اجواء محرم الحرام في ايران

اجواء محرم الحرام في ايران
الخميس ٢٠ سبتمبر ٢٠١٨ - ١٢:٠٨ بتوقيت غرينتش

تحل ذكرى شهر محرم الحرام كل عام ،وتحل معه الذكرى الأليمة لفاجعة كربلاء. تلك الفاجعة التي راح ضحيتها من أجل الإسلام والانتصار للحق، خير خلق الله على الأرض الإمام الحسين عليه السلام سبط الرسول الكريم وأهله بيته وأصحابه الأطهار.

العالم- ايران

وكان لحركته (ع) دور فاعل في تغيير مسار التاريخ الاسلامي عامة والشيعي خاصة، حيث استطاع (ع) كسر حاجز الخوف والرهبة من بطش الأمويين وأعاد للأمّة الاسلامية إرادتها وبعث فيها روح الفداء والتضحية حتى توالت الثورات.

وتشهد انحاء الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة إقامة مواکب ومراسم العزاء بمناسبة العشرة الاولى من شهر محرم الحرام ذکرى استشهاد سید الشهداء.وتستمر نشاطات المساجد والحسینیات والمواکب حتى نهایة شهر صفر، الا أن ذروة مراسم العزاء تبدأ فی الایام العشرة الاولى من شهر محرم وحتى مراسم أربعینیة الامام (ع) فی شهر صفر، حیث تخرج المواکب الحسینیة الى الشوارع بمشارکة بعض اتباع الدیانات السماویة الاخرى وخاصة المسیحیین من طائفة الأرمن ویتم توزیع النذورات حباً واحتراما للامام الحسین(ع) وثورته الخالدة.

وتبدأ التحضیرات لاقامة المواکب وتنظیم المجالس الحسینیة في المساجد والحسینیات مباشرة بعد الانتهاء من مراسم عید الغدیر الأغر في ایران، وتکتسي هذه الاماکن والشوارع وحتى الدوائر الحکومیة والمؤسسات الخاصة والمراکز العلمیة ثوب العزاء بهذه المناسبة وترفع البیوت الرایات السوداء وتعلق على الجدرایات یافطات تحاکي مصیبة کربلاء في یوم عاشوراء، وکذلك ترفع في المناطق المرتفعة في طهران رایات سوداء کبیرة جداً یمکن مشاهدتها من جمیع مناطق العاصمة

وتعم جمیع المدن والقرى في ایران نشاطات شعبیة واسعة لاحیاء هذه المناسبة الألیمة، حیث تقام في هذه الایام مراسم تقلیدیة منها مراسم تسمى بالتعزیة خواني(الشبیه) وهي عبارة عن تمثیل أحداث عاشوراء، الى جانب مثل هذه النشاطات تقام في اول جمعة من شهر محرم الحرام مراسم لتخلید ذکرى عبدالله الرضیع علي الاصغر(ع) ابن الامام الحسین(ع) في مصلى الامام الخمینی (قدس) الکبیر فی طهران ومدن ایران

وقال سماحة حجة الاسلام والمسلمین الشیخ علي تبریزي أحد الناشطین في هذا المجال "نبدأ مساء یوم عید الغدیر الأغر بعد الانتهاء من الاحتفالات باعداد المواکب وتحضیرها من أجل مراسم شهر محرم الحرام وتقام بهذه المناسبة مراسم خاصة في آخر اسبوع من شهر ذي الحجة في داخل المساجد والحسینیات لاستقبال شهر محرم".
وأضاف الشیخ تبریزي :"في ایام ذکرى استشهاد سید الشهداء سلام الله علیه تعم ایران الاسلامیة أجواء لا یمکن وصفها وهي اجواء معنویة لا بد من رؤیتها عن قرب، واعتقد أن هذا من برکات هذه المناسبة"، وقال "خلال هذه الایام نرى الناس نساءً ورجالاً وشیوخاً وشباباً وأطفالاً یشارکون في خدمة المواکب والحسینیات وهي حالة لا یمکن وصفها وکأنه هناك قیادة تنظم هذه النشاطات".  

وأشار الباحث الاسلامی تبریزي الى أنه "فی أیام محرم تقام في ایران صباحاً مراسم قراءة زیارة عاشوراء ومساءً وبعد صلاة المغرب والعشاء تقام مراسم العزاء في الحسینیات"، لافتاً الى أنه "خلال یومي تاسوعاء وعاشوراء تقام هذه المراسم من الصباح حتى المساء".
وذکر تبریزي أن "الشعب الایراني یولی أهمیة کبیرة جداً لهذه المناسبة"، مشیراً الى أن "أکبر المسیرات خلال الثورة الاسلامیة بقیادة الامام الراحل (قدس سره) الشریف تمت في شهر محرم الحرام وشهر صفر"، مضیفاً "ویجب أن نشیر هنا إلى ما قاله سماحة الامام الراحل والذی قال "إن کل ما لدینا من محرم وعاشوراء ومما لعاشوراء مراسمها المؤثرة وإلیها یعزى بقاء الإسلام وإحیائه ونشر مفاهیمه وتعالیمه..أجل إن الحق منتصر لکن للنصر مفاتیح ورموزاً ینبغي لنا العثور علیها ومعرفتها... إن أحد هذه الرموز الکبرى وهو أکبرها، قضیة سید الشهداء (علیه السلام) وإذا أردنا أن یکون بلدنا مستقلاً وحراً ینبغي أن نحفظ هذا الرمز".

فاجعة كربلاء ستظل خالدة في قلوب كل محبي آل البيت في ايران وفي ارجاء العالم وتعد اقامة مراسم في شهر محرم احد الاشكال التي تؤكد على بقاء هذه الذكرى الاليمة في ضمير كل الاحرار.