ظريف في منتدی الدوحة:

لا تفاوض مع أميرکا بشأن الاتفاق النووي وصواريخنا الدفاعية

لا تفاوض مع أميرکا بشأن الاتفاق النووي وصواريخنا الدفاعية
السبت ١٥ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٠٤ بتوقيت غرينتش

منذ ثمانية عشر عاما تعقد الدوحة المؤتمر السنوي المعروف بمنتدی الدوحة بهدف إيجاد منصة عالمية لحوار حضاري تجمع شخصيات سياسية رفيعة المستوی و قادة فکر ووکالات حکومية ومنظمات المجتمع الدولي. من هنا فقد استغل وزير الخارجية الايراني ظريف هذه الفرصة الطيبة لکي يردد مرة اخری امکانية التفاوض مع الولايات المتحدة التي لا تلتزم حتی بالحد الأدنی من المواثيق والقوانين الدولية، ويفند للمرة الألف المزاعم العربية والأمريکية بشأن تدخل ايران في المنطقة وتزويد انصار الله بالأسلحة.

العالم- تقارير

وکان أول منتدی قد عقد في العام 2001 تمهيدا للاجتماع الوزاري لمنظمة التجارة العالمية بالدوحة في نوامبر من العام ذاته. و حمل المنتدی اسم المؤتمر القطري الامريکي للديمقراطية والتجارة الحرة وتناول مسائل مهمة وحيوية شملت التجارة الحرة وحقوق الإنسان والحقوق الاقتصادية وحرية الصحافة والانسجام الديني و... في ضوء الخلافات السياسية. کما تناول المنتدی قضايا بارزة في الأعوام التالية منها تحديات الطاقة في العالم والاستقرار والازدهار للجميع وقضايا التنمية وحقوق الإنسان واللجوء والهجرة و...الخ.

واليوم السبت عقدت الجلسة الافتتاحية للمنتدى بعنوان "صياغة السياسات في عالم متداخل" كما يتناول أكثر من 25 جلسة على مدار يومين ويرکز علی أربعة محاور أساسية:

1- محور الأمن: يتضمن مستقبل أمن الفضاء الإلكتروني وكيفية تعامل الدول لتحقيقه

2- محور السلام والوساطة: يتضمن تسهيل عملية السلام في دول الساحل الافريقي

3- محور التنمية الاقتصادية: يناقش قدرة الأسواق الناشئة على إحداث النمو وتأثيرها على الاقتصاد العالمي

4- محور الاتجاهات والتحولات: يبحث في التغيرات السياسية العالمية، ومن بينها دور روسيا العالمي المتطور

ولن يُغفل المنتدى قضايا عربية محورية، حيث سيناقش بجلساته النضال في سبیل "العدالة" بفلسطین وسوریا والیمن.

وکالعادة شاركت بالمنتدى نخبة من صناع القرار والسياسات حول العالم، وممثلو القطاع الخاص والمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية، ومن أبرز الشخصيات المشاركة الأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة ورئيس وزراء الصومال ووزراء خارجية دول عدة منها اْران وتركيا واليابان ورومانيا و...

وافتتح أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد صباح اليوم السبت منتدى الدوحة تحت عنوان "صنع السياسات في عالم متداخل". وخلال كلمة الافتتاح، قال الشيخ تميم إن النزاعات الشمولية والإقصائية تجتاح العالم وتنتج أنظمة لا تعترف بحقوق الإنسان، معتبرا أن القمع والاستبداد والانتهاكات أصبحت تمثل تهديدا للإنسانية.

وتابع ان التطور التكنولوجي والفضاءات المفتوحة جعلت من الصعب تكميم الأفواه واحتكار الكلمة. ولفت الی أن موقف بلاده من حل الازمة بين دول الخليج الفارسي لم يتغير، والذي يتلخص في الحوار وعدم التدخل في شؤون الدول الداخلية.

وممن القی خطابا في المنتدی وزير الخارجية الإيراني ظريف؛ فقد نفى أن تكون بلاده تمد انصارالله بالصواريخ واعلن أن انصارالله تقاتل بالسلاح الذي أمدتهم به السعودية إبان فترة حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح ، کما قال إن السعوديين والإماراتيين يحولون بالقذائف الأميركية والبريطانية اليمن إلى جحيم، مشيرا إلى أن السعودية تفتعل الأزمات في المنطقة، كالحرب في اليمن وحصار قطر وقتل المعارضين "لأنها تعتقد أن ذلك في مصلحتها".

وفي سياق الحديث عن الحظر الأميركي المفروض على طهران، قال ظريف إن ايران يمكنها أن تحيا أربعين عاما أخرى تحت الحظر.

واكد ظريف" انه ليس هناك ما يدعو للتفاوض مجددا مع اميركا، داعيا واشنطن الى الوفاء بالتزاماتها في الاتفاق النووي.

وقال ظريف في جلسة مداخلات في منتدى الدوحة 2018 في معرض رده على سؤال حول اجراءات الادارة الاميركية ضد ايران: اذا اراد ترامب حاليا التفاوض مع ايران، فعليه ان يحدد هدفا معينا لهذه المفاوضات، ثم عرّض بمحادثات الرئيس الاميركي مع الزعيم الكوري الشمالي، وقال بتهكم: نحن لا نتفاوض من اجل التقاط صورة تذكارية والتوقيع على وثيقة حوار مكونة من ورقتين.

واعتبر التزام الأمريکان بالقوانين مستحيلا. لکنه طالبهم بالالتزام بادنی مستوی منها علی الأقل.

واكد ظريف ان الاتفاق النووي کان منجزا دبلوماسيا كبيرا والمجتمع الدولي كله يريد للاتفاق ان يبقى الا ان اميركا عملت كل ما بوسعها لاضعافه وتقويضه.

واعتبر ان هناك فرصة للحوار، لكن يجب علی امريکا أولا الالتزام بنتائج المحادثات التي أجرتها في الماضي.

ونفی أي تفاوض في المستقبل حول البرنامج الصاروخي الايراني، معتبرا ان اميركا ليست في موقع يؤهلها للتحدث حول القرار 2231 الصادر عن مجلس الامن الدولي، بعد ما انتهکت الاتفاق النووي.

وشدد علی ان الصواريخ الايرانية دفاعية ونحن بحاجة لها للردع، وان نفقاتنا العسكرية هي اقل بكثير من الدول الاخرى في المنطقة ولهذا السبب فقد قلنا منذ البداية بان صواريخنا غير قابلة للتفاوض.

وحول مستقبل العلاقات بين ايران والسعودية وخاصة بعد وصول محمد بن سلمان الى السلطة، اوضح ظريف ان السعودية لا تريد خفض حدة التوتر، وان السعوديين يعتقدون ان زيادة التوترات تصب بمصلحتهم، مشيرا الى تعاملهم مع قطر واحتجازهم رئيس وزراء لبنان، والعدوان على اليمن.