اميرکا تطالب ايران الايفاء بالقرارات.. ورد ايراني صارم

اميرکا تطالب ايران الايفاء بالقرارات.. ورد ايراني صارم
الجمعة ٠٤ يناير ٢٠١٩ - ١١:٢١ بتوقيت غرينتش

من حين لآخر تُجدّد واشنطن مزاعمها ضد طهران وتطلق تصريحات واتهامات فارغة في محاولة منها للتهويل مما تصفه بـ "التهديد الايراني المتزايد" أو لاشاعة ما يُسمَّی "الايرانوفوبيا"، علّها تکبح المقبولية المستطردة لايران في المنطقة والعالم، وتَحول بينها وبين التقدم التکنولوجي والعلمي من خلال عزلها وإبعادها عن الرقي والتطور؛ لکن هذه المحاولات لم يکتب لها النجاح بعدُ.

العالم- تقارير

والادلة علی فشل اميرکا وعجزها عن تطويق ايران کثيرة، منها علی سبيل التمثيل -لا الاستقصاء والحصر- ما نلاحظه من ارتباك ساسة اميرکا ازاء الوعي الاسلامي المتصاعد في المنطقة، وتنامي النفوذ الايراني فيها، وانسحاب اميرکا ذاتها من عدد من المواثيق والاتفاقيات والقرارات الدولية منها مثلا الاتفاق النووي المبرم في عهد اوباما وانتهاك معاهدة باريس والانسحاب من اليونسکو و... ما يشي بأن سياساتها تفتقر اليوم الی الحکمة الشاملة والوعي الکافي، کما يدل بوضوح علی ان اميرکا تعجز عن ان تُخضع کلَّ الشعوب کلَّ الوقت، وان تفرض سياساتها عليها.

وکالمعتاد من ساسة البيت الأبيض أصدرت الولايات المتحدة يوم الخميس تحذيرا استباقيا لإيران علی لسان وزير خارجيتها "بومبيو" عندما قال: "إن إيران أعلنت خططا لإطلاق ثلاثة صواريخ خلال الأشهر المقبلة تطلق عليها اسم مركبات فضائية مشيرا إلى أنها تستخدم تكنولوجيا مماثلة تماما لتلك المستخدمة في الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.

وأضاف بومبيو: "لن تقف الولايات المتحدة موقف المتفرج تجاه السياسات المدمرة للنظام الإيراني وهي تعرض الاستقرار والأمن الدوليين للخطر".

وتابع قائلا: "ننصح النظام الايراني بإعادة النظر في عمليات الإطلاق الاستفزازية تلك ووقف كل الأنشطة المرتبطة بالصواريخ الباليستية لتجنب مزيد من العزلة الاقتصادية والدبلوماسية".

واعتبر إطلاق مثل هذه الصواريخ بانه ينتهك قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231 الذي صدر لدعم الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين إيران وقوى عالمية، ولفت الی ان فرنسا وألمانيا وبريطانيا والعديد من الدول من مختلف أرجاء العالم أبدت قلقها الشديد كذلك.

والحق ان القرار المذکور لا يمنع ايران صراحة من القيام بمثل هذه الأنشطة، کما ان ايران رفضت التحذير الذي أصدره وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وقالت علی لسان وزير خارجيتها "ظريف" الذي کتب في تغريدة له علی تويتر: "ان إطلاق إيران مركبات فضاء وإجراءَها اختبارات صاروخية لا ينتهك القرار 2231. الولايات المتحدة تخرق القرار نفسه خرقا ماديا وعليه فإنها ليست في موضع من يلقي محاضرات وموعظة على الآخرين بشأنه".

وتابع ظريف قائلا: "التهديدات تولد التهديدات، مثلما أن الاحترام یجلب الاحترام".

وكانت وسائل الإعلام الإيرانية قد نقلت عن الجنرال قاسم تقي زادة نائب وزير الدفاع الايراني قوله في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني: إن إيران تعتزم إطلاق ثلاثة أقمار اصطناعية في الفضاء قريبا. وأضاف تقي زادة "الأقمار الاصطناعية صنعها خبراء محليون وستوضع في مدارات مختلفة".

وأطلقت إيران، في يوليو/ تموز 2017 صاروخا قالت إنه قادر على نقل قمر اصطناعي إلى الفضاء في عمل وصفته الإدارة الأميركية بأنه مستفز.

وفي وقت سابق من ذلك الشهر فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية جديدة على إيران بسبب برنامجها للصواريخ الباليستية.

ونفت طهران دوما أن تكون صواريخها مصممة لحمل رؤوس نووية، واعتبرت برنامجها الفضائي سلميا، لكن بعض الخبراء الغربيين یزعمون أنه ربما يكون غطاء لتطوير تكنولوجيا صواريخ حربية.

ان هذه التخرصات والمزاعم وبالتالي التهديدات التي يطلقها ساسة البيت الابيض من حين لآخر والحظر الذي فرضوه علی الشعب الايراني المسالم علی مدی أربعة عقود کل هذه انما تأتي نتيجة للسياسات المبدئية التي تنتهجها ايران في المنطقة والعالم، تلك السياسة التي تقوم قبل کل شيء علی عدم الاعتراف بشرعية کيان الاحتلال، وعدم الخضوع للغطرسة الاميرکية وطموحاتها، والدعم المستمر لفصائل المقاومة في المنطقة والعالم. فهل بامکان اميرکا ان تغض الطرف عن هذه الممارسات المبدئية وتراجع سياساتها القائمة علی التدخل في شؤون ايران الاسلامية وشؤون دول المنطقة والعالم؟ کلا..! فهذا ضرب من المستحيل!

د. نظري