قراءة حول محاولات خليجية مفضوحة لتشویه صورة ايران

قراءة حول محاولات خليجية مفضوحة لتشویه صورة ايران
الأحد ٠٩ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٨:٥٨ بتوقيت غرينتش

إن صورة الآخر الایراني ولاسیما منذ قیام الثورة الاسلامية ظلت وماتزال تتعرض إلی تزییف وتشویه إعلامي مبرمج من قبل بعض الدول الخليجية وذلك تحت تأثیر الأحداث السیاسية التي تعصف بالمسؤولين والقائمین علی الأمر في بعض هذه الدول.

  العالم- تقاریر      

وقد نتج عن هذا كله، خطاب اعلامي مضطرب ومضلل یقوم علی الروح العدائیة والرغبة في قولبة الآخر الایراني في صورة مشوهة ومزیفة تهدف إلى إذكاء نار الفرقة الطائفية بین شعوب  المنطقة ودفع الدول الاسلامية إلی الصراع والتخاصم.

ویبدو أن المشكلة التي يعاني منها القائمون على السياسات الخارجية لهذه الدول في منطقة الخيلج الفارسي عميقة وقديمة وأنها تثير العديد من الأسئلة في هذا المجال.

فبعد ما نُشر مؤخرا عن التعاون الاستخباراتي الإماراتي- الإسرائيلي في مجال التجسس ضد کل من قطر وایران ولبنان وحتی السعودية التي تعتبر من أقرب حلفاء الامارات في المنطقة، وبعد هجمة إعلامية شنتها بعض وسائل الاعلام والقنوات الفضائية العربية على خلفية هذه الفضائح والمؤامرات المكشوفة، نجد الیوم بعض المواقع والمراكز والمؤسسات التي تنشط تحت غطاء إعلامي وعلمي وثقافي وبتمويل خليجي تطلق علی نفسها "مراکز للبحوث والدراسات الاستراتيجية حول ايران"، ولكنها لا تألو جهدا في مجال نشر الأکاذیب والتشویه المتواصل لصورة ایران بين شعوب المنطقة.

وهذا یدل بوضوح علی أن هناك مشروعا أميركيا– صهیونيا مبرمجا بمشارکة هذه الدول الخليجية ضد ایران یحاول نشر العداء والضغینة فیما بین الشعب الایراني وباقي الشعوب المسلمة في محاولة للنيل من سمعة ایران والحد من نفوذها المتزاید بين شعوب المنطقة، کما أنه یرمي إلی إثارة الفتن بین شرائح الشعب الایراني نفسه بهدف التقویض علی النظام الدیني السائد في هذه البلاد.

إن مجرد قراءة عابرة فیما تنشره بعض هذه المنابر الاعلامية تحت مسمى "دراسات وتقاریر" حول ايران، يكفي لمعرفة ما يكنه القائمون علی الامر فی هذه المراکز المضللة للرأي العام العربي والاسلامي. وبامكان المتابعين أن یجدوا عشرات من التقارير والبحوث السطحية وغیر الموضوعية التي تهدف أولا وأخیرا إلی النیل من صورة ایران الاسلامية في العالم العربي والاسلامي ونشر نوع من الرعب "فوبيا ايران" والخوف فی ما یتعلق بما يسمى بـ"المد الایراني" المتعاظم لدى شعوب المنطقة.

ولا شك في ان الحملة المسعورة ضد ایران، يمولها العلمانيون المتصهينون من أعداء الأمة الإسلامية في هذه الدول، حيث يظهرون عداءهم لایران قيادة وشعبا لتميزها بمواقفها من القضايا الاسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية وحرکات المقاومة الاسلامية والقضية السورية. فيما ينبغي للقائمين علی هذه المراکز التحلي بالموضوعية وتجنب خطاب الكراهية والعداء وأن یدرکوا بأن ما یجمع بین ایران والدول الخليجية والعربية أکثر بكثير مما یفرق بینها، وأنهم بتقاریرهم غیر الصائبة والمغرضة هذه یخدمون مصالح أميركا والعدو الصهیوني في المنطقة فحسب. 

د.نظري