أزمة البرلمان الجزائري.. بوشارب رئيسا وبوحجة متمسك بمنصبه

أزمة البرلمان الجزائري.. بوشارب رئيسا وبوحجة متمسك بمنصبه
الأربعاء ٢٤ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٥:٤٤ بتوقيت غرينتش

في جلسة مثيرة للجدل قاطعتها كتل المعارضة بدعوى أنها غير قانونية، زكى نواب الموالاة بالمجلس الشعبي الوطني (الغرفة الأولى للبرلمان الجزائري)، الاربعاء، رئيسا للهيئة بعد الإطاحة بسعيد بوحجة، الا ان الرئيس السابق الذي دخل في صراع مع الاغلبية النيابية مازال يعتبر نفسه الرئيس الشرعي ما قد يخلق وضعا معقدا في البرلمان.

العالم - تقارير

دون مفاجأة تم انتخاب معاذ بوشارب (47 سنة)، كمرشح وحيد، رئيسا للغرفة الاولى في البرلمان (مجلس الامة هو الغرفة الثانية) بتصويت 320 نائبا (من مجموع 462) لصالحه مقابل امتناع نائب واحد من الحاضرين، بينما قاطع نواب المعارضة جلسة التصويت.

جاء ذلك خلال جلسة عامة للمجلس ترأسها الحاج الطيب، أكبر الأعضاء سنا وخصصت للتصويت على تقرير للجنة القانونية حول شغور منصب الرئيس وانتخاب آخر جديد لإنهاء أزمة بين نواب الموالاة والرئيس المعزول سعيد بوحجة دامت ثلاثة أسابيع.

وكما كان متوقعا زكى نواب الموالاة لائحة الشغور التي قدمتها اللجنة القانونية وكذا معاذ بوشارب رئيس الكتلة النيابية لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم لرئاسة المجلس بالأغلبية المطلقة.

وحظي بوشارب بدعم الكتل النيابية لحزب جبهة التحرير الوطني (160 نائب) والتجمع الوطني الديمقراطي (100 نائب) وحزب تجمع أمل الجزائر (20 نائب) والحركة الشعبية الجزائرية (13 نائب) إلى جانب مستقلين وهي أغلبية (النصف +1) التي كانت كافية لتمريره (232 صوت من بين 462 نائب في الهيئة).

وكان بوشارب المرشح الوحيد للمنصب حيث ينص القانون الداخلي للبرلمان أنه في هذه الحالة يكون الانتخاب برفع اليد، ويعلن فوزه بحصوله على أغلبية الأصوات.

وقال بوشارب، في كلمة بعد تزكيته، أنه سيعمل ليكون في مستوى الثقة التي وضعت فيه، وسيجعل هذه الأمانة لتكريس ثقافة التوافق مع الجميع.

كما شكر بوشارب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وهو رئيس الحزب الحاكم على الثقة التي وضعها فيه.

الكتل المعارضة قاطعت الجلسة رفضا للإطاحة ببوحجة

وقاطعت الكتل المعارضة هذه الجلسة كما أعلنت مسبقا بدعوى عدم قانونية عملية الإطاحة برئيس المجلس سعيد بوحجة، الذي يتيح الدستور تغييره فقط في حالة الوفاة أو الاستقالة أو العجز الصحي.

وهذه الكتل هي حركة مجتمع السلم وجبهة التغيير (34 نائب) والاتحاد من أجل العدالة والنهضة والبناء (15 نائب) والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (علماني/ 9 نواب) وحزب جبهة القوى الاشتراكية المعارض (14 نائب) وحزب العمال (11 نائبا) وجبهة المستقبل (14 مقعد) والتحالف الوطني الجمهوري (4 نواب) وهو الحزب الوحيد من الموالاة الذي قاطع الجلسة.

بوحجة لا يزال يتمسك بمنصبه رئيسا شرعيا للبرلمان

وأكد رئيس البرلمان المطاح به السعيد بوحجة (80 سنة) رفضه إقرار البرلمان لحالة شغور منصبه بمبرر العجز، وقال: "هم أغلقوا مكتبي وأقفلوا مدخل البرلمان بالسلاسل ثم يقولون إني عاجز، هذا أمر غريب وفرض لسياسة الأمر الواقع".



"بوحجة" تابع "أنا متمسك بمنصبي ولن أستقيل، وأعتبر نفسي الرئيس الشرعي للبرلمان، وكل ما يحدث هو اعتداء على الدستور، وعلى الرئيس بوتفليقة التدخل لصيانة الدستور".

وعزا نواب الأغلبية عزله الى "عجز" بوحجة عن "ممارسة مهامه بسبب خلافه مع النواب ورفضه الاستقالة" من اجل اعلان "شغور" المنصب.

وينص الدستور الجزائري على انه لا يمكن للنظام الداخلي للبرلمان ان يسحب الثقة من رئيس البرلمان ويمكن تغييره فقط في حالات الإستقالة أو العجز أو الوفاة.

ويرى محللون أن الأزمة في البرلمان الجزائري "سياسية بامتياز"، وأن إصرار نواب الموالاة على انتخاب رئيس جديد للمجلس سيؤدي إلى وجود رئيسين للمجلس، بما سيحتم في النهاية على رئيس الجمهورية حل الغرفة السفلى من البرلمان، كحل نهائي في حالة عدم استقالة بوحجة.

من هو معاذ بوشارب؟

ومعاذ بوشارب (47 سنة) جزائري وهو نائب عن محافظة سطيف (شرق) ويرأس الكتلة النيابية للحزب الحاكم كما سبق أن شغل منصب نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني في العهدة السابقة بين عامي 2012 و2017.

ويعد بوشارب عاشر رئيس للمجلس منذ تأسيسه العام 1977، وشغل بوشارب منصب رئيس المجموعة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني بالمجلس الشعبي الوطني.

وسبق له أن تولى الرئيس الجديد للمجلس خلال العهدة التشريعية السابقة منصب نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني مكلف بالعلاقات مع مجلس الأمة والحكومة وباقي المؤسسات الدستورية.

يذكر أن رؤساء البرلمانات التسعة الذين تداولو على هذا المنصب كانوا من جيل قدماء المحاربين الذين شاركوا في الثورة التحريرية ضد الاستعمار الفرنسي بين عامي 1954 و1962. وبحسب جمال ولد عباس الأمين العام للحزب الحاكم، فإن اختيار بوشارب بمثابة رسالة سياسية مفادها أنه  مرحلة تسليم المشعل لجيل الإستقلال .