هل يضيع دم خاشقجي ويتفرق بين الدول؟

هل يضيع دم خاشقجي ويتفرق بين الدول؟
الإثنين ٢٩ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٦:٤٦ بتوقيت غرينتش

وصل النائب العام السعودي سعود بن عبدالله بن مبارك المعجب، في ساعة متأخرة من ليلة أمس الاحد إلى مدينة اسطنبول التركية لاجراء لقاء مع نظيره التركي عرفان فيدان، والتباحث بشأن قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. لكن الاسئلة التي تطرح هي: ما هي نتائج هذا اللقاء وما تأثيره على مجريات التحقيق؟ وما هو السيناريو الجديد التي تصوغه السعودية؟

العالم - تقارير

ساعة وربع هي مدة لقاء المدعى العام السعودي مع نظيرة التركي، لقاء يمكن ان يوصفه البعض بالقصير بالمقارنة مع حجم القضية واهميتها. هذا بالاضافة لعدم وجود تفاصيل تبين نتيجة هذا اللقاء.

فلم يصدر الجانب السعودي اي تعليق حول نتيجة هذا اللقاء لكن الجانب التركي خرج بتصريحات قصيرة ومهمة حول تاثير اللقاء على مجريات التحقيقات، حيث اعلن مستشار الرئيس التركي، ياسين أقطاي، أن النائب العام التركي أطلع نظيره السعودي على الأدلة المتوفرة حول جريمة خاشقجي، إلا ان انقرة لم تسلّم أي جهة هذه الأدلة والمعلومات بما فيها النائب العام السعودي، لأن التحقيقات لا زالت مستمرة، وتسليم الأدلة غير وارد من أجل سلامة التحقيقات، بالاضافة لمطالبته بتسليم الأشخاص المحتجزين لدى السعودية لمحاسبتهم في تركيا مستبعدا احتمال محاكمتهم بشكل عادل اذا ظلوا هناك.

وعلق وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو اليوم ايضا على زيارة المدعي العام السعودي سعود بن عبدالله المعجب وقال ان معجب أقر خلال لقائه بنظيره التركي في إسطنبول بأن عملية قتل الصحفي جمال خاشقجي "أعد لها مسبقا".

معتبر ان تبادل المعلومات بين النائب العام السعودي ونظيره التركي في قضية خاشقجي سيكون مفيدا.  

لكن حقيقة الامر فان اللقاء مع معجب لم يكن مرضيا للجانب التركي حسبما افادت وكالة الاناضول التركية نقلا عن مصدر في مكتب المدعي العام التركي حيث انه لم يقدم إفادات 18 متهما المحتجزين لدى السعودية كما كنا ننتظر.

فبقيت امال الجانب التركي بعد هذا اللقاء بدون دليل يؤيده فكل ما حاولت وتحاول ان تقوم به السعودية منذ بداية الازمة وفي ظل اشارة اصابع الاتهام اليها والى ولي العهد محمد بن سلمان، هو النفي ثم النفي ثم النفي والبحث عن اي مخرج لها دون دفع الثمن.

السعودية اضطرت بعد الضغط الاعلامي والدولي الكبير عليها للاعتراف بمقتل الصحفي جمال خاشقجي لكنها حاولت الترويج لعدة سيناريوهات اقل ما يقال عنها انها كتبت على يدها لتبرر فعلتها وتنهي القضية لكن سيناريوهات الرياض فتحت عليها باب الغضب الكبير للتضطر مؤخرا وعلى لسان المدعي العام السعودي للاعتراف بان الجريمة معد لها مسبقا.

لكن هذا الاعتراف الصادر عن كيان لا يكترث للقانون الدولي ومازال يفكر في مخرج هو مجرد وسيلة لانهاء الازمة وليس اقرار بالذنب، حيث كشف المغرد السعودي الشهير مجتهد صحة المعلومات المتداولة عبر موقع توتير حول صفقة يعقدها بن سلمان مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو وجاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمساعدته على الخروج من ازمة خاشقجي التي القى بنفسه فيها.

فذكر حساب "صوت العرب" على موقع التدوين "تويتر" هذه المعلومة قائلا: " #هام في اتصالات سرية يعرض ابن سلمان على نتنياهو وكوشنر استعداده لإعلان علاقات دبلوماسية كاملة مع #"إسرائيل" مقابل تشغيل النفوذ اليهودي العالمي لإخراجه من أزمة #خاشقجي".

ليؤكد "مجتهد" صحة المعلومة قائلا: "هذه المعلومة صحيحة ولكن الإسرائيلين أحذر مما يتصور ابن سلمان وحساباتهم تقول إنه ليس من الحكمة الرهان على حصان خاسر".

فالشخص الذي يرتكب جرائم قتل بحق اي صوت معارض له لضمان بقاءه في الحكم قد يرتكب جرائم أبشع من ذلك ليفلت من العقاب.

وعلى صعيد اخر يسعى بن سلمان لمد حبال الود مع تركيا فبعث هو ووالده الملك سلمان بن عبد العزيز، ببرقيتي تهنئة، للرئيس التركي، أمس الأحد، بذكرى يوم الجمهورية، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية. على امل ان يلين مواقفها ويخفف من حدة موقفها الصارم المطالب بمحاسبه المنفذين لجريمة قتل خاشقجي ومصدر الاوامر.

فيمكن القول ان ولي العهد السعودي يطرق كل باب ويجري في كل اتجاه عسى ان يحصل على جواب يطمئنه بان هذا الكابوس المرعب سوف ينتهي وانه سيظل متربعا بامان على كرسي ولايه العهد ولن يتم ازاحته. مبديا استعداده لدفع اي ثمن حتى وان كان التطبيع مع الكيان الصهيوني والاعتراف به لتحقيق هذا المراد. ويبقى الانتظار هو سيد الموقف الذي سيكشف ماذا تخبأه الايام من مصير هذه القضية اما بمحاسبة المجرمين او بضياع الدم وهدره بين الدول.