هكذا تضامن العالم مع الشعب الفلسطيني

هكذا تضامن العالم مع الشعب الفلسطيني
الجمعة ٣٠ نوفمبر ٢٠١٨ - ١٠:١٧ بتوقيت غرينتش

احتفلت الأمم المتحدة باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطينى، والذى صادف امس الخمیس حيث شهدت البلدان الاسلامية والمناطق المختلفة من العالم فعاليات ونشاطات كثيرة لاحياء هذا اليوم لتذكير شعوب العالم أجمع بالمآسى والظلم الذى يتعرض له الشعب الفلسطيني، من قتل وتهجير وسلب للحقوق، وحقه فى تقرير المصير، والاستقلال والسيادة، وحق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم التى هجروا منها.

العالم - فلسطين المحتلة

وقالت الجمعية التركية للتضامن مع فلسطين "فيدار" في بيان، إن الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني "فرصة لنعيد تذكير العالم بجزء من جرائم الاحتلال الصهيوني خلال هذه السنة، وطغيانه ضد شعب يعاني لسنوات عديدة من تبعات احتلال ظالم يصول ويجول ليقتل ويحرق ويعتقل دون محاسبة أو متابعة في تحد سافر لكل المواثيق والقوانين والأعراف".

وفي 29 من تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 1947، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 181 الذى عرف لاحقًا باسم قرار التقسيم واستجابة لدعوة موجهة من الأمم المتحدة، تقوم الحكومات والمجتمع المدنى سنويًا بأنشطة شتى احتفالاً بالمناسبة، وتشمل هذه الأنشطة إصدار رسائل خاصة تضامنًا مع الشعب الفلسطينى، وتنظيم وعقد اجتماعات، وتوزيع مطبوعات ومواد إعلامية خاصة بالقضية والحقوق الفلسطينية.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو أنطونيو جوتيريس فى رسالة أصدرها بهذه المناسبة: ياتی اليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى هذا العام فى وقت يشهد مزيدا من الاضطراب والقلاقل والمعاناة الشديدة. ويواجه الكفاح الفلسطينى المستمر منذ عقود من أجل تقرير المصير والاستقلال وحياة كريمة عقبات عديدة، منها: استمرار الاحتلال العسكرى للأراضى الفلسطينية، والعنف المستمر والتحريض، واستمرار بناء المستوطنات وتوسيعها، والغموض الشديد بشأن عملية السلام، وتدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية، لا سيما فى غزة".

واضاف المسئول الأممى: "توفر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا) خدمات لا غنى عنها وتحتاج إلى دعمنا الكامل" مضيفا "نجدد التأكيد على التزامنا بدعم حقوق الشعب الفلسطينى ".

وما زالت القضية الفلسطينية تراوح مكانها دون أى حل، الأمر الذى يعكس حقيقة واحدة هى أن "إسرائيل" لا تريد سلامًا حقيقيًا، وأن كل ما تريده وتخطط له هو تهويد المزيد من الأراضى الفلسطينية، وزرعها بالمستوطنات، وفرض سياسة الامر الواقع. وما زال الاحتلال الإسرائيلى يضرب بعرض الحائط كل الاتفاقيات ويخالف كل القوانين والشرائع الدولية والانسانية، ويواصل جرائمه وانتهاكاته بحق أبناء الشعب الفلسطينى فى كافة أماكن تواجدهم.

وشهدت ساحة التحرير وسط العاصمة السورية إحياءً جماهيريا ًحاشداً أطلقت خلاله صرخات دعم لفلسطين من خلال منبر سوري ضم النقابات المهنية والشعبية أسوة بالعديد من العواصم العربية والعالمية.

وخلال الوقفة التضامنية، احتشد مئات السوريين والفلسطينيين معربين عن رفضهم التام لكل ما يُحاك من مؤامرات أميركية- عربية حيال فلسطين، “القدس عاصمة تاريخية وأبدية لفلسطين، ولا يمكن لأحد أن يغير هذه الحقيقة”، هو مضمون الشعار الاوحد للشعوب الحرة وعلى رأسها الشعب الفلسطيني، وهو ما تم التأكيد عليه أمام مقر الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب في دمشق.

مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية أنور عبد الهادي أكد، أنه ليس من حق أحد أن يغير من حقائق التاريخ وان الفلسطينيين هم أصحاب الأرض، متوعداً الكيان الصهيوني بإطلاق شعار “تحرير حيفا ويافا والجليل”، مندداً في الوقت نفسه بالتطبيع السافر لبعض الدول العربية مع الكيان الصهيوني.

بدوره شدد محمود الخالدي السفير الفلسطيني لدى دمشق، على أن فلسطين لن تعود إلا ببذل الأرواح والدماء، مؤكداً أن سورية وفلسطين هما شركاء بالمصير والمسار،أصحاب قضية واحدة، مذكراً بالموقف الشعبي السوري في الجولان السوري المحتل، حين رفض الاغراءات الصهيونية وأظهر تأييداً للموقف الشعبي المتمسك بهويته السورية، والرافض لأي مشاركة مع الكيان وآخرها رفض المشاركة بالانتخابات المحلية.

من جهته الامين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب الدكتور غسان غصن، أكد أن وقفة اليوم في دمشق التي تتزامن مع تحركات مشابهة في الكثير من العواصم في العالم أتت نتاج ما أنجزته المقاومة في دحر الإرهاب ، موضحاً ان هذه المقاومة ممتدة من دمشق إلى بيروت إلى طهران ومنها إلى فلسطين المحتلة، كما استذكر أهمية انجاز نصر تموز 2006 في لبنان وما فعلته مقاومة حزب الله في ردع الكيان الصهيوني عن لبنان، بالمقابل أدان غصن التطبيع بين بعض الانظمة العربية والكيان الصهيوني، وأكد أن عمال العرب والعالم ومن بينهم عمال سورية هم من أكبر الرافضين لهذا التطبيع ولتصفية القضية الفلسطينية.

الفعاليات الشعبية المشاركة من اتحادات العمال والفنانين والطلبة العرب، هي امتداد حقيقي للموقف الشعبي العربي الرافض لكل ما يُخطط له من محاولات لعزل القضية الفلسطينية عن عمقها العربي، وسط تأكيد على التمسك بالمقاومة حتى تحرير آخر ذرة تراب من فلسطين المحتلة.

وفي نفس السياق، سلم ممثلون عن الفصائل الفلسطينية رسالة الى ممثل الامين العام للامم المتحدة في رام الله تطالبه بتطبيق قرارات الشرعية الدولة والتي تنص على حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم والعودة الى اراضيهم بناء على القرار مئة وأربعة وتسعين . وشهدت مدينة رام الله وقفة إحياء للمناسبة العالمية بالتضامن مع الشعب الفلسطيني.

وتجمعت قيادات من الفصائل الفلسطينية تجمعت على ابواب مقر الامين العام للامم المتحدة تطالب بتوفير الحماية الدولية لشعب الفلسطيني في يوم اقر عالميا لذلك لكنه ظل كباقي ايام الفلسطينيين مليئ بالمعانة والعدوان دون حتى التفاته من المجتمع الدولي.

وقال سكرتير القوى الوطنية والاسلامية، عصام بكر، ان " في اليوم العالمي للتضامن مع شعبنا نحتاج الى ارادة دولية حقيقة لمعاقبة ومحاسبة "اسرائيل" على جرائمها لما تمثل من خطرا على الامن والسلم الدوليين".

اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني اقر في العام 1977 وينص على حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم والعودة الى اراضيهم بناء على قرار الامم المتحدة 194 وان المتظاهرین سلموا ممثل الامين العام للامم المتحدة رسالة تطالبه بتطبيق قرارات الامم المتحدة والتي تحولت بفعل اختلال الموازين الى حبرا على ورق.

وفي لبنان دان الرئيس اللبناني العماد ​ميشال عون​ بقاء القرار رقم 194 الصادر عن ​الامم المتحدة​ والذي اكد على حق العودة للاجئين الفلسطينييين الى ارضهم.

وفي رسالة تضامنية بعث بها باسم الجمهورية اللبنانية الى السيد شيخ نيانغ، رئيس لجنة الامم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، وذلك لمناسبة "اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني" الذي يصادف اليوم رأى الرئيس عون ان اعلان القدس عاصمة للكيان​ ونقل بعض السفارات اليها ضد ارادة ​المجتمع الدولي​، واقرار قانون "القومية اليهودية للدولة"، اضافة الى حجب المساعدات عن "​الاونروا​" تشكلّ مجتمعة امعانا في ضرب القرار 194 ومحاولات متعددة لافراغه من مضمونه.

وحذّر عون من تقاعس المجتمع الدولي عن تنفيذ واجباته تجاه ​القضية الفلسطينية​ واعتماده لسياسة​ الكيل بمكيالين، معتبرا ان من شأن ذلك ان يؤدي الى استمرار الحروب المشتعلة في ​الشرق الاوسط​ نتيجة لانعدام العدالة.

ومن جانبه قال نائب وزير الخارجية التركي، ياووز سليم قيران، أمس الخميس، إن بلاده ستواصل "بكل عزم"، دعم النضال المشروع للشعب الفلسطيني الشقيق.

جاء ذلك في كلمة ألقاها قيران، في حفل أقامه السفير الفلسطيني لدى تركيا فائد مصطفى، بالعاصمة أنقرة، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

وحيّا قيران، نيابة عن تركيا حكومة وشعبا، القضية الفلسطينية، مؤكدا أن "تركيا ستواصل بكل عزم دعم النضال المشروع للشعب الفلسطيني".

وأعرب قيران عن أمله بأن يكون الاحتفال فأل خير للقضية الفلسطينية، داعيا المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات ملموسة، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني بهذا الخصوص.

وأضاف أن "رئيس بلادنا رجب طيب أردوغان يؤدي دورا رياديا في الدفاع عن القضية الفلسطينية".

كما شدد على أن "القدس تعد خطا أحمر بالنسبة لتركيا، وفق تعبير الرئيس أردوغان".

واقیمت فعاليةً تضامنية مع الشعب الفلسطينى بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ایضا، بمناسبة "اليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى" الذى أقرّته الجمعية العامة للأمم المُتحدة فى 2 ديسمبر 1977 والقرارات اللاحقة التى اتخذتها الجمعية العامة بشأن قضية فلسطين بحضور الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، ومشاركة عدد من المندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية وسفراء الدول الأجنبية المُعتمدين لدى مصر والمنظمات العربية والدولية.

وجاءت هذه الاحتفالية تأكيداً على مركزية القضية الفلسطينية وعلى الدعم والتضامن الكامل مع الشعب الفلسطينى فى نضاله المشروع من أجل الحرية والاستقلال وإقامة دولته الفلسطينية ذات السيادة وعاصمتها القدس.

وتضمن برنامج الفعالية إلقاء كلمات سياسية تضامنية مع الشعب الفلسطينى، من قِبَل جامعة الدول العربية والأمم المُتحدة ودولة فلسطين ومصر والسودان (رئيس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزارى) وكلمة للأزهر الشريف وأُخرى للكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى مصر.

وعرض شريط وثائقى حول القضية الفلسطينية وافتتاح معرض لوحات فنية لمجموعة من الرسامين التشكيليين العرب تُعبّر عن مكانة القضية الفلسطينية ومدينة القدس لدى الأمّة العربية وكذلك مُعاناة الشعب الفلسطينى المتواصلة جراء الاحتلال الإسرائيلي.

وفي هذا الاثناء طالبت منظمة التحرير الفلسطينية المجتمع الدولي بالبدء في عملية التصحيح التاريخي، وتحمل مسؤولياته تجاه الفلسطينيين..

جاء ذلك في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وذكرى قرار التقسيم.

فيما تم تنظيم اعتصام أمام مقرالأمم المتحدة في رام الله، للمطالبة بحل عادل للقضية.

وعبّر المئات من الناشطين حول العالم ايضا عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني الأعزل، والذي يواجه جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يفرض احتلاله لأرض فلسطين منذ عام 1948، بعد قتل وتهجير أهلها من مدنهم وقراهم الأصلية.

وتنوّعت أساليب المشاركة والتضامن عبر موقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر"، إذ نشر ناشطون عبارات الدعم والإسناد والتضامن، بينما غرد البعض الآخر بالصور التي تحمل العلم الفلسطيني، والكوفية، والتصاميم المؤيدة للشعب الفلسطيني، والداعمة لصموده.

هذا ويسعد الفلسطينيون في قطاع غزة اليوم ، للمشاركة في الجمعة الـ 36 لمسيرات العودة، التي دعت لها الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، تحت عنوان "جمعة التضامن مع الشعب الفلسطيني".

اذا شكل اليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى فرصة لتذكير العالم أجمع بالمآسى والظلم الذى تعرض له شعبنا الفلسطيني، من قتل وتهجير وسلب للحقوق، وحقه فى تقرير المصير، والاستقلال والسيادة، وحق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم التى هجروا منها.