روحاني يبحث آفاق تطوير التعاون الاقليمي

روحاني يبحث آفاق تطوير التعاون الاقليمي
السبت ٠٨ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٥:٥٥ بتوقيت غرينتش

على هامش انعقاد المؤتمر السادس لرؤساء برلمانات ايران وافغانستان وباكستان وتركيا وروسيا والصين المنعقد في طهران التقى الرئيس الايراني حسن روحاني عددا من رؤساء البرلمانات المشاركين في هذا المؤتمر حيث تبادل مع الاطراف المعنية العلاقات الثناية وتطوير العمل المشترك بين ايران وتلك البلدان.

العالم - ايران

فقد اكد الرئيس روحاني خلال لقائه رئيس مجلس الدوما الروسي "فيتشيسلاف فولودين" على ضرورة استمرار التعاون بين البلدين حتى تحقیق النتيجة المرجوة واصفا علاقات التعاون بين ايران وروسيا بانها ودية ومتنامية.

وقال روحاني: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية على استعداد لاستخدام جميع الامكانيات المتاحة لديها لتنمية العلاقات الشاملة مع روسيا، وان الدول الاخرى ليست قادرة على المساس بالعلاقات بين البلدين على الاصعدة الثنائية والاقليمية والدولية.

واضاف: ان العلاقات ومجالات التعاون بين البلدين كانت ودية للغاية في السنوات الماضية، حيث لاحظنا تطور مستوى العلاقات بين البلدين على جميع الاصعدة.

واوضح رئيس الجمهورية ان العلاقات بين طهران وموسكو شهدت في غضون السنوات الخمس الماضية تحركا جديدا من خلال سعي واهتمام المسؤولين الايرانيين والروس، وقال: لحسن الحظ فقد تمت الاستفادة بشكل جيد في السنوات الاخيرة من الطاقات والقدرات المتاحة في سياق تنمية التعاون والعلاقات بين البلدين.

واضاف روحاني: ان التعاون في مجالات الطاقة والاستثمار المشترك والزراعة والمواصلات ومن بينها انشاء خط سكك حديد اينجه برون – كرمسار، من النماذج الناجحة للتعاون الثنائي بين ايران وروسيا.

وتطرق رئيس الجمهورية الى ضرورة الاسراع في تنفيذ الاتفاقيات المبرمة بين البلدين، معربا عن أمله في ان يتخذ البرلمانين الايراني والروسي خطوات ايجابية لدعم الحكومتين في مسار الاسراع في تنفيذ الاتفاقيات وتنمية الروابط الاقتصادية بين البلدين.

واشار روحاني الى التعاون الايجابي بين ايران وروسيا في مختلف المجالات ومن بينها الطاقة والشؤون العلمية والتقنية والتعاون الاقليمي، مضيفا: ان المشاورات والتعاون بين ايران وروسيا في القضايا الاقليمية لاسيما في مجال تسوية الازمة السورية يجب ان يستمر حتى تحقیق النتيجة المرجوة.

ولفت رئيس الجمهورية الى مشروع ربط سكك حديد بندرعباس /جنوب/ بمدينة آستارا /شمال غرب/ عبر مدينة رشت،وقال: الاستفادة من هذا المسار من شأنه تقليل مدة شحن السلع من الهند الى موسكو الى النصف.

من جانبه وصف رئيس مجلس الدوما الروسي "فيتشيسلاف فولودين" تنمية العلاقات الودية بين ايران وروسيا بانها تحظى بالاهمية، مضيفا: لحسن الحظ فان العلاقات بين طهران وموسكو تطورت بسرعة في السنوات الماضية وتنمو حاليا استنادا الى اهتمام وصداقة رئيسي البلدين.

واشار رئيس مجلس الدوما الروسي الى ضرورة توسيع التعاون البرلماني بين البلدين في اطار ايجاد نماذج مناسبة في تشريع القوانين لتطوير العلاقات الثنائية اكثر من السابق.

واعتبر فولودين تسوية المشاكل القائمة في مسار تطوير الروابط المصرفية بين البلدين ، عاملا مهما في توسيع العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وقال: ان الرئيس الروسي وقع على اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الاوراسي وايران، ونأمل ان يتم المصادقة عليه ايضا من قبل البرلمان الايراني بأسرع وقت ممكن.

واضاف رئيس مجلس الدوما الروسي: هناك ارادة جماعية في روسيا لتنفيذ الاتفاقيات مع ايران بشكل كامل، وسنبذل الجهود في هذا الاتجاه.

وعلى هامش المؤتمر الدولي الثاني لرؤساء برلمانات الدول الست ايران وروسيا والصين وباكستان وافغانستان وتركيا في طهران، وخلال استقباله رئيس البرلمان التركي بن علي يليدريم، اشاد الرئيس روحاني بالموقف الجيد للرئيس رجب طيب اردوغان والحكومة التركية ازاء الحظر الاميركي اللاقانوني ضد ايران وقال، ان ايران تثمن اهتمام رئيس الجمهورية والحكومة التركية بتطوير التعاون مع الجمهورية الاسلامية الايرانية وترحب بذلك.

واضاف، ان ايران ترغب بتنفيذ الاتفاقيات المبرمة بين البلدين على وجه السرعة لتطوير التعاون في مختلف المجالات ومنها الطاقة والتعاون المصرفي.

ورحب روحاني بالمواقف البناءة للرئيس التركي حيال قضايا العالم الاسلامي واضاف، انه لا ينبغي الرضوخ لقرارات خاطئة ومناقضة لمصالح المنطقة، اجراءات تؤثر على الصداقة والتعاون بين دول المنطقة.

وتابع قائلا، ان ايران وتركيا وروسيا قررات خلال الاجتماع الاخير بان تتابع فضلا عن القضايا الامنية بالمنطقة، قضايا متعلقة بالتعاون الاقتصادي المشترك وان هذا التعاون بين دول المنطقة قد اثمر عن نتائج جيدة خلال الاعوام الاخيرة.

واعتبر نتائج مؤتمر رؤساء برلمانات الدول الست بطهران بانها مهمة جدا لجميع الدول خاصة ايران وتركيا واضاف، ان ايران وتركيا تواجهان مشكلة الارهاب منذ اعوام طويلة وكلما تعزز التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الارهاب سيتحقق المزيد من النجاحات في مكافحة هذه المعضلة ولقد كان هنالك تعاون جيد بين البلدين في هذا المجال خلال العقود الاخيرة على مستوى المنطقة.

من جانبه اشار رئيس البرلمان التركي الى ان العلاقات بين البلدين مبنية على اساس جذور تاريخية واواصر ثقافية وقال، ان تركيا ستواصل علاقاتها مع ايران مهما كانت الظروف وان اجراءات الحظر الاميركية ضد ايران خاطئة وغير مجدية.

واضاف، ان قضية الارهاب مهمة بالنسبة لتركيا على الدوام وتعد عدوا مشتركا لدول مثل ايران وتركيا ولا بد من تعزيز التعاون المشترك في مجال مكافحة هذه الظاهرة.

ووصف مبادرة التعاون بين ايران وتركيا وروسيا لمكافحة الارهاب بانها مفيدة ومهمة جدا واضاف، للاسف ان غالبية الاحداث الارهابية تقع في منطقتنا وان الغربيين يطلقون الشعارات فقط في مجال مكافحة الارهاب. ان مشكلة الارهاب في المنطقة يجب حلها وتسويتها على اساس السبل الاقليمية فحسب وان تدخلات القوى من خارج المنطقة انما تؤدي للمزيد من تعقيد المشكلة.

واكد يليدريم بان تجربة التعاون متعدد الاطراف بين دول المنطقة كانت مثمرة جدا وقال ان تركيا تحمل ارادة جادة لتعزيز وتطوير التعاون متعدد الاطراف مع دول المنطقة.

كما التقى الرئيس حسن روحاني على هامش مؤتمر رؤساء برلمانات الدول الست رئيس البرلمان الافغاني عبدالرؤوف ابراهيمي وقد اعتبر الرئيس الايراني ان العلاقة مع كابول تتجاوز مجرد كونها علاقات جوار لذا فان دحر الارهاب وارساء الامن والاستقرار والتنمية الاقتصادية في افغانستان يحظيان باهمية مضاعفة بالنسبة لايران.

وقال الرئيس روحاني، ان العلاقات بين ايران وافغانستان متنامية في مختلف المجالات ولقد مدت ايران خط سكك الحديد الى الحدود بين البلدين وهي على استعداد لربط هذا الخط مع هرات في الداخل الافغاني.

واكد بان ايران تسعى من اجل الانتهاء سريعا من خط سكك الحديد بين جابهار وزاهدان ومن ثم ربطه بافغانستان واضاف، ان منطقة جابهار تعد فرصة ممتازة لتطوير التعاون الاقتصادي بين البلدين وفرصة مناسبة للاستثمار الاقليمي.

واشار الرئيس روحاني الى مشكلة انتاج وتجارة المخدرات واضاف، ان مشكلة المخدرات سببت اضرارا كبيرة للشعبين الايراني والافغاني وان حلها جديا رهن فقط بالتعاون المتبادل، وان ايران في ضوء الخبرات التي تمتلكها في هذا المجال على استعداد لدعم الحكومة الافغانية في مجال مكافحة زراعة الخشخاش وتنمية الزراعات البديلة.

من جانبه اعرب رئيس البرلمان الافغاني عن سروره لهذا اللقاء وقال، ان ايران وافغاستان تربطهما الكثير من المشتركات القومية والثقافية وان الشعب الافغاني ينظر لايران كجار وقف الى جانبه في الظروف الصعبة دوما.

واضاف ابراهيمي، ان ايران وافغانستان كلاهما ضحية للارهاب في المنطقة والعالم ونحن نعتقد بان التعاون بين افغانستان وايران في مجال مكافحة الارهاب لا يخدم مصلحة البلدين فحسب بل يصب في مصلحة المنطقة كلها ومن شانها ان تؤدي الى نشر الاستقرار والاسراع بالتنمية في المنطقة.

واشاد باستضافة ايران اللائقة للمهاجرين الافغان واضاف، ان توفير امكانية الدراسة لابناء المهاجرين الافغان في ايران يعد من اكبر الخدمات التي تقدمها ايران للشعب والحكومة الافغانية.

وتابع قائلا، ان افغانستان تعتبر مكانة جابهار مهمة جدا في تنمية التعاون الاقليمي وتحمل ارادة جادة لتطوير تعاونها مع ايران.

واكد بان مشكلة المخدرات بانها سببت اضرارا كبيرة لافغانستان وسمعة شعبها صاحب الحضارة والثقافة العريقة واضاف، ان افغانستان ترغب بالتعاون مع الجمهورية الاسلامية الايرانية في مختلف المجالات ومنها مكافحة المخدرات ولها ثقة كاملة بايران في هذا التعاون.

كما استقبل الرئيس الايراني ايضا في طهران رئيس البرلمان الباكستاني اسد قيصر في طهران معتبرا ان التصدي الشامل للارهاب والتطرف يكتسب الاهمية للجميع.

واضاف، ان الكثير من هذه المجموعات الارهابية قد صنعت في الحرب بالوكالة بين اميركا والاتحاد السوفيتي السابق لكنها اتخذت اهدافا وصورا اخرى في استمراريتها.

ولفت الى ان القوى الكبرى صنعت المجموعات الارهابية بعد انتصار الثورة الاسلامية وان داعمي نشاطات هذه المجموعات في ايران هم اميركا والغرب والكيان الصهيوني.

وفي سياق آخر اشار الى ضرورة توطيد العلاقات الشاملة بين ايران وباكستان لاسيما في مجال مكافحة الارهاب، واصفا انعقاد هذا المؤتمر بالمبادرة الطيبة والمفيدة للامن وتنمية التعاون الاقليمي.

ووصف روحاني ايران وباكستان بالبلدين المسلمين الشقيقين والجارين وانهما ارتبطا بعلاقات حميمة وثقافية طيلة التاريخ، مؤكدا على ضرورة اتخاذ خطوات جادة في مجال مكافحة الارهاب.

واعرب الرئيس الايراني عن اسفه لان حدود ايران مع باكستان يتم استغلالها من قبل المجموعات الارهابية فيما ينبغي ان تكون حدود صداقة واخوة.

واعرب عن امله بان تكون الحدود بين البلدين اكثر أمنا بفضل التعاون بين القوات المسلحة والامنية في كلا البلدين، وان يتم الافراج عن الجنود الايرانيين السبعة المختطفين في الاراضي الباكستانية بسرعة وعودتهم الى ايران بسلام من خلال النشاطات الجادة للجيش الباكستاني.

واكد استعداد ايران لتوطيد العلاقات الشاملة اقتصاديا وثقافيا وعلميا مع باكستان مؤكدا على ضرورة تمتين الاواصر المصرفية بين طهران واسلام اباد والعمل على تذليل الصعوبات والمشاكل في هذا المضمار.

كما اعتبر؛ مينائي جابهار في ايران وكواتر في باكستان بمثابة فرصة تستخدم لتوطيد العلاقات بين البلدين، موضحا ان الوصول الى الصين عبر ميناء كواتر والوصول الى روسيا وآسيا الوسطى والقوقاز وشرق اوروبا وشمالها عبر ميناء جابهار يجعل هذين المينائين يكمل احدهما الآخر.

واعرب عن استعداد ايران لتأمين الطاقة المستديمة التي تحتاجها باكستان ومنها الغاز والنفط والكهرباء لأمد بعيد، معربا ان امله ان تستخدم ايران وباكستان البلدان الصديقان والجاران المرتبطان بقواسم واهداف مشتركة، هذه الفرصة بصورة طيبة واتخاذ خطوات تصب في مصالح شعبيهما.

واكد على ضرورة التصدي لغطرسة اميركا وحظرها في مجال تنمية العلاقات بين البلدان الصديقة والبحث عن سبل مناسبة لتعزيز العلاقات وتمتين الاواصر فيما بينها.