زیارة ظریف لباکستان: الأهداف والتداعیات

زیارة ظریف لباکستان: الأهداف والتداعیات
الجمعة ٣١ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٩:١٣ بتوقيت غرينتش

غادر وزير الخارجية الايراني یوم الخمیس، العاصمة طهران متوجها الى اسلام آباد في زیارة تستغرق یومین، و شدد ظریف قبیل مغادرته العاصمة علی أن الجمهورية الاسلامية الايرانية ترغب باقامة افضل العلاقات مع باكستان، معربا عن امله بالمزيد من تطوير هذه العلاقات.

العالم- تقاریر

و قد اشار ظریف أیضا الى تحسن العلاقات بين البلدين خلال العامين الاخيرين وانه فضلا عن تطور العلاقات على الصعيد السياسي بين مسؤولي البلدين فان العلاقات على صعيد القادة العسكريين قد شهدت تطورا ايضا.                                           

و لا شك ان سیاسة ایران کانت و ما تزال قائمة علی الحوار البناء و نشر الصلح والسلام و تعزیز العلاقات الثنائية لاسیما مع دول الجوار و هي الیوم تحظی بعلاقات طیبة مع ترکیا و آذربیجان و أرمينیا و العراق و عمان و کذلك باکستان، مع العلم بأن العلاقات الجیدة لا تعني عدم وجود خلافات بین الأطراف.

إن زیارة ظریف لباکستان تدل بوضوح علی أن طهران و بخاصة في ظل الظروف الراهنة تحرص أشد الحرص علی بناء افضل واقوى العلاقات مع اسلام آباد، باعتبارها شريكة لايران لارساء السلام المستديم في المنطقة و مكافحة الارهاب، کما تؤکد متانة العلاقات الأخویة والعریقة بین الشعبین الایرانی و الباکستانی.  

و وفق المصادر المطلعة فمن المقرر أن یتم في هذا اللقاء البحث بشان تنمية التعاون الثنائي والاقليمي والدولي خاصة في المجال الاقتصادي، و أن یتناول البحث التعاون البرلماني ومن ضمنه تشكيل مجموعة الصداقة البرلمانية الايرانية- الباكستانية ومواجهة التحديات المشتركة مثل التطرف والارهاب. فالحدود المشتركة الطویلة بین البلدین، یمکن استغلالها من قبل الجماعات الإرهابية، كما حدث من قبل أحيانا و هي یجب أن تبقی حدود امن وسلام واستقرار، و تساعد علی تنمیة اقتصاد البلدین و ازدهاره.

و تأتي أهمیة هذه الزیارة بعد انتخاب عمران خان لرئاسة الوزراء الباکستانیة ، و في حین تريد المملكة العربية السعودیة أن ينخرط رئيس الوزراء الباكستاني الجديد -وهو في أمسّ الحاجة إلى الدعم المالي- بشكل كامل في ائتلافها العسكري الإسلامي، الذي ينظر إليه كقوة مناهضة لایران.

 و وفق ما أفادت "الجزیرة" نقلا عن موقع "إيشيا تايمز" الإخباري -الذي يتخذ من هونغ کونغ مقرا له- إن حكام السعودية أعربوا لعمران خان في رسائل حديثة عن رغبتهم في تأييده الصريح للائتلاف الإسلامي لمكافحة الإرهاب الذي تقوده السعودية، و أن یکون عضواً فاعلا في الائتلاف لإضفاء المزيد من المصداقية عليه.

وكان خان قد أعرب في السابق عن معارضته للحرب على الیمن، لكن المراقبين للشأن الباكستاني يتوقعون أن يعرب رئيس الوزراء الباكستاني الجديد -كما دأب أسلافه على ذلك- عن استعداد بلاده لفعل كل ما بوسعها لحماية الأماكن المقدسة الإسلامية في السعودية من أي هجوم.

وتأمل باكستان أن تقدم لها السعودية عبر بنك التنمية الإسلامي أربعة مليارات دولار لمساعدتها في التغلب على خلل ميزانية المدفوعات الذي تعاني منه حاليا. مع هذا کله يستبعد مراقبون أن يتخذ خان موقفا أكثر تأييدا للسعودية من سلفه نواز شریف، خصوصا أنه -على عكس شريف- يحظى بتأييد واسع بين شيعة باكستان في منطقة البنجاب.

من هنا یمکن القول بأن زیارة ظریف لاسلام آباد بامکانها أن تعزز مکانة ایران الاقلیمية أکثر من ذی قبل، و أن تزید من متانة العلاقات بین البلدین لاسیما قبل أن تدخل الحزمة الثانية من الحظر الأمریکی الظالم حیز التنفیذ، کما أنها من شأنها أن تحول دون سیاسات تحالف العدوان و استراتیجیتها الرامية إلی عزل ایران دولیا و عالمیا.