومساعيها الخبيثة تنصب على اقتتال المسلمين فيما بينهم وإطلاق يد الظالمين ليفتكوا بالمظلومين مضيفا ان سياسة اميركا تقوم على دعم الطرف الظالم وقمعه للمظلوم بكل قسوة وإبقاء نيران هذه الفتنة المهولة مستعرة.

واكد قائد الثورة الاسلامية ان على المسلمين أن يكونوا يقظين وأن يحبطوا هذه السياسة الشيطانية وهي فلسفة البراءة من المشركين في الحج.

وقال آية الله خامنئي: أعداء الإسلام كانوا ولا زالوا يحثون المسلمين على الاصطفاف ضد بعضهم البعض مضیفا: أيها الحجّاج الأعزاء لا تنسوا الدعاء للأمة الإسلامية والمظلومين في سورية، والعراق، وفلسطين، وأفغانستان، واليمن، والبحرين، وليبيا، وباكستان، وكشمير، وبورما، وباقي البقاع، واسألوا الله أن يقطع يد أمريكا وباقي المستكبرين وعملائهم.

وفی هذا السیاق قال المحلل السياسي الإيراني أمير الموسوي أن هدف البراءة من المشركين هو توطيد الوحدة الوطنية بين شعوب الدول الاسلامية وجميع الطوائف والمذاهب وكذلك التصدي للمخططات الاستكبارية في المنطقة.

واضاف الموسوي أن الامام الخميني رحمة الله عليه بعد انتصار الثورة الاسلامية في إيران اعلن يوم البراءة من المشركين في الحج الاكبر، ودأب على إصدار بيان سنوي في ساحة عرفات وفي المشاعر الطيبة والكريمة هناك.

وصرح المحلل السياسي الإيراني أن هدف البراءة من المشركين هو توطيد الوحدة الوطنية بين شعوب الدول الاسلامية وجميع الطوائف والمذاهب، معتبراً ان الحج يمثل اللوحة الكبرى لهذه الوحدة الطيبة بين المسلمين والتفاهم والتعايش الطيب فيما بينهم، والعمل على نبذ الفرقة والاختلاف ونسي الذات والتوجه باخلاص الى الله تعالى.

وتابع الموسوي قائلاً: أن الهدف الثاني من هذه الشعائر هو التصدي للمخططات الاستكبارية في المنطقة، معتبراً أن افضل وقت لتداول هذا الامر واظهار الاخطار التي تحاك ضد الامة الاسلامية في هذا المؤتمر الكبير وهو منسك الحج الكريم.

وأعتبر المحلل السياسي أن هذه المناسبة المهمة قد تم محاربتها بصورة غير طبيعية، من قبل الاستكبار العالمي، معتبراً أن هناك عوامل داخلية وخارجية تحاول اشعال نار الفتنة الطائفية بين المسلمين وباسباب مختلفة.

وقد دأب حجاج بيت الله الحرام على ممارسة هذه الشعيرة في مواسم الحج على الرغم من محاولات تبذلها السلطات السعودية والمؤسسة الوهابية لمنعها والتهديد بقمع من يمارسها باعتبارها بدعة فيما يؤكد معظم علماء المسلمين على ان الحج ليس شعيرة تعبدية فحسب بل يتضمن ابعاد عز ووحدة و كرامة وقوة للمسلمين ويعتبرون ان يوم عرفة يوم الفصل بين الايمان والكفر ويوم البراءة من الشرك و المشركين الى يوم الدين.