الجولان ينتصر ويرفض التطبيع وانتخابات الاحتلال

الجولان ينتصر ويرفض التطبيع وانتخابات الاحتلال
الخميس ٠١ نوفمبر ٢٠١٨ - ١٠:٤٤ بتوقيت غرينتش

الانتخابات المحليّة التي أرادتها تل أبيب باباً لتطبيع أهالي قرى مجدل شمس وبقعاثا ومسعدة وعين قنيا في الجولان المحتلّ مع سلطة الاحتلال، تحطّمت أمام الهبّة الشعبية بالمقاطعة وسط الانهزام العربي والتطبيع مع العدو الصهيوني،حيث انتفض الجولان على الاحتلال بإسقاط انتخابات المجالس المحليّة الإسرائيلية، معيداً إلى سوريا و دول الممانعة والمقاومة ورقة قوّة حاول المحتل سلبها في السنوات الماضية بحجّة الضعف السوري.

فبدل أن يكسب كيان الاحتلال الصهيوني اعترافاً شعبياً بـ«شرعيته» بالتزامن مع قيام حكومة بنيامين نتنياهو بحملة دبلوماسية في الغرب لإقناع الدول الكبرى بإعلان «سيادة كيان الاحتلال الإسرائيلي» على الجولان، جاءت نتيجة التطورات على عكس ما يشتهيه الكيان تماماً. إذ إن ما حصل هو «الضربة القاضية»، لمشروع الاحتلال الصهيوني و التطبيع لانتزاع شرعية الأراضي المحتلّة، ودعم مطالبة المحتل باعتراف الدول الكبرى «بسيادته» على الهضبة المحتلة.

فبعد أن سقطت الانتخابات خلال الأيام الماضية في قريتي مسعدة وبقعاثا جراء انسحاب المرشّحين اثر الضغوط الشعبية عليهم و الإضراب العام في الأراضي المحتلّة، أسقطت مجدل شمس وعين قنيا ايضا القرار الصهيوني، في مشهد أعاد إلى الأذهان الإضراب العام الذي نظمه الجولانيون عشيّة قرار الضّم عام 1982 في مسار الصراع مع الكيان الصهيوني ومستقبل أراضي الجولان المحتلّ، وهذا في وقت ترتفع فيه رايات كيان الاحتلال فوق عواصم دول في الخليج الفارسي.

وبدا لافتاً ، زجّ المحتل بقواته من شرطة الجليل وقطعات عسكرية أخرى في مواجهة أبناء الجولان المحتل أذ تصدى المتظاهرون بكل بطولة لمرتزقة الاحتلال المنضوين تحت في شرطة الجليل وعناصر من جيش الاحتلال ، الذي أطلق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز على المتظاهرين حيث أصيب بعضهم بجراح وحالات اختناق. واشتدت هذه الهبة خاصة بعد أن انتشرت صور لعناصر من جيش الاحتلال وهم يعتدون على أهالي الجولان من المشايخ ما أثارت غضب اهالي قرى الجليل الفلسطينية.

لا شكّ ، إن ما حصل أعاد الدفع المعنوي إلى رافضي الاحتلال وزَجَرَ المترددّين الذين عملت الدعاية الصهيونية على إقناعهم بضرورة التطبيع مع كيان الاحتلال. إذ إن ما حصل كشف عن محاولات الصهاينة الدائمة لاستغلال ورقة طائفة الموحّدين الدروز في مواجهة سوريا وحلفائها، من الجليل إلى السويداء مروراً بالجولان المحتل .

و بعد الاختبار الذي حصل في الجولان، أثبت أبناء الجولان السوري المحتل أنه لم ولن يستطع المحتل تتمرير مآربه، على الرغم من الضغوط والتحريض المستمر طوال السنوات الماضية.

كما فشل الثنائي «الدول العربية الرجعية و كيان المحتل الصهيوني» عن ثنيهم اذ تلقّى صفعة قوية على صعيد تمرير مؤامرة التطبيع ؛ فيما فتحت الهبّة الشعبية الباب أمام التطورات الجديدة في الداخل الفلسطيني.

بقلم : حسين حائري نجاد