واقعة الإسكندرية.. "اعدموا المتحرش القاتل" يُشعل "تويتر" مصر!

واقعة الإسكندرية..
الأحد ٢٦ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٧:٠١ بتوقيت غرينتش

سادت حالة من الجدل في مصر على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد قيام عاطل بقتل شخص حاول الدفاع عن زوجته من معاكسته لها، بشاطئ أبو يوسف غرب مدينة الإسكندرية.

العالم - مصر

ولقي رجل مصري يعمل نقاشا مصرعه على شاطئ أبو يوسف، على يد أحد المتحرشين بعدما حدثت بينهما مشادة بسبب تحرش القاتل بزوجة القتيل.

وتداول رواد الشبكات الاجتماعية فيديو مصوراً من الحادثة بعد قتل الرجل، وهو غارق بدمائه على شاطئ البحر، بينما يحاول المواطنون الإمساك بالقاتل، وإبعاد زوجته عنه حتى تهدأ وتكف عن الصراخ والبكاء. 

ويسمع في الفيديو صوت رجل يقول: «اقتلوه يا جماعة»، بينما يحاول بعض الأشخاص الإمساك بالقاتل وفي أيديهم عصي خشبية، فيما يقوم آخرون بسحب الرجل المقتول من الماء بعد استنجاد الزوجة. 

كما يظهر من الصوت المسموع في الفيديو أن القاتل معروف لدى سكان المنطقة، إذ قال أحد الأشخاص: «ما إنتم عارفينه يا جدعان، ده مكنش يدخل الشط يا حسن، هيجيب لك مصيبة». 

ودشن رواد موقع التدوين المصغر "تويتر" هاشتاغ بعنوان "اعدموا المتحرش القاتل"، تصدر قائمة التريندات الأكثر تداولاً في مصر.

وطالب رواد مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة إعدام المتحرش، بسبب الجريمة التي ارتكبها، منددين بتكرار وقائع التحرش في مصر، فيما طالب آخرون بضرورة تطبيق القانون لردع هؤلاء المجرمين.

تفاصيل الجريمة.. وضبط المتهم والأداة المستخدمة

وكان اللواء محمد الشريف مدير امن الاسكندريه قد تلقى اخطارا من إدارة شرطة النجدة بوجود مشاجرة ومتوفى بشاطئ بمنطقة أبو يوسف.

وإنطلقت قوات الآمن إلي المكان المذكور، وتبين أن المشاجرة كانت بسبب قيام الشخص الأول بمعاكسة زوجة الأخير خلال وجودهما بالشاطئ، وفي البداية كان الأمر عبارة عن مشادة كلامية حتى تحول إلى إعتداء من الأول على الثاني بسكين ضربه بها في عدة أماكن متفرقة في جسده حتى لفظ أنفاسه الأخيرة ونُثرت الدماء على المياه.

وتم اخطار النيابة التي تولت التحقيقات وامرت بنقل الجثة لمشرحه وانتداب الطب الشرعي لتشريح الجثة وبيان سبب الوفاة وحجز المتهم على ذمة التحريات، فيما تم تحرير محضر جنح قسم شرطة الدخيلة ويحمل رقم 9960 لعام 2018، وتم التحفظ على السلاح المستخدم بالجريمة، وحُفظت الجثة داخل مستشفى مبرة العصافرة بالإسكندرية، وقررا بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق.

حالة من الحزن والأسى تسود أفراد أسرة القتيل

وسيطرت حالة من الحزن والأسى الشديدين على قلوب أفراد أسرة النقاش محمد محمود، 40 سنة، ونقلت وسائل اعلام مصرية عن زوجة النقاش القتيل (المجني عليه) إنها كانت جالسة على شاطئ البحر وفجأة جاء المتهم وظل يتطفل عليهما، مُصرًّا على أن يجلس بجانبهم دون أن يترك لهم أي مسافة لهما بالخصوصية، ولذلك بدأت مشادة كلامية بين المجني عليه الراحل، والمتهم انتهت باستخدام المتهم سيفا وضرب المجني عليه، محدثًا فيه اصابات بالجمجمة أودت بحياته.

وتضيف الزوجة المكلومة بصوت مختنق: "متزوجة منذ 8 سنوات، وزوجي كان رجل طيب ليس صاحب مشاكل ولم يحاول اختلاق أي مشكلة وحاولنا قضاء يوم بعيد عن الزحمة بالتنزه في الشاطئ"، مضيفة "حسبنا الله ونعم الوكيل كنا قاعدين في حالنا قتله قدام ابنه الصغير".

وقال مصدر أمني، إنه وفقا للتقرير الطبي على المتهم تبين أنه يتعاطى مخدرات واستخدم سلاحا أبيض في عملية القتل، كما جرح زوجة المجني عليه أثناء محاولتها تخليص زوجها من بين يده.

وأكد مصدر طبي بمستشفى مبرة العصافرة غرب الإسكندرية، أن الحالة وصلت قادمة من شاطئ "أبي يوسف" وكان المجني عليه في حالة حرجة جدًا من الصعب إلحاقها وكان بيتلفظ أنفاسه الأخيرة عقب وصوله، مصاب بجروح طعنية بجميع أنحاء الجسم "مذبوح" من عند الرقبة والحاجب والأيدي.

تعرف على عقوبة التحرش وفقا للقانون المصري

المادة 306  مكرر (أ):

يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن ثلاثة آلاف جنيه ولا تزيد على خمسة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من تعرض للغير في مكان عام أو خاص أو مطروق بإتيان أمور أو إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية سواء بالإشارة أو بالقول أو بالفعل بأية وسيلة بما في ذلك وسائل الاتصالات السلكية أو اللاسلكية.

وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تزيد على عشرة آلاف جنيها و بإحدى هاتين العقوبتين إذا تكرر الفعل من الجاني من خلال الملاحقة والتتبع للمجني عليه.

وفي حالة العودة تضاعف عقوبتا الحبس والغرامة في حديهما الأدنى والأقصى

المادة 306 مكرر (ب):

يعد تحرشا جنسيا إذا ارتكبت الجريمة المنصوص عليها في المادة 306 مكرر (أ) من هذا القانون بقصد حصول الجاني من المجني عليه على منفعة ذات طبيعة جنسية، ويعاقب الجاني بالحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تزيد على عشرين ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين.

فإذا كان الجاني ممن نص عليهم في الفقرة الثانية من المادة (267) من هذا القانون أو كانت له سلطة وظيفية أو أسرية أو دراسية على المجني عليه أو مارس عليه أي ضغط تسمح له الظروف بممارسته عليه أو ارتكبت الجريمة من شخصين فأكثر أو كان أحدهم على الأقل يحمل سلاحا تكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تجاوز خمس سنين والغرامة لا تقل عن عشرين ألف جنيه ولا تزيد على خمسين ألف جنيه.

دراسة اممية حول ظاهرة التحرش في مصر

وبرغم انتشار هذه الظاهرة بصورة كبيرة إلا أنه لا توجد إحصاءات رسمية بهذا الشأن، وذلك لأن أعداد اللاتي تعرضن للتحرش واعترفن بذلك قليلة جداً، مقارنة بمن كتمن الموضوع وفضلن إبقاء الأمر سرياً جداً.

لكن ذكرت دراسة للأمم المتحدة أن القاهرة تعتبر عاصمة البلد العربي الأكبر لناحية التعداد السكاني (94 مليون نسمة)، من أكثر المدن التي تواجه فيها النساء التحرش.

وفي ظل فقدان إحصاءات رسمية وأكيدة في هذا المجال، فقد جاء في الدراسة الاممية الصادرة في العام 2013 بحسب وكالة فرانس برس، أن 82,6% من المصريات اكدن أنهن لا يشعرن بالأمان في الشارع، خشية تعرضهن للتحرش.

يشار الى ان النقاشات العامة المتعلقة بقضايا التحرش، دائما ما تنتهي بعدة توصيات مُعلقة في الهواء أشبه بتعليمات وأوامر من قادة أو نخب ولكن بلا قواعد تؤمن بها وتعمل على تنفيذها.

فدائما ما يتم في ختام أي مؤتمر أو حملة سواء كانت رسمية أو مجتمعية بالتأكيد على دور الدولة والقانون في القضاء على هذه الظاهرة الشنيعة، مع ضرورة أن يكون هناك مناهج خاصة بالتربية الجنسية في وسائل التعليم الرسمية المختلفة، وطرح قضايا النوع الاجتماعي، والعمل على نشر قيم المساواة بين الجنسين واحترام أجساد النساء في المجالين العام والخاص، مع مطالبة حازمة بتطبيق عقوبات قانونية رادعة على المتحرشين.