النوبات القلبية القاتلة.. تعرف على سبل الوقاية منها

النوبات القلبية القاتلة.. تعرف على سبل الوقاية منها
الخميس ٢٧ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٢٦ بتوقيت غرينتش

النوبة القلبيّة أو انسداد العضلة القلبية هو مرض مزمن وحاد يصيب القلب، ويحدث بسبب انسداد أحد الشرايين التاجيّة، ويعمل هذا الانسداد على احتباس الدم ممّا يسبّب الضرر أو الموت الكامن لجزء من العضلة القلبيّة، ويعدّ مرض النوبة مهدّد لحياة المريض المصاب به ويكون طارئاً طبيّاً يستدعي العناية الطبية والفورية.

العالم - تقارير 

ويتمّ تشخيص الحالات المصابة بالنوبات عن طريق مراجعة السجل والتاريخ الطبي للمريض ونتائج فحص تخطيط القلب وخمائر القلب في الدم الّتي يخضع لها المريض؛ حيث يتمّ إعادة تدفق الدم إلى القلب عن طريق إمّا إذابة الخثرة وهي كدرة الدم المسبّبة لانسداد الشرايين التي يتم إذابتها عن طريق استخدام الخمائر أو مضادّات التخثر، أو يتمّ إعادة تدفق الدم عن طريق رأب الوعاء لتوسعة الشرايين والّذي يتم عن طريق إيلاج وتد يحتوي على أنفوخة إلى الوعاء الدموي المصاب بالانسداد؛ حيث إنّ الأنفوخة تنتفخ عندما تكون بمحاذاة الخثرة الدموية مما يؤدّي إلى انحسار الخثرة نحو الجوانب وبالتالي يتسع الشريان ويجري الدم عبره.

ويجب بعد القيام بإزالة الخثرة أو توسيع الشريان إعطاء المريض العناية اللازمة والضرورية لمنع حدوث أي نوبات قلبية أو السيطرة عليها.

الأسباب المؤدية إلى حدوث نوبات وجلطات قلبية

 من الاسباب المؤدية إلى حدوث نوبات وجلطات قلبية:

 -التدخين، حيث يعدّ عاملاً أساسيّاً في الإصابة بالنوبات والجلطات القلبية.

- الأمراض التي تصيب الأوعية الدموية والقلب.

- ارتفاع مستويات الدم لبعض الدهون مثل البروتين الدهني منخفض الكثافة والكوليسترول.

 -الإصابة السابقة بمرض السكري.

 -السمنة وارتفاع الوزن وقلّة النشاط البدني.

-تناول المخدّرات كالكوكايين والمنشطات.

 -ارتفاع مستوى ضغط الدم عن المستويات الطبيعية.

- تناول الكحول بكثرة.

الإصابة بأمراض مزمنة في الكلى.

 نوع الطعام والنظام الغذائي المتّبع.

الأعراض التي تظهر على المريض المصاب بالنوبة القلبية

من الأعراض التي تظهر على المريض المصاب بالنوبة القلبية:

- ظهور أوجاع وآلام في الصدر وتزداد وتشتدّ مع مرور الوقت.

-  التعرّق الشديد. الشعور بالغثيان والرغبة بالقيء.

- ظهور ضيق في التنفس.

- الشعور بضغط يتركّز على منطقة الصدر ويستمرّ لفترة قد تتجاوز خمس دقائق.

- الإغماء وفقدان الوعي.

-الشعور بألم في الكتفين والذراع الأيسر والظهر ويمتد إلى الفك والأسنان.

- ألم متواصل ومستمر في منطقة أسفل البطن.

 ويشعر المريض بهذه الأعراض في حالة قام بمجهود أو لم يقم بأيّ مجهود، ويدوم هذا الألم الشديد والحاد لساعات ولا يزول هذا الألم حتى مع الرحة وإعطاء النيترات لذلك يجب الحصول على العناية الطبيّة الفوريّة اللازمة لمنع حدوث أيّ مضاعفات.

نصف النوبات القلبية قد تكون صامتة

وجاء في تقرير المجلة العلمية Circulation في السادس عشر من مايو ،  حيث وجدت دراسة حديثة أن نصف النوبات القلبية قد تكون صامتة أي بدون الأعراض مثل ألم الصدر، قصور التنفس والتعرق البارد.

شملت الدراسة 9500 شخص أمريكي وكانت 45% من حالات النوبات القلبية صامتة ويقول الخبراء أن هذه النوبات الصامتة تزيد احتمالية الوفاة من أمراض القلب إلى ثلاثة أضعاف.

يقول المؤلف الثاني للبحث الدكتور السيد سليمان وهو مدير مركز بحث أمراض القلب الوبائية في كلية ويك فوريست للطب في كارولينا الشمالية: “النوبات القلبية الصامتة شائعة تماماُ كالنوبات القلبية ذات الأعراض وبنفس درجة السوء”.

تقلل النوبات القلبية أو توقف تدفق الدم لعضلة القلب ولأن النوبات القلبية الصامتة لا يتم تشخيصها لا يحصل المرضى على العلاج الذي يحتاجونه لمنع حدوث نوبة قلبية أخرى أو حتى الوفاة. وفقاً لما فسره مؤلفي الدراسة. تكون أعراض النوبة القلبية الصامتة طفيفة جداً حيث لا يلاحظها المريض هذا إن ظهرت أصلاً وفقاً للدكتور سليمان. يتم اكتشاف حدوث النوبة القلبية عن طريق الصدفة حيث يُلاحظ وجود تلف في التخطيط الكهربائي للقلب خلال الفحص الدوري أو قبل إجراء عملية.

وفقاً للدكتورة سوزان ستينباوم وهي مديرة صحة قلب المرأة في مستشفى لينوكس هيل في مدينة نيويورك فإنه عندما تكون النوبة القلبية صامتة يكون الأشخاص أقل عرضة للحصول على العلاج وهذه أصبحت مشكلة للنساء. قد تكون الأعراض أقل من ألم في الصدر.

بالرغم من أن النوبة القلبية الصامتة شائعة بشكل أكبر لدى الرجال إلا أنها تسبب الوفاة بشكل أكبر لدى النساء وربما داكني البشرة أيضاً. وفقاً لنتائج الدراسة.

وقالت الدكتورة ستينباوم والتي لم تكن مشاركة في الدراسة أن على الأشخاص أن لا يصرفوا النظر عن الأعراض مثل التعب، الغثيان أو قصور التنفس والذي يحدث أثناء ممارسة الرياضة أو الركض و يزول بعد الاسترخاء. قالت الدكتورة ستينباوم: “هذه الأعراض الغير واضحة قد تكون بسبب خلل في قلبك ولا يجب أن يتم إهمالها يجب عليك زيارة الطبيب. أنا أخبر جميع النساء أنه يجب أن يلقوا نظرة قريبة على عوامل الخطر لأمراض القلب”.

يقول الباحثون أن عدد المشاركين في الدراسة من داكني البشرة كان قليلاً لمعرفة بالتأكيد إن كان التأثير عليهم أسوأ من الأشخاص ذوي البشرة البيضاء بالرغم من أن النتائج الأولية تُظهر هذا.

قال الدكتور سليمان أن المرضى الذين تعرضوا لنوبة قلبية صامتة يجب أن يتم علاجهم بقوة. يشمل العلاج السيطرة على ارتفاع ضغط الدم والكوليستيرول وربما تغيير السلوكيات. وأضاف تشمل تغييرات أسلوب الحياة تناول الطعام الصحي، ممارسة الرياضة، فقدان الوزن الزائد والتوقف عن التدخين. وهي ذات الوصفة التي تُتَّبع للنوبات القلبية الصامتة أو المصحوبة بالأعراض. كما نصح المرضى الذين يعانون من ألف خفيف في الصدر وعوامل خطر الإصابة بالنوبة القلبية مثل ارتفاع ضغط الدم، السمنة أو السكري يجب أن يقومون بإجراء تخطيط كهربائي للقلب ليس فقط لتحديد إن سبق وتعرضوا لنوبة قلبية ولكن للوقاية من النتائج التي قد تحدث لاحقاً. لا يجب أن يُستهان إن تبيّن حدوث نوبة قلبية سابقة.

قام الدكتور سليمان وزملاؤه بجمع بيانات لرجال ونساء في منتصف العمر والذين شاركوا بالبحث عن طريق تحديد مسببات ونتائج تصلب الشرايين وتم إجراؤها في أربعة مجتمعات أمريكية مختلفة. وبعد 9 سنوات تقريباً من المتابعة أصيب 317 مريض بالنوبة القلبية الصامتة و386 بنوبات قلبية ذات أعراض وتم متابعة حالات الوفاة لمدة تزداد عن عشرين عاماً.

أخذ الباحثون بعض العوامل في عين الإعتبار مثل التدخين، الوزن، السكري، ارتفاع ضغط الدم والكوليستيرول بالإضافة إلى مستوى الدخل والتعليم واللذان قد يؤثران على العناية الصحية ووجد الباحثون أن خطر الوفاة نتيجة لجميع المسببات زادت بنسبة 34% بعض التعرض لنوبة قلبية صامتة.

الدكتور أندرو فرييمان ،مدير علم القلب السريري في دينفير، قال: “لا أعتقد أن الأشخاص حقاً يفهمون حدوث النوبة القلبية الصامتة. في دولة يتُعتبر فيها أنماط الغذاء والرياضة ليست مثالية قد يكون هنالك العديد من الأشخاص الذين لم نتواصل معهم ويعانون من هذه المشكلة”. لذا اقترح الدكتور فرييمان أن على الأطباء بذل المزيد من الجهد في سبيل الوقاية. حيث يرى الدكتور فرييمان أن الأطباء يقضون وقتاً قصيراً جداً في التحدث مع المرضى حول الغذاء والرياضة ويجب على كل زيارة للطبيب أن تحتوي على مكوّن من الوقاية.

كما اكتشف علماء من المعهد الوطني للأبحاث الصحية في بريطانيا مؤخرا ان المئات من الجينات المسببة لضغط الدم والنوبات القلبية، وهو اكتشاف، من شأنه تحديد الإصابة بالنوبات القلبية، قبل سنوات من حدوثها.

كما حثت هيئة الخدمات الصحية البريطانية الأشخاص فوق سن الثلاثين، لإجراء اختبارت تحدد عمر قلوبهم، لمعرفة إذا كانوا معرضين لخطر الإصابة بالنوبات القلبية، أو فشل عضلة القلب مستقبلا.

يذكر أن أكثر من 100 ألف شخص يموتون بسبب النوبات القلبية أو السكتات الدماغية في بريطانيا سنويا، ويصل هذا الرقم إلى 8 أضعاف في الولايات المتحدة، وقال البروفيسور متين افكيران المدير الطبي لمؤسسة القلب البريطانية إن الطريقة الجديدة يمكن ان تغير قواعد اللعبة، وتمكن الأطباء من تحديد المرضى الذين اصبحت شرايينهم قنابل موقوتة واخضاعهم للعلاج المكثف في وقت مبكر. 

طرق الوقاية من النوبة القلبية

تتمحور طرق الوقاية من النوبة القلبية بازالة، أو تخفيف، عوامل الخطورة التي قد تجر النوبة القلبية. وتشمل الوقاية الأمور التالية:

الامتناع عن الافراط في الملح في التغذية: يلعب الملح دوراً مهماً في ارتفاع ضغط الدم. كما أن الملح يضر بمرضى فشل القلب الاحتقاني (وهو أحد مضاعفات احتشاء القلب الحاد). لذا فان الافراط في الملح في التغذية يزيد من خطورة ارتفاع ضغط الدم، وهو أمر غير محبذ. من هنا ينصح الأطباء بعدم الافراط في الملح.
 

الحفاظ على الوزن: رغم أن الأمر قد يبدو بديهياً للبعض، الا أن العديد من الأمراض- وخاصةً أمراض القلب- تُسببها السمنة والوزن الزائد (وغالباً ما تكون مصحوبة بعوامل خطورة أخرى). العديد من مرضى احتشاء القلب الحاد يعانون من السمنة والوزن الزائد. على هؤلاء الأشخاص التوجه للطبيب والعمل على التقليل من الوزن الزائد. هناك طرق عديدة لتقليل الوزن الزائد، لكن تذكر/ي أن حجر الأساس هو الحفاظ على حمية غذائية سليمة، والقيام بالنشاط البدني يومياً.
 

الاقلاع عن التدخين: التدخين هو أحد عوامل الخطورة التي ستؤدي لاحتشاء القلب الحاد (النوبة القلبية)، وسيؤدي التدخين لتدهور الحالة الصحية ولأمراض القلب، الرئة، الدماغ، السرطان، الجلد وأخرى عديدة، مما يؤدي لتفاقم احتشاء القلب الحاد. يستصعب المدخنين الحفاظ على ضغط الدم في المدى الطبيعي. ان مسألة الاقلاع عن التدخين ليست بالسهلة، ولكنها من أهم التعليمات التي يجب اتباعها للوقاية من عدة الأمراض، وخاصةً النوبة القلبية.
 

ممارسة النشاط البدني اليومي: يجب استشارة طبيب مُختص لمعرفة درجة الجهد الملائمة للمريض، فدرجة الجهد تختلف من شخص الى اخر. بعض المرضى بحاجة الى اعادة التأهيل القلبي بعد حدوث النوبة القلبية. يجب الانتباه أن الجهد والنشاط البدني الزائد قد يضر المريض، لذا يجب الامتناع عن الافراط فيه، واستشارة الطبيب في جميع الأحوال. يساعد النشاط البدني على خفض ضغط الدم، السكر والدهنيات.
 

التحكم بضغط الدم: يمكن التحكم بضغط الدم من خلال تغيير نمط الحياة أو بواسطة الأدوية لعلاجضغط الدم المرتفع. يمكنك الاطلاع على المقال " النصائح السبع لعلاج ضغط الدم المرتفع ".
 

علاج مرض السكري: يستصعب الكثير من مرضى السكري علاج المرض. يتطلب علاج مرض السكري تغيير نمط الحياة تماماً، حيث يجب اتباع حمية غذائية خالية من السكر، والقيام بالنشاط البدني اليومي. بالاضافة الى ذلك فان العديد من مرضى السكري يتناولون أدوية لعلاج السكري أو حقن الانسولين.
 

خفض الدهنيات والكولسترول في الدم: وعادةً ما تكون هناك حاجة للأدوية (مثل الستاتين) لفعل ذلك.
 

تناول الأسبيرين: يُعتبر الأسبيرين أحد الأدوية البارزة في علاج النوبة القلبية وأمراض القلب الأخرى، كما يساعد على الوقاية من أنواع سرطان عديدة. أثبتت الدراسات أن تناول الأسبيرين بعد سن الخامسة والخمسين للنساء أو الخامسة والأربعين للرجال، يقلل من خطورة الاصابة بالنوبة القلبية. الا أن الدراسات لم تثبت أن الأسبيرين يطيل من عمر الشخص الذي يتناوله. لذا على الراغبين بتناول الأسبيرين استشارة الطبيب المعالج قبل البدء بذلك.
 

اجراء اختبارات التحري: اختبارات التحري هي اختبارات هدفها اكتشاف عوامل الخطورة قبل أن تسبب الأعراض، وبذلك يُمكن البدء في علاج عوامل خطورة احتشاء القلب الحاد في المراحل المبكرة. ان علاج عوامل الخطورة في المراحل المبكرة كفيل بخفض حالات النوبة القلبية. من المهم اجراء اختبارات التحري التالية، بعد استشارة طبيب العائلة:
 

-        قياس ضغط الدم.

-        اختبار نسبة السكر في الدم.

-        اختبار نسبة الدهنيات والكولسترول في الدم.

-        قياس الوزن.

للمرضى اللذين أصيبو باحتشاء القلب الحاد، من المهم تناول الأدوية التي يصفها الأطباء واتباع التعليمات للوقاية من تكرار النوبة القلبية. للمزيد من التفاصيل عليك استشارة طبيبك الخاص.

قد تبدو الأمور أعلاه سهلة التحقيق والمنال، الا أن العديد من الدراسات والأبحاث تشير الى أن النوبة القلبية تحدث نظراً لعدم الوقاية منها جيداً. حيث يستصعب العديد من المرضى اتباع تعليمات الوقاية. يبقى على المريض اتباع التعليمات المذكورة أعلاه، وذلك بالتنسيق مع الطبيب. لا تكفل التعليمات أعلاه للمريض الوقاية التامة من النوبة القلبية، الا أنها كفيلة بالتقليل من الاصابة به بما فيه الكفاية لاتباع التعليمات. 

وفي الخلاصة :

 ما زال مرض القلب والجلطة أكبر سببين للوفاة في العالم، ومع ذلك لا توجد حتى الآن طريقة للكشف في وقت مبكر عن تراكم الصفائح الذي يمكن ان يؤدي الى نوبة قلبية قاتلة.