ايران ترحب بنتائج مشاورات السويد وتعتبرها متطابقة لسياستها تجاه العدوان

ايران ترحب بنتائج مشاورات السويد وتعتبرها متطابقة لسياستها تجاه العدوان
الأحد ١٦ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٢٥ بتوقيت غرينتش

اختتمت مشاورات السويد الخميس الماضي برعاية دولية حيث اعلن الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش عن ابرام اتفاق بين الجانبين بشأن الحديدة ويشمل وقفا لاطلاق النار وانسحاب القوات واعادة انتشارها خارج الموانئ والمدينة کما يشمل دورا قياديا ورقابيا للامم المتحدة لضمان استمرار الهدنة وتدفق المساعدات، ويبدو ان نتائج هذه المشاورات قد لقيت استحسان ايران اذ اعتبره المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي متطابقة للسياسة التي انتهجتها بلاده تجاه العدوان.

العالم- تقارير

ان قضية الاسری والحديدة هما ما اتفق عليه الجانبان واخفقا في بقية اجراءات بناء الثقة. لذا فغالبية القضايا رُحّلت للبحث في جولة مشاورات جديدة في النصف الثاني من کانون الثاني/ يناير القادم من دون توفير ضمانات لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في السويد.

وسيشکل المبعوث الدولي لجنة مشترکة لايجاد حلول لقضية حصار تعز قبل حلول موعد جولة المشاورات المقبلة ويسعی ايضا الی التوصل لاتفاقات بشأن البنك المرکزي ومطار صنعاء.

وقد أسفر النزاع في اليمن عن مقتل نحو عشرة آلاف شخص ودفع 14 مليونا إلى حافة المجاعة.

اما الموقف الايراني بشأن المحادثات فقد جری علی لسان المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي، الذي اشار الى ان نتائج مشاورات السويد جاءت متطابقة للسياسة التي انتهجتها ايران تجاه العدوان .

وقال قاسمي في مقابلة خاصة مع قناة العالم إن الحل في اليمن، لن يكون حلاً عسكرياً، بل يكون سياسياً لوضع حد للعدوان.

وأضاف قاسمي:"يجب إيصال المساعدات الانسانية وايجاد ظروف ملائمة للشعب اليمني للعيش بكرامة".

وطالب قاسمي الامم المتحدة بالتمهيد لبدء حوار يمني- يمني يمكن أن ينتهي بانهاء الازمة التي تحولت الی كارثة انسانية.

واوضح ان ايران طالبت منذ البداية بوقف العدوان وايصال المساعدات ووقف اطلاق النار لتوفير الأرضية للمحادثات اليمنية .

من جانبه رحب موقع "بلومبيرغ" الأميركي في مقاله الافتتاحي بإعلان وقف إطلاق النار في اليمن ، وقال إن الاتفاق لم يكن ليتحقق من دون ضغط أميركي على السعودية!!

ويشير الموقع إلى أن وقف إطلاق النار هذا جاء بعد مفاوضات صعبة في السويد الأسبوع الجاري، حيث وافقت الحكومة اليمنية في المنفى وجماعة الحوثيين التي تسيطر على جزء كبير من البلاد على هدنة في مدينتين رئيسيتين هما الحديدة وتعز.

ويضيف بلومبيرغ في افتتاحيته أنه قد يفتح المطار في العاصمة صنعاء قبل المحادثات القادمة في يناير/كانون الثاني 2019، وأنه سيتم تبادل آلاف السجناء.

ويقول إن أهم الخطوات المتوقعة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار هو ما يتمثل في إعادة فتح ميناء الحديدة على البحر الأحمر الذي يتعامل مع 80% من واردات اليمن الغذائية.

هذا وقد تجددت الاشتباكات اليوم الأحد للمرة الثالثة بين القوات الحكومية وفصائل المقاومة جنوبي مدينة الحديدة غربي اليمن منذ اتفاق السويد الخميس الماضي.

ووفق التقارير فالقتال لا يزال مستمرا، وإن دوي الانفجارات لم يتوقف في الأحياء الجنوبية والشرقية للمدينة، حيث مناطق التماس بين قوات الطرفين.

وأعلن الأمين العام للامم المتحدة توصل أطراف النزاع في اليمن إلى اتفاق على تبادل نحو 16 ألف أسير، وآخر بشأن الحديدة يشمل وقفا لإطلاق النار في المحافظة، وانسحاب جميع القوات المقاتلة من مينائها الذي يشكل شريان الحياة لملايين المواطنين.كما توصلت إلى تفاهمات بشأن التهدئة وفتح المعابر في محافظة تعز، في حين أخفقت في التوصل إلى تفاهمات بملفي الاقتصاد والبنك المرکزي، ومطار صنعاء.

وقال عضو المكتب السياسي لفصائل المقاومة سليم المغلس إن وقف اطلاق النار في الحديدة سيدخل حيز التنفيذ يوم 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

من جهته قال رئيس اللجنة الثورية العليا للحوثيين محمد علي الحوثي في تغريدة على تويتر: إن المبعوث الأممي سلم رئيس وفد الحوثيين رسالة تحدد موعد وقف إطلاق النار في الحديدة وفق الاتفاق الذي أعلن في السويد.

وأضاف الحوثي أنه يأمل أن تلتزم قوات التحالف وحلفاؤها بهذا الاتفاق ميدانياً في موعده، وأن يكون بداية لإنهاء ما وصفه بالعدوان.

وكان مبعوث الامم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث قال إن أطراف النزاع أبلغوه بموافقتهم على تولي الأمم المتحدة مراقبة ميناء الحديدة.

وأشار غريفيث إلى أن الانسحاب المتفق عليه يرتكز أولا على الاحتياجات الإنسانية، وأن التركيز في المرحلة الحالية سيكون على فتح الممرات الإنسانية في الحديدة وتعز.

وينص اتفاق الحديدة الذي وقع عليه طرفا المشاورات في السويد؛ على وقف فوري لإطلاق النار في محافظة ومدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، يدخل حيز التنفيذ فور توقيع الاتفاق.

وأكد الوفد أن مشاركته في محادثات السويد مثلت رسالة للعالم، مفادها أن القيادة السياسية في صنعاء تسعى الى السلام العادل والمشرف، وحريصة على تخفيف معاناة الشعب اليمني.

ومهما یكن من امر المشاورات فالشيء الذي لا شك فيه هو ان الشعب اليمني الباسل قد تمكن من فرض ارادته علی تحالف العدوان واثبت مرة اخری ان المقاومة المشروعة ستنتصر وان طال بها الزمان.