عودة لحقبة الاستعمار.. عين الامارات على سقطرى اليمنية

عودة لحقبة الاستعمار.. عين الامارات على سقطرى اليمنية
الإثنين ٣١ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٠٢ بتوقيت غرينتش

في كشف واضح وصريح عن نواياها الاستعمارية وفي تزييف جديد للتاريخ، زعم مسؤول إماراتي أن جزيرة سقطري اليمنية ستضم إلى بلاده، مؤكدا أن مسألة الحاقها بالإمارات، وتجنيس سكانها أمر مفروغ منه. الامر الذي اثار سخط اليمنيين الرافضين لمثل هذه الممارسات.

العالم - تقارير

فقد انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو مسرب يظهر أحد المسؤولين الاماراتيين يتوعد اهالي جزيرة سقطرى اليمنية بضمها إلى الامارات وتجنيس أهلها بالجنسية الاماراتية.

وكشف المسؤول الذي قالت بعض حسابات التواصل الاجتماعي أنه ضابط اماراتي عن خطّة لمنح الجنسية الإماراتية إلى أبناء أرخبيل سقطرى اليمنية. قائلا: "أؤكّد لكم بإذن الله بأن أهل سقطرى سيكونون جزءاً من الإمارات، ويستحقّون الجنسية بدون طلب".

وذكرت بعض المواقع ان لقاء جمع المسؤول بإمارة عجمان مع شيوخ وأفراد من أرخبيل سقطرى. وزعم أن: "علاقة قديمة تجمع الإماراتيين بأبناء سقطرى لذلك فهم يستحقّون الجنسية؛ فقد كان بيننا وبينهم ملحمة وتاريخ وحياة"، مضيفاً، "ثلثا مواطني إمارة عجمان يعود نسب آبائهم وأجدادهم إلى سقطرى." وتابع مؤكدا: "وبالنسبة للجنسية فهو أمر مفروغ منه".

هذه الادعاءات اثارت جدلا واسعا فعبرت أحزاب اللقاء المشترك عن استهجانها مزاعم الإمارات أن سقطرى إماراتية وأن هناك علاقة وتاريخ بين الإمارات وأبناء سقطرى منذ القدم. مؤكده أن الإمارات فاقدة الحضارة والتاريخ تحاول أن تبحث وتوجد لها تاريخ بتلك الحجج والمزاعم الباطلة.

واعتبرت ذلك الحديث السيء من قبل المسؤول الإماراتي عن منح أبناء سقطرى الجنسية الإماراتية يكشف عن أطماع الإمارات لجزيرة سقطرى كما هو واضح في ممارساتها على الأرض وسرقتها للآثار والأشجار والطيور النادرة في الجزيرة إلى الإمارات.

وأكدت أحزاب اللقاء المشترك أن سقطرى يمنية وستظل يمنية رغم المحاولات الإماراتية التي تستغل الوضع الراهن للبلاد في ظل العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي، ووضع أبناء سقطرى البسيط والبعيد عن الصراع.

اما على الصعيد الشعبي فقد أثار المقطع الفيديو جدلا واسعا في أوساط الناشطين اليمنيين، الذين عبروا عن ادانتهم لهذه التصرفات الحمقاء، التي تقوم بها دولة الامارات، في مشهد احتلال واضح، كاشفا عن أهدافها الحقيقية من حربها التي تشنها على اليمن، للعام الرابع على التوالي.

وأكد بعض رواد التواصل أن الأرض لا تشترى بالجنسيات والوعود. فيما أكد البعض الآخر على أن الوضع المعيشي المتردي في اليمن والعدوان لن يمنعا أبناءه من الدفاع عن أرضهم، وأنهم سيطردون أي قوات اجنبية مهما كان.

الممارسات الإماراتية بأرخبيل سقطري اليمني لم تختلف عن أطماع المستعمرين الذين مروا عليه من الاحتلال البرتغالي عام 1507 حتى عام 1511، ثم الاحتلال الإنجليزي من 1893 حتى عام 1967، وجميعهم رحلوا في النهاية، مثل أي احتلال يجبره أصحاب الأرض على الخروج صاغراً.

والقاسم المشترك بين المحتلين القدامى والحاليين هو شهوة التوسع والنفوذ على الأرخبيل، الذي أصبح منذ خمس سنوات محافظة، نظراً لأهمية موقعه الجغرافي والاستراتيجي والعسكري في الممر الدولي البحري، الذي يربط المحيط الهندي ببحر العرب، مروراً بمضيق باب المندب، على بعد 300 كم من سواحل اليمن.

وتوصف سقطرى بأكثر المناطق غرابة في العالم، وهي مصنفة من قبل اليونسكو، إحدى المحميات الطبيعية العالمية، ومن أهم مواقع التراث الإنساني، حيث يوجد فيها أكثر من 850 نوعاً من النباتات، منها 40 % نادرة ومستوطنة في الجزيرة، إضافة إلى 11 نوعاً من الطيور، لا توجد في أي مكان آخر من العالم.

وتتميز الحياة البحرية فيها بتنوع كبير مع تواجد 352 نوعاً من المرجان الباني للشعب، و730 نوعاً من الأسماك الساحلية، و300 نوع من السراطين، والكركند، والإربيان.

ولهذه الأهمية الفريدة والثروات المتنوعة، بدأت الأطماع الإماراتية على الجزيرة قبل حوالي عشر سنوات، عندما قام رجل الأعمال محمود فتح آل خاجة، بزيارات متكررة تحت لافتة العمل الخيري، ثم تطور لاحقاً إلى شراء أراضٍ شاسعة بملايين الريالات.

ومنذ أكثر من عام تحاول الإمارات السيطرة على الارخبيل، غير أنها أُرغمت على خروج قواتها العسكرية؛ بسبب الرفض الشعبي والرسمي اليمني والتنديد الدولي بالمخطط الاماراتي.

ومع تدخلها ضمن تحالف العدوان، وجدت الإمارات الفرصة المناسبة لتعزيز نفوذها بالجزيرة إلى درجة تشبه ممارسات الاحتلال، وكان ذلك دليلا على ان التحالف جاء لينفذ اجندته ولتحقيق أهداف خاصة.