محلل لبناني في حديث خاص لـ"ارنا"..

ترامب يستخدم سياسة العصا والجزرة تجاه ايران

ترامب يستخدم سياسة العصا والجزرة تجاه ايران
الجمعة ٠٩ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٥:٣٥ بتوقيت غرينتش

اكد الباحث السياسي وسيم بزي ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب لا يزال يراهن علی قبول طهران بالعودة الی طاولة المفاوضات ولذلك هو يستخدم سياسة العصا والجزرة تجاهها.

العالم- ايران

بزي وفي حديث لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية اعتبر الايرانيين توحدوا امام المحاولات الاميركية وانهم سيواجهونها باصرار وتحد واضاف انه لا يمكن الفصل بين العقوبات والتطورات الاخری في المنطقة خاصة في الملف السعودي الداخلي وفي قضية اليمن . وفيما يلي نص المقابلة كاملة: 

*ارنا: ما هي دلالات قرار الرئيس الاميركي ترامب اعفاء عدد من الدول من العقوبات؟
** بزي: انها برأيي لعبة العصا والجزرة ومحاولة ابقاء هوامش للاشهر الستة القادمة والقيام بمراقبة كيفية تداعي الامر علی الواقع الايراني. وترك متنفس يسمح بحسب ترامب بجلب الايرانيين الی طاولة التفاوض علی الاقل بنصف الشروط التي يريدها وذلك بعد ان عجز عن فرض كل الشروط التي يريدها .

الجمهورية الاسلامية الايرانية خبرت الواقع المر في العلاقة مع الولايات المتحدة وكيفت وطبعت نفسها علی اللحظات الصعبة. صحيح ان الاتفاق النووي وما رافقه من رزمة اغراءات عزز امال الايرانيين بنهضة كبری لكن الخيبة كانت منذ ما بعد توقيع الاتفاق النووي لان ترامب كان منزعجا لان اميركا لم تستفد اقتصاديا من الاتفاق وكل العقود الاستثمارية ذهبت الی الاوروبيين . وهذا يجب ان نلتفت اليه دائما .

*ارنا: ولكن هذا كان نتيجة القوانين الاميركية التي تمنع الاستثمار في ايران ؟
**بزي: صحيح . هم بشكل غير مباشر اقفلوا علی انفسهم في هذا المجال .

*ارنا: هل يمكن للتطورات التي تشهدها المنطقة ان تؤثر علی قرار البدء بتنفيذ العقوبات بطريقة او باخری؟
** بزي: طبعا لا يمكن الفصل بين التصعيد ضد ايران و مشروع ادخال "اسرائيل" ككيان شرعي في النظام الشرق اوسطي كما اني اعتقد ان هناك محاولات اميركية للاستثمار في قضية الخاشقجي من اجل رمي السعودية اكثر فاكثر في الحضن الاميركي. والسؤال المركزي الذي يجب ان نسأله اليوم هو حول مدی جوهرية بقاء محمد بن سلمان في الحكم اليوم بالنسبة للولايات المتحدة الاميركية من اجل مواجهة ايران وهل يمكن ان تحقق واشنطن هذا الهدف مع ابن سلمان وبدونه .

*ارنا: ما هو رأيك حول هذه المسألة ، هل بقاء ابن سلمان هو مطلب اميركي وسيصر عليه الاميركيون ؟
** بزي: الاجابة علی هذا السؤال تنطلق من ضرورة عدم الفصل بين قضية العقوبات علی ايران وتطورات اخری ابرزها في اليمن حيث استنفد العدوان الاميركي السعودي كل وسائله واصبح عبئا علی الولايات المتحدة الاميركية وعلی كل اطراف العدوان وانا اتوقع ان يصدر قريبا قرار من مجلس الامن يقضي بايقاف العدوان وهذا يسمح لابن سلمان بان لا يظهر بمظهر المهزوم اذن نحن امام محاولات اميركية لانقاذ ابن سلمان وللحفاظ علی معادلة قائمة علی ثلاثي مكون من نتنياهو وكوشنير وابن سلمان وهدف هذا الثلاثي هو جعل "اسرائيل" كيانا طبيعيا في المنطقة بشكل عام وفي قلب منطقة الخليج الفارسي بشكل خاص. لذلك يتدخل نتنياهو لدی الاميركيين من اجل انقاذ ابن سلمان .

*ارنا: بالعودة الی العقوبات قلت ان الاميركيين يتركون متنفسا للجمهورية الاسلامية الايرانية من خلال قرار الاعفاء الاخير ولكن اليس للامر علاقة بالخوف الاميركي علی اسعار النفط وارتفاعها ما يضر بالاقتصاد الاميركي ؟
** بزي: لم يكن لدی الاميركيين هاجس الاسعار لانهم اتفقوا مع السعوديين علی رفع الانتاج الی الحد الاقصي اي فوق 11 مليون برميل في اليوم . كما انهم اتخذوا قرار الاعفاء من اجل عدم حدوث حالة هلع في السوق العالمي علی وقع القرار . ايضا هم ادركوا بانهم غير قادرين علی تصفير قدرة ايران علی التصدير لان الصين هي المستورد الاول والهند الثاني واليابان الثالث وكوريا الجنوبية الرابع وبالتالي فان الاميركيين يختبرون التأثير مع ابقاء الهوامش للايرانيين. المرحلة القادمة ستكون مرحلة عض اصابع ومن يصرخ اولا وطبعا الاميركيون يراهنون علی تثوير الداخل الايراني .

*ارنا: نلاحظ ان الايرانيين يردون بكثير من التحدي ؟
** بزي: انا لا اتفاجأ لان الشعب الايراني، ومنذ ما قبل الجمهورية الاسلامية الايرانية، معروف باعتزازه بثقافته وحضارته الممتدة لالاف السنين وما يقوم به ترامب انه يوحد الايرانيين تجاه الخطر الخارجي الذي يستهدف ليس نظامهم السياسي فقط بل لقمة عيشهم وحضورهم علی خارطة التاريخ وخارطة العالم. لذلك اتوقع تعاطيا ايرانيا من موقع القوة والتحمل وعدم التراجع.