امريكا تستعد لحرب استباقية على سوريا

امريكا تستعد لحرب استباقية على سوريا
الأربعاء ٠٥ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٤٩ بتوقيت غرينتش

مع تزايد انتصارات الجيش السوري والقضاء على الارهابيين في كافة المناطق السورية واقتراب معركة ادلب آخر معاقل المسلحين، شنت طائرات اسرائيلية عدوانا على وادي العيون بحماة، وذلك قبل يومين من قمة طهران التي ستجمع رؤساء إيران وروسيا وتركيا، واجتماع مجلس الأمن حول ادلب الجمعة المقبلة.

العالم-سوريا 

تُدرك الولايات المتحدة جيداً ومَن يتحالف معها في الحرب التي فُرِضت على سوريا، أن إعلان خاتمة هذه الحرب سيكون بتوقيت إدلب، فهي المعركة الأشدّ تعقيداً وصعوبة وأهمية أيضاً وأن ما بعدها لن يكون سوى تفاصيل إذا ما قورن بها، لذا تتصاعد حدّة التصريحات وتتعالى التهديدات علّها تساهم في تثبيط عزيمة الدولة السورية وحلفائها عن بدء معركة التحرير، ولهذا فإن محاولات الضغط على الدولة السورية عبر التهديد بتنفيذ ضربة عسكرية تجري على قدمٍ وساق.

وتؤوي محافظة إدلب مع جيوب محاذية تسيطر عليها فصائل مسلحة في محافظات حماة (وسط) وحلب (شمال) واللاذقية (غرب) نحو ثلاثة ملايين شخص، وفق الأمم المتحدة، نصفهم من النازحين، وبينهم عشرات الآلاف من المسلحين الذين تم إجلاؤهم مع مدنيين على مراحل من مناطق عدة في البلاد كانت تشكل معاقل لمقاتلي المعارضة قبل أن يستعيدها الجيش السوري.

استعدادت الجيش السوري لمعركة ادلب         

وترسل قوات الجيش السوري منذ أسابيع تعزيزات إلى محيط إدلب استعداداً لعملية عسكرية.

وجددت قوات الجيش السوري الأربعاء قصفها المدفعي على مناطق عدة في غرب إدلب بينها مدينة جسر الشغور، غداة غارات روسية الثلاثاء. وكان القصف توقف لمدة 22 يوماً.

وقال الناطق باسم الجيش الروسي إيغور كوناشينكوف في بيان الأربعاء إن "أربع طائرات انطلقت من قاعدة حميميم (غرب) نفذت ضربات باستخدام أسلحة عالية الدقة على أهداف تابعة لجبهة النصرة (هيئة تحرير الشام) الإرهابية" في إدلب.

وفي هذا السياق أفاد كوناشينكوف، بأن الضربات وجهت إلى مواقع الإرهابيين الواقعة خارج المناطق المأهولة، حيث كانوا يحتفظون بطائرات دون طيار، وإلى المناطق التي كانت تستخدم لإطلاق تلك الطائرات لتنفيذ الاعتداءات الإرهابية على قاعدة حميميم والمناطق السكنية في محافظتي حلب وحماة.

وذكر أن قاذفتين من طراز سو-34 استهدفتا ورشة كان مسلحو جبهة النصرة يعدون فيها طائرات بدون طيار محملة بالمتفجرات لتنفيذ الهجمات الإرهابية.

وأضاف أن قاذفة سو- 35 دمرت مستودعا يحوي ذخيرة ووسائط دفاع جوي محمولة للإرهابيين.

وأعادت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء التذكير بمزاعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول إمكانية استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل الجيش السوري لاستعادة السيطرة على إدلب.

وقال البيت الأبيض "إذا اختار الرئيس بشار الأسد مجدداً استخدام السلاح الكيميائي، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها سيردون بسرعة وبالطريقة المناسبة"، على حد زعمه.

وسبق ان حذرت وزارة الدفاع الروسية من عدوان غربي وشيك على سوريا وكشفت أنَ المسلحين يحضرون لتنفيذ هجوم كيميائي في إدلب لاتهام الحكومةِ السورية باستخدام الأسلحة الكيميائية به.

قمة حاسمة

وتسبق هذه التحذيرات قمة حاسمة مرتقبة بعد غد الجمعة في طهران حيث يستقبل الرئيس الايراني حسن روحاني نظيريه التركي اردوغان والروسي فلاديمير بوتين لبحث الازمة في سوريا وخاصة المعركة المرتقبة في ادلب.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حول القمة الثلاثية التي ستعقد في طهرانأ أن قمة طهران يمكن ان تساعد في مواصلة الجهود السابقة على المضي قدمًا في اتخاذ خطوات أخرى تهدف إلى مكافحة الإرهاب وعودة الهدوء الى سوريا. موضحا "انا متفائل تجاه هذه القمة".

من جهته قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في تصريحات أدلى بها لصحافيين على متن طائرته عقب زيارة أجراها إلى قرغيزستان، إن القمة القادمة في طهران التي ستشارك فيها إيران وروسيا وتركيا ستخرج بنتائج إيجابية. وتخشى أنقرة الداعمة للفصائل المعارضة والتي تنشر نقاط مراقبة عدة في إدلب وشمال حلب تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين الى أراضيها من هذه المنطقة السورية المحاذية لها في حال حصول هجوم واسع.

وحذرت الخارجية الروسية من استحالة التوصل إلى تسوية في سوريا مع بقاء مشكلة إدلب من دون حل، مؤكدة حرص موسكو على خفض المخاطر المحتملة على المدنيين السوريين إلى حدها الأدنى.

وأشار نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في تصريحات صحفية اليوم الأربعاء، إلى أن "شركاءنا الغربيين يدركون تماما أنه لا يمكن ترك هذه المنطقة السورية في قبضة التنظيمات الإرهابية دون تحريرها، كما يدركون جيدا أنه من دون حل هذه المشكلة تستحيل إعادة الأوضاع في سوريا إلى مجراها الطبيعي".

وحسب ريابكوف، فإن بقاء الجيب الإرهابي في إدلب، سيترتب عليه باستمرار ظهور تهديدات جديدة، بما فيها خطر استخدام السلاح الكيميائي.

وتسيطر ما تسمى هيئة تحرير الشام على الجزء الأكبر من محافظة إدلب بينما تتواجد فصائل مسلحة أخرى في بقية المناطق وتنتشر قوات الجيش السوري في الريف الجنوبي الشرقي.

وستكون معركة إدلب في حال حصولها، آخر أكبر معارك النزاع السوري بعدما مُنيت الفصائل المسلحة بهزيمة تلو الأخرى. وبعد استعادتها السيطرة على كامل دمشق ومحيطها ثم الجنوب السوري خلال العام الحالي، حددت قوات الجيش السوري هدفها التالي على أنه إدلب. ويرجح محللون أن تقتصر العملية العسكرية في مرحلة أولى على مناطق محدودة ولكن أيضاً استراتيجية مثل جسر الشغور لمحاذاتها محافظة اللاذقية.