العالم - تركيا
يعول الرئيس التركي على كسب اكبر عدد من الدول المؤيدة له في مجابهة امريكا بالأخص وان السياسة الرعناء التي إتبعتها امريكا مع عدة دول فتحت المجال لعدم التماشي مع السياسة الامريكية؛ بدايتاً بنقض العهود مع إيران والإنسحاب من الاتفاق بينها و دول 1+5 حول الملف النووي الإيراني وفرض عقوبات عليها؛ هذا الإنسحاب أضر بمصالح عدد من الدول الاوربية المستفيدة من الاتفاق النووي مع إيران، والتي بدأت شيئاً فشيئاً بإنتقاد السياسة الأمريكية وربما التخلي عنها، كل هذه المعطيات كانت نقاط إيجابية لأردوغان للتقارب مع هذه الدول وتجميع الرأي العام المؤيد لتركيا.
وقال نائب زعيم حزب الوطن، بدري كولتاكين:"المسار التركي يتزامن علی نحو جيد مع النظام العالمي الذي اصبح متعدد الاقطاب وهذا الاتجاه يوفر لتركيا فرصة قابلة للتطبيق لذلك مع تزايد الانقسام بين الولايات المتحدة والاوروبيين يجب علی تركيا انتهاز الفرص وهذا ما يحدث".
وفقا لمراقبين اتراك فإن أول ملامح هذه الخطة التي وضعها اردوغان هو الدخول في شراكة مع الصين والمشاركة في طريق الحرير الجديد، واستخدام هذه الشراكة لإنضمام تركيا في المستقبل لتجمع بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون في مرحلة لاحقة، والتقارب مع روسيا و إيران لتشكيل حلف سياسي و إقتصادي وعسكري متين في المنطقة من شأنه كبح جماح أمريكا وفك العقد السياسية في المنطقة.
وقال نائب رئيس اتحاد الشباب الاتراك، يركان اوزال:"ترامب يريد ان يطلب اردوغان حزمة انقاذ من صندوق النقد الدولي واذا اقدم اردوغان علی ذلك فان الولايات المتحدة ستكون في وضع يسمح بها للسياسة التركية في المنطقة وخاصة في سوريا وهذا مايدركه ويتخواه اردوغان جيداً".
تزايد الانقسام بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحتى داخل حلف الناتو جعل أردوغان يستغل هذه الإنقسام بطرقِ عدةِ دول بابَ تركيا، هذا ما سهل على تركيا إيجاد أصدقاء وحلفاء في أماكن أخرى في محيطها وما وراءه، بالاخص أن أردوغان لا يرغب في الاستسلام للولايات المتحدة وصندوق النقد الدولي، بل يريد الاحتفاظ بموقف تركيا المستقل عن طريق تنويع خيارات سياسته الخارجية والتخلي عن امريكا.
العقوبات الاقتصادية والانتقاص من تركيا لن ينفع أمريكا شيء فأردوغان رسم خارطة الطريق للسير بعيداً عن أمريكا باحثاً عن حلفاء جدد وعلی مايبدو فان ترامب سقط في الفخ بحسب مراقبين أتراك.