هكذا استقبلته الجزائر.. محطة إبن سلمان الاخيرة لجولته العربية

هكذا استقبلته الجزائر.. محطة إبن سلمان الاخيرة لجولته العربية
الإثنين ٠٣ ديسمبر ٢٠١٨ - ١١:١٠ بتوقيت غرينتش

يحاول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، كسر عزلته التي يعيشها منذ جريمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي من خلال جولته العربية والزيارة التي قادته إلى الأرجنتين لحضور قمة مجموعة العشرين، وهي الجولة الخارجية الأولى له منذ مقتل خاشقجي. لكنها اصطدمت باحتجاجات شعبية غير مسبوقة أصبحت سمة ترافقه أينما حطّ الرحال، ابتداء من تونس مرورا بموريتانيا وصولا الى الجزائر.

العالمتقاریر

وصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مساء الأحد إلى الجزائر في زيارة رسمية تستمر يومين، وتلقى معارضة من أحزاب وجمعيات وشخصيات إعلامية وثقافية جزائرية.

وتندرج زيارة محمد بن سلمان في إطار جولة خارجية هي الأولى له منذ مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وكان في استقبال ولي العهد السعودي والوفد المرافق على أرض مطار الجزائر الدولي رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى وعدد من وزراء حكومته.    

وأعلنت الرئاسة الجزائرية السبت أن الزيارة ستسمح "بإعطاء دفع جديد للتعاون الثنائي.. ورفع حجم التبادل التجاري، وتوسيع الشراكة الاقتصادية بين البلدين".    

وإثر الإعلان عن هذه الزيارة وقّع عدد من المثقفين والصحفيين والسياسيين والأطباء وشخصيات دينية على بيان بعنوان "لا لزيارة محمد بن سلمان"، قالوا فيه إن زيارته للجزائر غير مبررة من الجانبين السياسي والأخلاقي.

وأضاف البيان أن الزيارة تأتي في وقت كل العالم على يقين بأن محمد بن سلمان هو الآمر بالجريمة الفظيعة ضد خاشقجي، التي "لا يوجد لها مثيل في تاريخ البشرية المتحضرة".

وذكر البيان أن اغتيال جمال "بطريقة بربرية قاسية تفوق الخيال على يد أتباع ولي العهد، يُظهر وجه محمد بن سلمان الحقيقي الكاتم لأي إحساس إنساني".

ومن بين الموقعين على البيان رئيس جمعية العلماء المسلمين، والروائي رشيد بوجدرة، والكاتب الصحفي كمال داود، والكاتب ناصر جابي.

كما رفضت الزيارة الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، واعتبرتها "استفزازا" للجزائريين.

وعارض أيضا زيارة ولي العهد السعودي حركة مجتمع السلم لأنها "لا تخدم صورة الجزائر ولا سمعتها"، بحسب تصريح لرئيس الحركة عبد الرزاق مقري.    

واعتبر مقري أن "الظروف لا تسمح للجزائريين بأن يرحبوا بولي العهد السعودي.. هو مسؤول عن قتل أعداد هائلة من الأطفال والمدنيين في اليمن، وسجن العديد من السعوديين بغير جرم، وكان آخرهم الجريمة الداعشية ضد الصحفي جمال خاشقجي".

وتعد الجزائر المحطة السادسة لمحمد بن سلمان في جولة عربية قادته إلى كل من الإمارات والبحرين ومصر وتونس وموريتانيا، قبل وصوله الأربعاء الماضي إلى الأرجنتين لحضور قمة مجموعة العشرين، وهي جولته الخارجية الأولى منذ الإعلان عن مقتل خاشقجي.

وفي وقت سابق اختتم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان زيارة عمل إلى موريتانيا استغرقت ساعات، وقع خلالها البلدان على اتفاقيات تعاون في مجالات عدة، وسط تنديد جهات معارضة وطلابية بالزيارة.

وأجرى ولي العهد السعودي مباحثات مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز وعدد من كبار المسؤولين في مطار نواكشوط.

وقبيل وصول محمد بن سلمان، أعلن المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة أكبر ائتلاف معارض بموريتانيا في بيان؛ رفضه للزيارة.

وأصدر المنتدى بيانا أعلن فيه عدم الترحيب بزيارة ولي العهد السعودي، مؤكدا أن الزيارة "تأتي في ظروف تملي على كل المتمسكين بعدالة قضية الشعب الفلسطيني.. وعلى كل المناضلين من أجل حقوق الإنسان وحرية الصحافة وحرية التعبير، أن يعربوا عن عدم ترحيبهم بها".

وأضاف البيان متسائلا "أليس إبن سلمان هو من جعل من بلاد الحرمين الشريفين السند القوي لإسرائيل، الذي لولاه لكانت هذه الأخيرة اليوم في مأزق حقيقي، وذلك بشهادة رئيس الولايات المتحدة نفسه"؟

وتابع "أليس حكم إبن سلمان هو من استدرج الصحفي جمال خاشقجي إلى قنصلية السعودية في إسطنبول ليتم قتله وتقطيع جثمانه وإخفاؤه في جريمة نكراء لا تزال أصابع الاتهام بالمسؤولية لمباشرة عنها تشير إلى إبن سلمان نفسه؟".

وكانت المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني والدفاع عن القضايا العادلة في موريتانيا قد نظمت الجمعة الماضي وقفة بساحة الجامع الكبير المعروف بالجامع السعودي في العاصمة نواكشوط، وردد المشاركون هتافات رافضة لزيارة ولي العهد السعودي.

و في وقت تردد أنباء عن زيارة محتملة لمحمد بن سلمان الى الأردن اعلن مصدر حكومي مسؤول ان ولي العهد السعودي، قرر إرجاء موعد زيارته إلى عمان.

وقال المصدر إن إبن سلمان، قرر تأجيل موعد زيارته إلى الأردن، ضمن جولة يجريها على عدد من البلدانولم يوضح المصدر أسباب تأجيل الزيارة.

رحلات إبن سلمان لن تحقق اهدافها في كسر العزلة التي يعيشها الامير السعودي. حيث الاحتجاجات الشعبية باتت تعكر اجواء السفر اينما ذهب رغم العقود التجارية والاستثمارية و الاغراءات المالية.

جرائم الابادة في اليمن وهرولة النظام السعودي خلف التطبيع مع الكيان الاسرائيلي بالاضافة الى اغتيال خاشقجي بطريقة مروعة، ثلمة لا تسدها الاموال والإغراءات السعودية مهما بلغت.