رغم انف امريكا وحليفاتها الرجعية..

الأحزاب والفصائل العراقية تندد بالاعتداء على القنصلية الإيرانية

الأحزاب والفصائل العراقية تندد بالاعتداء على القنصلية الإيرانية
السبت ٠٨ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٤:٤٥ بتوقيت غرينتش

يبدو أن المشهد في محافظة البصرة العراقية يحلو في عيون بعض الجهات الاعلامية التابعة للدول السلطوية ونظيراتها الرجعية في المنطقة، فمن هلل بأعمال الشغب والتخريب والاعتداء على القنصلية الإيرانية في البصرة، لا يهدف إلى شئ سوى الإصطياد في المياه العكرة. فصفوة قلوب البصريين ليست نهرا للمندسين والمشاغبين الذين يراهنون على استغلال مطالب المتظاهرين المشروعة في ظل الأجواء التنافسية التي تشهدها الساحة السياسية العراقية.

العالم - العراق

حرق مبنى القنصلية الإيرانية في البصرة من قبل بعض مجهولي الهوية والمصدر ما هو الا محاولة للنيل من العلاقات المتينة بين الشعبين الشقيقن وتعبيرا لسياسات تحريضية تنتهجها الدول السلطوية وحليفاتها الرجعية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي كانت ولاتزال أبوابها مفتوحة للعراقيين بكل رحابة صدر عبر نشاط دبلوماسي وقنصلي لتقديم الخدمات والتأشيرة للشعب العراقي الشقيق.

إيران فتحت كافة أبوابها في جميع المجالات بما فيها الإقتصاد والتجارة والسياحة والعلاج وغيرها، ناهيك عن فتح حضنها للتيارات السياسية المتنافسة بهدف تهدئة الأوضاع في العراق الذي شهد انجازا ديمقراطيا قبل اربعة اشهر وذلك بعد انتصاره في الحرب على الارهاب ودحر عناصر تنظيم "داعش" الوهابي بمساندة ودعم الجمهورية الاسلامية، فإن ايران تعرف تماما أن إخلال الأمن في العراق يعني إخلال الأمن فيها، لهذا تحرص دائما على دعم ارساء الأمن والإستقرار في هذا البلد المجاور والصديق رغم التضليل الإعلامي الذي تقوم بها جهات باتت معروفة للجميع.

أما الداخل العراقي وعلى رأسها أحزاب وائتلافات وكتل سياسية نددت بما قام به بعض المندسين والخارجين على القانون في البصرة بحرق القنصلية الإيرانية بأشد العبارت.

حاولنا في هذا التقرير أن نستعرض جانبا من التنديد والشجب الذي صدر في العراق:

"تحالف الفتح"

قال تحاف "الفتح"، في بيان صادر عنه، إنه "في الوقت الذي نقف فيه مع مطالب اهلنا في مدينة البصرة الصابرة المجاهدة ونقدر عالياً شعورهم بالمسؤولية تجاه شعبهم ومدينتهم وندين الادارة السيئة للحكومة ورئيسها لملف الخدمات وعجزها على مدى سنوات من توفير أدنى متطلبات العيش الكريم لابناء العراق عموما وأبناء البصرة خصوصاً.. وفِي الوقت الذي نقف مع المطالب الحقة فإننا ندين ونستنكر الاعتداء على مؤسسات الدولة ومكاتب ومقرات فصائل المقاومة التي ضحت بخيرة شبابها من اجل الدفاع عن العراق ومقدساته وكان شباب البصرة في مقدمة شهداء هذه الفصائل المقاومة".

واضاف "نحن على يقين تام ان من قام بهذا الفعل المستنكر هم فئة ضالة ومجاميع مندسة تتحرك بأجندات خارجية تفوح منها رائحة التآمر الامريكي السعودي والغاية منها هو دفعنا للتصادم مع ابناء شعبنا من المتظاهرين الذين يرفضون بالتأكيد هذه الممارسات الهمجية".

وتابع بيان تحالف الفتح "كما واجهنا مؤامرة الدواعش ومشروعهم التدميري فإننا سنواجه هذه الإرادة البغيضة التي تريد بشعبنا سوءاً ولن تثنينا هذه الأفعال الشنيعة عن الاستمرار في منهجنا في البناء والإعمار وتحقيق طموحاتكم في بناء حكومة قوية عادلة قادرة تقدم للبصرة ولجميع محافظات العراق مالهم مِن حق على الجميع وتحفظ الأمن والاستقرار وتمنع الفوضى".

"فصائل المقاومة الاسلامية في العراق"

من جهتها اصدرت "فصائل المقاومة الاسلامية في العراق"، بيانا بشأن الاحداث الاخيرة التي شهدتها محافظة البصرة، منبهة من مشروع "امريكي سعودي" يشيع الفوضى ويستهدف العراق دولة وشعبا، فيما حملت رئيس الحكومة الحالي حيدر العبادي المسؤولية كاملة في أزمة الخدمات و"التخاذل والتسبب في الانفلات الأمني"، مطالبة اياه بتقديم استقالته "فورا".

"الحشد الشعبي"

أما الحشد الشعبي أصدر بيانا بشأن الأحداث الأخيرة في البصرة منددا بالضالعين فيها حيث حذر من يعبث بممتلكات الدولة والمقار والمؤسسات.

وجاء في البيان :" واليوم و بعد أن اتضحت الصورة لأبناء الشعب البصري العزيز وشيوخ العشائر الشرفاء وكل فئات المجتمع وطبقاتهِ، تأكد للجميع أنّ هؤلاء المندسين الذين يحرقون و يخربون ويدمرون المؤسسات والبنى التحتية في محافظة البصرة ويحاولون إشاعة الفوضى وإيقاف عجلة الحياة هم خارجون عن القانون تحرّكهم أطراف خارجية خبيثة".

حركة الجهاد والبناء

وتسائل الامين العام لحركة الجهاد والبناء حسن الساري عن سبب احراق القنصلية الايرانية في البصرة وغض الطرف عن القنصلية الامريكية التي كانت وماتزال تعبث بمقدرات العراق وتتامر على الدولة، واصدر الامين العام لحركة الجهاد والبناء المجاهد حسن الساري بيانا ندد فيه بعمليات الحرق المنظم للمباني الحكومية ومقار الاحزاب وفصائل الحشد  وقنصليه الجمهورية الاسلامية الايرانية.

البيان الذي اصدره الساري قال فيه "إن حركة الجهاد والبناء بتاريخها الجهادي العريق وقفت وتقف مع مطالب المتظاهرين الحقه وكانت في كل مناسبة تطالب الحكومة الاتحادية بتخصيص الاموال الازمة لمحافظة البصره وتقديم الخدمات لانهاء معاناة اهلها .. الا ان الاجندات الخارجية الاسرائيلية الامريكية السعودية كانت تحاول في كل مناسبة النيل من البصرة قلعة المجاهدين وكانت تفشل كل مرة حتى ركبت هذه المرة موجة التظاهرات لتحييد الحق عن جانبه وتستعمل التظاهرات من قبل مندسيها لاحراق البصرة الفيحاء مشيرا الى ان دلائل ذلك واضحة منها ما نشر على مواقع التواصل من اهداء حرق المؤسسات الحكومية لارهابيي داعش ، كما ان المندسين سارعوا الى احراق المؤسسات الحكومية التي هي ملك للمواطن البصري ثم قاموا باحراق مكاتب الاحزاب  ومقار الحشد الشعبي في المحافظة ولم يكفهم ذلك بل اقدموا على حرق القنصلية الايرانية في البصرة فقط لان جمهورية ايران الاسلامية كانت المعين الوحيد للعراقيين في حربهم على داعش الوهابي التكفيري متسائلا عن سبب غض الطرف عن القنصلية الامريكية التي كانت وماتزال تعبث بمقدرات العراق وتتامر على الدولة متمثلة بالشعب وكتله النزيهة المجاهدة ... الساري ندد بتلك الاعمال التي وصفها بالارهابية الجبانه من قبل المندسين كما ميز بين التظاهرات الحقة التي يجب ان تحمي المحافظة من الاجندات الخارجية ومن المندسين الذين يعملون بأمرة السفارة الامريكية مؤكدا على ضرورة وقوف ابناء البصره الشرفاء بوجه المخطط الامريكي السعودي وقطع اليد التي تعبث بمقدارات محافظتهم".

جماعة علماء العراق

من جهتها رفضت جماعة علماء العراق حرق البعثات الدبلوماسية وحرق القنصلية الايرانية في البصرة واستنكرت هذه الفعلة حيث أبدت أسفها وتقدمت بالإعتذار الى الجمهورية الإسلامية.

وفي بيان قالت فيه: "في الوقت الذي تابعنا وأيدنا ودعمنا فيه مطالب المتظاهرين في محافظة البصرة فإننا نعرب عن إسفنا الشديد لتعرض قنصلية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مدينة البصرة لهجوم من قبل مندسين بين المتظاهرين وإننا نعد هذا التصرف تصرفاً همجياً ومرفوضاً حيث لا ينسجم مع واجب الضيافة العراقية وأحترام البعثات الدبلوماسية" .

وجاء في البيان : "إن استهداف البعثات الدبلوماسية أمر يرفضه عقلاء القوم لأنه سوف يضر بمصالح بلدنا وشعبنا وعلاقاتهما مع دول العالم وليس له علاقة بمطالب المتظاهرين وتوفير الخدمات من ماء وكهرباء ، لذا ندعو جميع المتظاهرين الى الكف بالإعتداء على الأموال العامة والخاصة لأنه سوف يحرف مسار هذه المظاهرات ويبعد المتعاطفين معكم ، كما وندعو الحكومة المركزية والمحلية إلى بسط الأمن وفرض سلطة القانون وتعزيز حماية أمن البعثات الدبلوماسية في البصرة" .

يذكر انه لا یخفى على احد ان الاعلام الغربي المعادي وأذنابه في منصات الاعلام وشبكات التواصل الاجتماعي ينشط ضمن مخطط امريكي اسرائیلي ممول سعودیا واماراتیا ویهدف الى اثارة الفرقة والفتن بین الشعبين الایراني والعراقي عبر توظیف الخبرات التخریبیة والإجرامیة للجماعات المندسة والخارجة عن القانون.