هل تحقق مفاوضات السويد لليمنيين ما عجزت عنه سابقتها؟

هل تحقق مفاوضات السويد لليمنيين ما عجزت عنه سابقتها؟
الإثنين ٠٣ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٠٤ بتوقيت غرينتش

ايام قليلة قبل انطلاق المفاوضات المحتملة حول اليمن، مساع لما اسماه مصدر اممي ل"بناء الثقة" بين طرفي المفاوضات، كانت بدايتها مع وصول المبعوث الاممي الى اليمن مارتن غريفيث لاستكمال مساعيه لعقد محادثات سلام برعاية أممية في السويد.

العالم - تقارير 

ففي الوقت الذي تتحدث فيه وسائل الاعلام عن قرب انطلاق الجولة التفاوضية الجديدة بين الأطراف اليمنية في السويد، والتي يفترض أن تبدأ يوم الخميس المقبل، أكدت مصادر أممية بأن موعد انعقاد المفاوضات اليمنية المرتقبة لن يتم الإعلان عنه إلا بعد وصول جميع الأطراف اليمنية إلى المكان المقرر لانعقادها في السويد.

مباحثات ليست هي الاولي من نوعها مع التمني ان تكون الاخيرة بتحقيق اهدافها وتنفيذها على ارض الواقع، فمن جهتها قالت حنان البدوي مسؤولة الإعلام والاتصال بمكتب المبعوث الأممي إلى اليمن " نتمنى ألا تحدث مفاجآت خلال الأيام القادمة، هناك إشارات إيجابية حتى الآن من قبل جميع الأطراف اليمنية".

وأوضحت أن غريفيث والأمم المتحدة يعملان حاليا على إعطاء الأطراف المتفاوضة تطمينات من أجل أن تصل في البداية وتعمل في إطار مناخ مناسب يساعد على حل الأزمة الراهنة والخروج بنتائج مثمرة. لذا وصول المبعوث الاممي الى صنعاء للاشراف على عملية نقل خمسين جريحا يمنيا  عبر طائرة تابعة للامم المتحدة الى العاصمة العمانية مسقط لتلقي العلاج. 

وهذا ما أعلنه القيادي في انصار الله، محمد البخيتي ان طائرة أممية ستقل 50 يمنياً من جرحى العدوان السعودي الى مسقط.

وصرح البخيتي ان الوفد الوطني اليمني أيضاً سيغادر صنعاء، بطائرة كويتية نحو السويد، للمشاركة في محادثات السويد". وأكد ان "المحادثات في السويد ستعمد الى التوصل لحلول شاملة" مبيناً ان "الشعب اليمني سيكون حاضرا على طاولة الحوار بشكل غير مباشر".

الخطوة التي قام بها غريفيث تاتي لبناء الثقة تمهيدا لاطلاق المفاوضات. وايضا لاعادة فتح مطار صنعاء بشكل كامل حيث تقول مصادر ان المطار اصبح جاهزا من النواحي اللوجيستية والتقنية والامنية. 

هذه المفاوضات المرتقبة سبقها تصريحات على لسان المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العمید يحيى سريع اليوم بأنه يجب اولا وقف اطلاق النار قبل اطلاق اي مفاوضات من اي جهة كانت. موضحا ان دول العدوان تحاول الضغط العسكري في نهم والحديدة للضغط في المفاوضات لكنه سيفشل. 

وأوضح المتحدث بأسم القوات المسلحة اليمنية أن دول العدوان لم تستجب لدعوات وقف اطلاق النار حيث واصلت ارتكاب المزيد من الجرائم والاعتداءات.

ايران كان لها تعليق ايضا على هذه المباحثات حيث رحب المتحدث باسم الخارجية بهرام قاسمي بالإجتماع اليمني - اليمني المرتقب؛ وندد بمحاولات الولايات المتحدة والسعودية الي تقسيم وتفكيك اليمن، كما اشاد بكل جهد يوقف معاناة الشعب اليمني ويشكّل دولة فيه ويساعد علي إرسال مساعدات انسانية الي شعبه المظلوم.

وردا على سؤال قناة العالم حول مفاوضات السويد اليمنية قال قاسمي: "أعتقد انه قبل مجيئي الى هنا كنا قد نشرنا بيانا فيما يخص المفاوضات اليمنية في السويد ورحبنا ونحن نرحب بأي جهد يمكن أن يقلل من الام ومعضلات الشعب اليمني المظلوم ونرحب بمثل هذه الجهود، ونعتقد أن الطرح الشامل لأربع مواد الذي طرحه وزير الخارجية الايراني يمكن أن توضح الطريق لحل الازمة اليمنية والوصول الى نتيجة لحل أزمة اليمن وحل هذه الازمة الانسانية التي هي لم تحدث منذ قرون".

واضاف المتحدث باسم الخارجية الايرانية: هذه الازمة اصبحت وصمة عار في تاريخ الانسانية ونحن نؤيد اي جهد صادق يتمكن من تقليل الام اليمنيين ويحافظ على السيادة اليمنية وعلى حقوق الشعب اليمني ويوقف إطلاق النار ويوصل المساعدات الانسانية ويساعد على محادثات يمنية يمنية وبالتالي تشكيل حكومة يمنية موسعة ونحن لا نوافق على استمرار هذا الوضع الكارثي في هذا البلد". 

وقال رئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني علي لاريجاني خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الاثنين ان المنطقة تتعرض الى مؤامرة اميركية بهدف تقسيمها، مشددا على ان ايران تعارض بشدة تقسيم اليمن.

واضاف لاريجاني انه "سبق وان عارضت ايران تقسيم العراق من قبل، وواجهت ذلك بحزم، وستفعل الشيء نفسه في اليمن"، مشيرا الى ان اميركا من وراء هذه المؤمرات تريد الحاق الاذى بالشعب اليمني.

وبالاجمال يمكن القول ان المجتمع الدولي ينظر الان الى السعودية والامارات بنظرة المتهم والجاني في القضية اليمنية ولذلك اجبرت السعودية للمشاركة في هذه المفاوضات لكن نتائج المفاوضات فانها مرهونة بان تضع الرياض حدا لعدوانها لا ان تضع العراقيل لتقف عجلة سير هذه العملية وهو ما قاله رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن محمد علي الحوثي مؤكدا ان الشروط التی يضعها العدوان الأمريكي السعودي الاماراتي وحلفاؤه هي سبب فشل جميع مفاوضات السلام السابقة في الیمن.

فقد فشلت الأمم المتحدة في عقد جولة محادثات في جنيف سابقا بسبب عرقلة العدوان السعودي لرحلة طائرة وفد صنعاء وعدم منح ضمانات بعودته الى صنعاء وكذك موقف انصار الله بضرورة إجلاء مصابين من صفوفها إلى سلطنة عمان. 

ولا يمكن التنبؤ كثيرا بما سيحدث وان كانت ستعقد هذه المباحثات ام لا لكن صورة السعودية المشوهة و الادانات الدولية يضعها امام خياران هما التحلي بالذكاء وانقاذ ما يمكن انقاذه بعد غرقها في وحول اليمن او البقاء على ما هي عليه لتغرق هذه المرة ولكن في العزلة الدولية والعقوبات على جرائمها.