بعد مرور 6 أشهر.. ما الذي يعيق تشكيل حكومة لبنان؟

بعد مرور 6 أشهر.. ما الذي يعيق تشكيل حكومة لبنان؟
الخميس ٢٥ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٩:٢١ بتوقيت غرينتش

يفتح التعطيل الحكومي اعتباراً من اليوم الخميس، شهره السادس حيث أمضى البلد أيام هذه الأشهر في تضييع وقت ومماحكات ومساجلات وسباق محموم على الحصص والأحجام، وبقيَ الوطن طيلة هذه المدة معلّقاً على حبل الشلل تَسوسه حكومة تصريف أعمال لا حول لها ولا قوة، وعاجزة عن فعل أي شيء.

العالم_لبنان

هذا ما جاء في صحيفة "الجمهورية" مضيفة: ولا تؤشّر الوقائع الداخلية الى انّ البلد اقترب من لحظة الفرج، ذلك انّ صورة المشهد الحكومي يلخّصها مرجع سياسي بقوله لـ"الجمهورية": "لا معَلّق ولا مطَلّق. لا أستطيع أن أجازف واقول إنني متفائل، لأنني بذلك أكون كمَن يكذب على نفسه، أنا لست متشائماً، وانتظر كل يوم بيومه، أتفاءل فقط عندما تتشكّل الحكومة".

هذه الصورة يغطّيها غبار كثيف يحجب الرؤية الحقيقية لوجهة المسار الحكومي، والتشخيص الواقعي للأزمة يُبيّن انّ حالة ضياع تجتاح كل الاطراف، بحيث تكاد تقول الوقائع ان لا أحد من القوى السياسية يعرف ماذا يحصل، خصوصاً انّ المعطيات تبدو متداخلة في بعضها البعض، ومتعارضة مع بعضها البعض في آن معاً، وعلى نحو يصبح من الصعب تحديد ما اذا كانت الامور ذاهبة الى التأليف او تسير في اتجاه آخر.

حتى الآن، لا توجد أجوبة عن كثير من الاسئلة التي تتراكم على سطح المشهد الحكومي:

- لماذا لم تتشكّل الحكومة؟ ولماذا لا تتشكّل الحكومة حالياً؟ ولماذا كلما برزَ مناخ تفاؤلي سرعان ما يُنفّسه مناخ تشاؤمي يعيد الامور الى المربّع الأول؟
- لماذا تبقى ما تُسمّى عقدة تمثيل "القوات" مُستعصية على الحل؟ وهل لهذا الاستعصاء صِلة بالملف الحكومي نفسه، أم تتحكّم فيه يد خفية من الداخل او الخارج؟
- لماذا عندما بدأت عقدة "القوات" تدخل مدار الليونة والحلحلة جرى إبراز العقدة السنية؟
- هل انّ التعقيد هو تعقيد محلي، أم انّ هناك من ينتظر تطورات في الخارج ليستثمر عليها في الداخل؟
- هل صحيح انّ هناك من يراهن على تطورات يمكن ان تستجد اعتباراً من 4 تشرين الثاني المقبل موعد فرض العقوبات الاميركية الجديدة على إيران و"حزب الله"؟ ولأجل ذلك يضع العصي في دواليب التأليف، لعلّ الظروف آنذاك تكون ملائمة أكثر؟
- من يحاول ان يَضخّ المناخ الإرباكي في البلد، بأن يوحى نهاراً بأنّ الحكومة ستتشكّل حتماً ثم ما تلبث ان تتعقد الأمور وتعود الى نقطة الصفر؟
- لماذا يَتبدّى التفاؤل فقط في بيت الوسط، بينما هذا التفاؤل يوجد نقيضه في القصر الجمهوري؟
- لماذا يلقي رئيس الجمهورية مسؤولية حل عقدتَي "القوات" وتمثيل "سنة 8 آذار" على الرئيس المكلف، وينأى بنفسه عن الشراكة في هذا الحل؟
- هل صحيح انّ رئيس الجمهورية قبل بتمثيل "سنة 8 آذار" من الحصة الرئاسية، أم انه يفضّل ان يتم هذا التمثيل من حصة الرئيس المكلف؟
- إذا ما تعثّر تمثيل هؤلاء السنّة، فما هو البديل؟ وهل يضغط "حزب الله" في هذا الموضوع على رئيس الجمهورية أو على الرئيس المكلف أو على الاثنين معاً؟
- ما حقيقة ما نُقل عن مراجع رفيعة المستوى بأنه اذا لم يتم تشكيل الحكومة قبل حلول الذكرى الثانية لانتخاب رئيس الجمهورية، فهذا معناه انّ التعقيدات أكبر من الواقع الداخلي، وان الحكومة لن تتشكّل في المدى المنظور؟.