قضية سكريبال تعود للواجهة.. لندن توجه تهما جديدة لموسكو والاخيرة ترد

قضية سكريبال تعود للواجهة.. لندن توجه تهما جديدة لموسكو والاخيرة ترد
الأربعاء ٠٥ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٤٨ بتوقيت غرينتش

كشفت النيابة العامة البريطانية، عن هوية شخصين تشتبه بضلوعهما في حادث تسميم العميل البريطاني السابق سيرغي سكربيال وابنته يوليا مؤخرا، حسب زعمها.

العالم - تقارير

وادعت جهة الادعاء البريطاني، أن لديها ما يكفي من الأدلة لتوجيه التهم اللازمة للمواطنين الروسيين، ألكسندر بتروف وروسلان بوشيروف.

وتفيد الأنباء بأن التهم ستوجه للشخصين بموجب 4 مواد من قانون العقوبات الجنائية البريطانية تشمل "الشروع في قتل سيرغي سكريبال وابنته، وضابط الشرطة البريطاني نيك بيلي، وتعمد إلحاق الضرر الجسدي بالآخرين، واستخدام وحيازة المادة السامة "نوفيتشوك".

وزعمت الشرطة البريطانية أنها عثرت على آثار هذه المادة السامة في مكان إقامة سكريبال وابنته، فيما لم تشر منظمة الأسلحة الكيميائية في تقريرها الأخير إلى طبيعة المادة التي استخدمت في محاولة تسميم المذكورين واكتفت بالتأكيد "أنها مادة مشلّة للأعصاب".

بدوره، أعلنت الخارجية الروسية، أن الأسماء والصور التي نشرتها بريطانيا اليوم للمشتبه بهما في محاولة اغتيال العميل المزدوج السابق سيرغي سكريبال "لا تعني شيئا لموسكو".

وقالت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا للصحفيين: "ظهرت في وسائل الإعلام، تصريحات لمسؤولين بريطانيين فيما يتعلق بالمشتبه بهما في قضية سالزبوري وإميسبوري، مع ربطهما بروسيا.. الأسماء التي نشرت في وسائل الإعلام والصور أيضا لا تعني لنا شيئا".

وأكدت المتحدثة أن التحقيق في الجرائم الخطيرة التي تتحدث عنها بريطانيا باستمرار يتطلب تحليلا دقيقا للبيانات وتعاونا وثيقا.

وسبق أن نفت موسكو مرارا أي صلة لها بتسميم سكريبال، ووصفت الاتهامات البريطانية بهذا الخصوص بأنها باطلة تماما وليست إلا استفزازا هدفه إلحاق الضرر بروسيا وبمكانتها الدولية.

روسيا تنتظر معلومات واضحة ومفهومة من بريطانيا 

وقبيل صدور إعلان سكوتلاند يارد بصدد قضية سكريبال، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن موسكو تنتظر من لندن معلومات واضحة ومفهومة على الأقل حول القضية.

وأضاف، "لدينا توقعاتنا ونأمل أن نسمع على الأقل شيئا مفهوما في هذا الموضوع"، مؤكدا أن "موقف الكرملين لم يتغير، ولا يمكن أن تكون لدينا أي معلومات جديدة، لأن الجانب البريطاني رفض مشاركتنا والتعاون معنا في التحقيق في هذا الحادث".

ماي: الاستخبارات الخارجية الروسية تمثل تهديدا علينا

من جهتها ادعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي يمثل "تهديدا علينا وعلى حلفائنا وينبغي أن نكثف جهودنا ضده".

وقالت ماي، خلال كلمة لها اليوم الأربعاء في مجلس العموم البريطاني: "بناء على التحقيقات والمعلومات فإن الشخصين المذكورين هما ضابطان من الاستخبارات العسكرية الخارجية الروسية".

وأضافت: "حصلنا على إذن إيقاف من الجهات الأوروبية وسيتم القبض عليهما ما أن تطأ أقدامهما بلدا من البلدان الأوروبية، وسنتخذ كل خطوة ممكنة للقبض عليهما ومحاكمتهما في بريطانيا".

وتابعت ماي: "هذا الهجوم على أرضنا يعكس السلوك الروسي علينا وعلى حلفائنا"، مشيرة إلى أن "ما تعلمناه من هذا اليوم هو أن تلك المؤسسة الروسية (الاستخبارات العسكرية الخارجية الروسية) أشرفت على الأعمال الإجرامية التي قامت بها روسيا، ما يمثل تهديدا لنا ولحلفائنا"، على حد تعبيرها.

الكرملين: لا نفهم مغزى تصريحات الشرطة البريطانية 

الى ذلك ذكر مساعد الرئيس الروسي للشؤون الدولية يوري أوشاكوف أن الكرملين لا يفهم ماذا أرادت الشرطة البريطانية قوله اليوم بتقريرها حول "قضية سكريبال".

وقال أوشاكوف: "لقد سمعنا اسمين، لكنهما لا يعنيان شيئا بالنسبة لي، كما أني على ثقة بأنهما لا يقولان لكم شيئا أيضا، فضلا عن أن "سكوتلاند يارد" أشارت في تعليقها إلى أن هذين الاسمين غير حقيقيين على الأرجح".

بريطانيا تستدعي القائم بأعمال السفير الروسي

هذا وأفادت السفارة الروسية لدى لندن بأن الخارجية البريطانية استدعت اليوم الأربعاء القائم بأعمال سفير روسيا إثر التطورات الأخيرة في إطار التحقيق في قضية سيرغي سكريبال.

وقالت السفارة الروسية، في بيان صحفي: "تم استدعاء القائم بالأعمال الروسي إلى الخارجية البريطانية، حيث جرى إبلاغه بصورة مطابقة لروح تصريحات رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي".

وبدوره، وصف مندوب روسيا لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ألكسندر شولغين، تصريحات لندن حول ضلوع روسيا في حادثي سالزبوري وإيمزبري بأنها استفزازية.

وقال شولغين في تصريح لبرنامج "60 دقيقة" على قناة "روسيا-1" اليوم الأربعاء: "أعلنا أن روسيا ليست لديها أية علاقة بما حدث في سالزبوري. ولا نزال نتمسك بهذا الموقف حتى الآن، ونتعامل مع هذه التصريحات على أنها استفزازية".

وأعرب شولغين عن أمله في تتمكن روسيا وبريطانيا من إجراء مشاورات عبر منصة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية قد نشرت تقريرا أمس الثلاثاء، أكدت فيه أن المادة التي تسمم بها موطنان بريطانيان في مدينة إيمزبري هي نفسها التي تسمم بها رجل الاستخبارات الروسي السابق سيرغي سكريبال في سالزبوري، إلا أنها لم تتمكن من تحديد ما إذا كانت المادة التي تسمم بها المواطنان البريطانيان وسكريبال وابنته من المصدر ذاته.

من هو سيرغي سكريبال الذي سمّم العلاقات بين موسكو ولندن

سكريبال هو عقيد سابق في المخابرات العسكرية الروسية جندته المخابرات البريطانية MI6. وكان قد حكم عليه بالسجن في بلاده لمدة 13 سنة بعد انكشاف أمره وإلقاء القبض عليه عام 2006.

وأطلق سراح سكريبال في اطار أكبر صفقة تبادل جواسيس بين الغرب وروسيا منذ نهاية الحرب الباردة عام 2010 بعد أن أصدر الرئيس الروسي حينذاك ديميتري ميدفيديف عفوا عنه.

وعثرت الشرطة البريطانية على الضابط السابق في الاستخبارات العسكرية الروسية، سيرغي سكريبال، الذي عمل لصالح الاستخبارات البريطانية وابنته يوليا، مغما عليهما عند مركز تجاري في مدينة سالزبوري البريطانية في الـ 4 من آذار/مارس الجاري.

وزعمت لندن أن التسميم جرى بمادة مركبة في الاتحاد السوفيتي، متهمة روسيا بالوقوف وراء محاولة اغتيال سكريبال وابنته.

ورفضت موسكو بشدة هذه الاتهامات، نافية وجود أي برامج لتطوير المادة السامة المذكورة في الاتحاد السوفيتي، أو في روسيا الحديثة.