اعتداءات صهيونية وخرق للاجواء اللبنانية والدفاعات السورية تثبت قدراتها

دمشق: ليلة جديدة ترسم خطوطها الدفاعات الجوية السورية

دمشق: ليلة جديدة ترسم خطوطها الدفاعات الجوية السورية
الخميس ٢٧ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٤:١٢ بتوقيت غرينتش

ضجيج عدوان الكيان الاسرائيلي ليلة الميلاد المجيد، شكل ملامح جديدة في دمشق، للاحتفال بهذا العيد المقدس، مع اسقاط الدفاعات الجوية السورية معظم الصواريخ قبل الوصول إلى أهدافها، واقتصرت أضرار العدوان على مخزن ذخيرة وإصابة ثلاثة جنود بجروح.

العالم - قضية اليوم

الميلاد هذا العام حمل معه للسوريين الثقة الاكبر بمنظومة الدفاع الجوي، التي اتسعت بحجم السماء، في حين ضاقت الارض على الصهاينة وضيقت عليهم، بعد سقوط صاروخ في الجليل الاعلى، واستنفرت على اثره منظومة الدفاع الجوي، في رسالة واضحة ان الرد قاب قوسين او ادنى، ومن الواضح جدا في هذا العدوان ان منظومة الحماية السورية يحسب لها الف حساب، ما يرفع منسوب القلق في الكيان المحتل، الذي حاول استدراج الدفاعات الجوية السورية، لمعرفة مواقع سلاح الدفاع الجوي اس 300 في سوريا بهدف استهدافها فيما بعد، في محاولة من حكومة نتنياهو الحصول على أجوبة على اسئلة تدور في اروقة الحكومة الامنية المصغرة، فكان العدوان، لمعرفة منظومة الدفاع الجديدة الموجودة لدى الجانب السوري، ثانيا لتخفيف قدرات الدفاع الجوي السوري والقدرة النارية.

صواريخ الدفاع الجوي السورية التي شاهدناها بالعين المجردة في دمشق تستهدف الصواريخ الاسرائيلية التي جاءت من الاجواء اللبنانية، جعلنا ندرك بأن هناك تكتيكا يستخدمه الجانب السوري، وهو التعاطي مع المرحلة حسب العدوان، وطبيعته، بمعنى تختار القيادة العسكرية نوعية السلاح المستخدم في رد العدوان وافشاله، والمناطق التي يتم الاطلاق منها، وحتى غزارة الصواريخ، كل هذه القضايا من الناحية العسكرية مرتبطة بطبيعة هذا العدوان، وضمن خطة مدروسة تنفذها الدفاعات الجوية السورية، التي صفعت نتنياهو من جديد، والذي يحاول الهرب الى الامام من خلال تحقيق اي انجاز لرفع مستوى شعبيته، بعد الاعلان عن انتخابات الكنيست المبكرة، تلك الشعبية التي سقطت بقدرة الصورايخ الفلسطينية على اختراق القبة الحديدية، واسقطت معها وزير الحرب افيغدور ليرمان، لتسقط الحكومة كلها بفعل صاروخ مقاوم، شاركت سورية في نقل عدد منها الى فلسطين، او على الاقل نقل تقنيات صناعتها الى هناك.

وهنا لا بد ان نذكر ان الانتصار في سورية، سيعجل من اطاحة حكومة نتنياهو، كما أطاحت حرب تموز عام 2006 رئيس الأركان في كيان العدو الجنرال دان حالوتس، ومن ثم رئيس الوزراء ايهود اولمرت الذي حملته لجنة فينو غراد مسؤولية الإخفاقات في الحرب، وبقراءة سريعة لمجمل مواقف المسؤوليين في الكيان، فإن ترجمته العملية تقول: لقد هزمنا في سورية، وبالذات بعد الصفعة القوية التي وجهتها الادارة الامريكية لمشروع الكيان في المنطقة، بعد اعلان ترامب قرار الانسحاب، هذه الصفعة مازالت ساخنة على خد نتنياهو وحكومته، الذين يحاولون من خلال هذا العدوان في ليلة الميلاد ان يقولوا، ايها العالم، نحن مازالنا موجودين، وان هناك خطرا، الا ان صدى هذا الصوت لا يسمع، في الاوساط السياسية في العالم.

ان المسرحية التي دفع بها نتنياهو الى واجهة الاحداث في شمال فلسطين المحتلة، تحت مسمى "درع الشمال"، لم تلفت انتباه الداخل الاسرائيلي عن اخفاقات هذه الحكومة، وبالذات في قضايا الفساد وانتصار غزة، ما دفع نتيناهو للتفكير بجولة استعراض جديدة، فشلت بالطبع، بتحقيق اي هدف اعلامي او سياسي، للحكومة الفاشية في الكيان الغاصب، وثبتت ان بوصلة الانتصار المستمر في سورية، لا تأبه بعربدة كيان العدو، لترسم وحدات الدفاع الجوي السورية الوجه الآخر من المشهد في وقت لا تزال ثرثرة النظام الامريكي، تدور في هواء الهزيمة ويصرخ بجانبه الكيان الاسرائيلي

حسین مرتضی