لا "داعش" انتهت ولا "هجين" تحررت!

لا
السبت ٢٢ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٥:٤٣ بتوقيت غرينتش

العالم- الخبر واعرابه

الخبر:

اعلن مسؤول المکتب الإعلامي للميليشیات الکردية عن تکثيف داعش لعمليته العسکرية في "هجين" لاسيما بعد اعلان امريکا عن انسحابها من سوريا ، مؤکدا علی أن الأکراد لوحدهم تمکنوا من تحرير 35 في المئة من "هجين" .

التحلیل:

بغض النظر عن موعد تنفيذ المزاعم بشأن انسحاب امريکا من سوريا فإن من الواضح أن أکاذيب ترامب لا نهاية لها.

إن ترامب بتأکيده علی هزيمة داعش في شمال سوريا وبتأکيده علی أنه ليس هناك ما يدعو الی البقاء في هذا البلد قدّم وعودا بشأن الانسحاب من سوريا في حين أن هذا المسؤول الإعلامي الکردي يعلن رسميا أنه لم يتحرر من هجين السورية- التي تعتبر قاعدة ووکرا في شمال هذا البلد لدواعش سوريا- الا حوالي 35 في المئة.

وإن تزايد هجوم داعش في هذه المنطقة يعني أن ترامب لا ينوي أساسا القضاء التام علی داعش في سوريا .

وبينما یری الکثير من المتابعين للقضايا السياسية والعسکرية أنه من الصعب، الظن بأن امريکا قد تخلت بسهولة عن 12 قاعدة عسکرية لها في سوريا لکن یری البعض ان من الأسباب الکامنة وراء اعلان ترامب عن انسحابه المفاجئ من سوريا هو حرف الأنظار والرأي العام بشکل کامل عن قضية قتل خاشقجي وتورط بن سلمان في مقتله.

ووفقا لهذا المنظور فيجب أن ننتظر لنلاحظ ما يقدمه بن سلمان لترامب ازاء هذه الخدمة في المستقبل القريب.

ويری ترامب أن داعش- وبعد اعلان امريکا الانسحاب من سوريا- سينشغل بالأکراد والاتراك سينشغلون بالأکراد كما أن سوريا سترکز علی الاتراك وأخيرا روسيا وايران توليان جل اهتمامهما لداعش وباقي الجماعات الارهابية. وفي ظروف کهذه فبامکان امريکا أن تتمركز في اربيل وتقوم برصد اوضاع منافسيها والأعداء ومعارضي سیاساتها في المنطقة دون أية تکلفة وتستغل هذه الاوضاع والظروف بأفضل طريقة ممکنة من خلال استنفاد قوی كل هذه الأطراف.

وانطلاقا من هذا المنظور سيتم ذبح الأکراد في مسلخ المصالح الامريکية، لکن ترامب في المقابل سیرصد معارضي سياساته داخل امريکا من جهة ومن جهة أخری فانه سيقصيهم من مناصبهم في حکومته ویستعرض علی الارجح اهمية حضوره في سوريا للجميع وبخاصة لأکبر شريکه الاستراتيجي أي اسرائيل.