"شوال الرز" يسبب صداعا في الرياضة المصرية

الأربعاء ٢٦ سبتمبر ٢٠١٨ - ١١:٤٣ بتوقيت غرينتش

تركي ال الشيخ، المستشار في الديوان الملكي السعودي ورئيس هيئة الرياضة لا يذكر اسمه في مكان إلا وكان وراؤه سخرية أو مشكلة كبيرة. في البداية عندما تراس وفد بلاده المشارك في مونديال 2018 في روسيا حيث لاقى المنتخب السعودي هزيمة نكراء منذ اول مباراة.

العالم- السعودية

نشا التوتر بين تركي أل الشيخ والجمهور المصري عندما حاول ان يكسب المباريات بدون اي مجهود وقد تمنى ان لا يلعب نجم المنتخب المصري محمد صلاح امام بلاده وعندما نشات ازمة بين اللاعب والاتحاد المصري لم يرد آل الشيخ أن يترك الأزمة التي المشتعلة تمر على خير، بل تدخل منصّبا نفسه رئيسا للاتحاد العربي وداعما للاتحاد المصري، وواصفا صلاح بأنه “مغرور ومتفلسف”.


 وقوبلت تدوينة رئيس هيئة الرياضة السعودية بهجوم عنيف من قبل النشطاء، الذين انبروا للدفاع عن محمد صلاح.

على اية حال، الاداء المخزي لادارة مستشار ابن سلمان في الرياضة جعلته محط سخرية من عشاق الكرة في السعودية وعندما اعلن انه اعتزل الشعر وتفرغه للرياضة لاقى سخرية كبيرة. 

وتعبيرا عن حالة الغضب، دشن الناشطون عبر موقع "تويتر" هاشتاغا بعنوان: "#ابعاد_ال_الشيخ_ياولي_العهد_٢"، أكدوا من خلاله أن الجماهير السعودية لم تعد "تتحمل" وجود تركي آل الشيخ رئيساً للهيئة العامة للرياضة، وطالبت بضرورة إقالته من منصبه قبل فوات الأوان، في ظل التراجع المخيف لرياضة المملكة وتنامي "التعصب" الجماهيري، واتخاذه سلسلة قرارات "أضرت" بالمناخ الرياضي. 

بعد ذلك تصور هذا المسؤول السعودي انه وباموال نظامه يمكن ان يشتري الرياضة في مصر وخاصة ان الحكومة المصرية اصبحت تابعة لما تمليه الرياض، فمن هنا ظن الرجل انه يستطيع ان يعبث بامواله في القطاع الرياضي بمصر واول ما قام به هو دخوله لنادي الاهلي المصري العريق الذي يعد تاسيسه عام 1907 اقدم من تاسيس السعودية نفسها. 

لكن بعد ذلك صعدت أزمته مع محمود الخطيب رئيس مجلس ادارة الاهلي وإدارة النادي التي وصفها بـ”العصابة” في مداخلة له على فضائية مصرية، الأمر الذي دفع بإدارة الأهلي لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.


في الحقيقة ان آل الشيخ على علاقة قوية جدًا بالخطيب أسطورة النادي الأهلي في حقبة الثمانينات، وتجلى ذلك، من خلال الملايين التي ضخها الثري السعودي على فريق كرة القدم، كما فعل بضم المهاجم الشاب صلاح مُحسن من نادي إنبي مقابل رسوم فلكية تخطت حاجز الـ40 مليون بالعملة المصرية، كأغلى صفقة في تاريخ الدوري المحلي.

وظلت العلاقات وطيدة إلى أن جاءت أزمة المدرب رامون دياز، التي تسببت في إنهاء شهر العسل بين تركي والخطيب، حتى أن جمهور الأهلي لم يهضم الطريقة التي تحدث بها مالك نادي الأهرام على الأهلي، بوصفه أحد الأندية العربية الكبيرة، وهو ما اعتبرته أغلب الجماهير "استخفافا واستهزاء" بناديهم العريق، لتنهار علاقته بكل ما هو أهلاوي.

المُثير للريبة، أن تركي آل الشيخ حاول فتح صفحة جديدة مع النادي الأهلي وجماهيره ومجلس إدارته، وأيضًا من خلال مكالمة هاتفية مع حارس مصر في مونديال إيطاليا 1990، أكد خلالها أنه قرر التنازل عن القضايا التي رفعها على مجلس الإدارة، لمعرفة أين ذهبت ملايينه -260 مليون جنيه-، والأدهى من ذلك، أنه رحب بتمويل أي صفقة يحتاجها الفريق، دون حتى أن يسمع كلمة اعتذار لا من الخطيب أو أي شخص آخر محسوب على الإدارة.


وبدون سابق إنذار، قرر الشيخ رد الصاع صاعين لمحمود الخطيب ومجلس إدارته، بعد رفض مبادرة الصلح، وذلك بتصريحات مُثيرة للجدل، وصف خلالها إدارة النادي “بالعصابة”، بخلاف التهم التي ألصقها بالمُقربين من الخطيب، مثل لاعب النادي السابق زكريا ناصف، الذي قال عنه “ينصب على الناس بالتوقيع على شيكات مزورة”، ليكسر النادي الأهلي حاجز صمته، ببيان نشره الموقع الرسمي، جاء نصه على النحو الأتي ” مجلس إدارة النادي الأهلي قرر اتخاذ كافة الإجراءات القانونية والقضائية تجاه التجاوزات التي جاءت في حق النادي ومجلس إدارته عبر وسائل الإعلام”.

الرئيس العام لهيئة الرياضة السعودية، ظهر خلال رئاسته الشرفية للنادي الأهلي المصري بثوب المستثمر المحب للنادي، مبدياً رغبة مطلقة في تقديم الدعم المادي والتحفيزي له.

لكنه اصطدم مع إدارة النادي والجماهير، بسبب رغبته الدائمة في الإعلان عن الدعم المالي الذي يقدمه للنادي، وهو أمر بعيد عن تقاليد الأهلي، أعلن بعدها الاعتذار عن الرئاسة الشرفية، وصعد الأمر بالدخول في نزاع قضائي مع إدارة الأهلي.

ويبدو أن "شوال الرز"ـ لقبه المتعارف عليه بين المصريين ـ تركي آل الشيخ، قد أصبح صاحب نفوذ ومتحكم داخل الدولة المصرية، فها هو بعد فعل ما فعله مع النادي الأهلي وإدارته يعود ليركز على إعلامي مصري وجه له النقد ويتسبب في تدمير مستقبله مستغلا نفوذه السياسي.

ولجأ تركي آل الشيخ لخطة بديلة، بعدما ضرب الفشل مخططه للسيطرة على الأهلي، وهي البحث عن نادٍ خاص يستطيع تملّكه، ووجد الفرصة مواتية في "الأسيوطي"، الذي يمتلكه رجل أعمال يمتلك شركة توظيف عمالة في النمسا، يدعى محمود الأسيوطي، قام بتأسيس منتجع على طريق القاهرة- أسيوط الصحراوي الغربي عند الكيلو 80.

ولكن انتقاد على طه إسماعيل نجم الأهلي السابق والمحلل في إحدى القنوات الفضائية تجربة نادي بيراميدز اشعلت غضب آل الشيخ الذي هاجم النجم السابق ولم تقف الامور عند هذا الحد حيث انتفض جمهور النادي ضد المسؤول السعودي.

وتطورت الامور بين جمهور الاهلي وتركي آل الشيخ  حيث تداول نشطاء مواقع التواصل مقاطع مصورة، أظهرت هتافات غاضبة لجماهير النادي الأهلي ، ضد آل الشيخ اثناء مباراة الفريق المصري مع “هورويا” الغيني، في إياب دور الثمانية من بطولة أفريقيا.

 وبحسب المقاطع المتداولة هاجم جمهور الأهلي “آل الشيخ” بعنف وعبروا عن غضبهم من تدخله بالشأن المصري وتدميره المنظومة الرياضية والعبث بها بحفنة من أموال المملكة، وهتفوا ضده هتافات بذيئة.

كل هذا دفع ال الشيخ الى التفكير في سحب استثماراته من مصر ولاقى الخبر ترحيبا كبيرا من المصريين. 

وقالت مصادر إن المستشار تركي آل الشيخ، كَلَّفَ أعضاء من مكتبه بحصر الهبات والهدايا التي حصل عليها بعض المسئولين الرياضيين في مصر، لتقديمها للجهات المسئولة في مصر، وكشف كل من حاول عرقلة  مشروعه الاستثماري الرياضي.

وفي حالة تقديم ملف بهذا الشكل ستجري الجهات المصرية تحقيقًا شاملًا، خاصة وأن القانون يمنع أعضاء مجالس إدارات الأندية والاتحادات الرياضية من قبول أية هدايا مادية من جهات خارجية بأي شكل من الأشكال.

والايام القادمة ستظهر هل سينجح جماهير النادي العريق في الدفاع عنه ام ان الاموال وسحرها سيكون لها الكلمة الاولى؟!