معاني زيارة ظريف الذكية الى العراق

السبت ١٢ يناير ٢٠١٩ - ٠٥:٥٢ بتوقيت غرينتش

الخبر واعرابه - العالم

الخبر:

يزور وزير خارجية الجمهورية الاسلامية في ايران برفقة وفد تجاري واقتصادي كبير الى العراق فیما سافر قبل ذلك كل من ترامب ووزير خارجيته الى العراق في زيارتين لم يعلن عنهما مسبقا، فالاول انهى زيارته التي استغرقت 3 ساعات في قاعدة عسكرية اما الثاني فقد كشف عن زيارته للاعلام بعد مغادرته للعراق.

التحليل:

- يرافق ظريف في زيارته للعراق مدراء عدة شركات ناشئة حكومية وخاصة في وقت من المقرر ان يعقدوا فيه ملتقيات تجارية مشتركة بين البلدين في السليمانية وكربلاء. وتوحي هذه الزيارة وجدول اعمالها اولا بان المساعي الامريكية لإيجاد الفرقة بين ايران والعراق قد باءت بالفشل على الرغم من اجراءات الحظر الامريكية وزيارة بمبيو (التي تمت قبل 4 ايام من زيارة ظريف للعراق) طبعا. ثانيا ان رصد المشروع الرامي الى ايجاد شرخ بين الشعبين محكوم بالفشل اساسا واخيرا ان امريكا وفي ظل العلاقات العميقة بين ايران والعراق ليس بيدها حيلة سوى تمديد اعفاء العراق من دائرة اجراءات الحظر المعلنة والمفروضة ضد ايران. بدون شك ان هذه الرسالة تم تفهيمها لبومبيو بشكل خاص خلال لقائه مع المسؤولين العراقيين.

- بينما تصدر ايران سنويا 1300 ميغاواط من الكهرباء الى العراق تسعى بالطبع الى القيام باجراءات اساسية لاستغناء العراق عن واردات النفط (قيام الايرانيين ببذل جهود حثيثة ليل نهار لبناء محطة "الرميلة" الكهربائية بمشاركة 500 مهندس ومتخصص ايراني، هو خير دليل على ذلك) في الوقت ذاته وعلى صعيد توصيل الغاز للشعب العراقي فان ايران تحتل المركز الثاني في قائمة الدول المصدرة للغاز الى العراق (استيراد 28 ميليون متر مكعب غاز من ايران، هو شاهد على ذلك) في مثل هذه الظروف فان حضور ظريف والوفد المرافق له الى العراق يعنى بذل الجهود لإكمال رغبة الشعبين في اطار تنمية العلاقات التجارية والاقتصادية الى 20 الف ميليار دولار في العام.

- بينما باءت زيارة ترامب السرية الى العراق ومحاولته للقاء المسؤولين العراقيين في قاعدة عين الاسد العسكرية بالفشل اثر استدلال المسؤولين العراقيين بأن ذلك يتنافى مع سيادة واستقلال العراق حیث لم یرغب اي مسؤول عراقي في عقد لقاء معه وفي الوقت الذي تمت فيه زيارة بومبيو الى البلاد قبل اربعة ايام بشكل سري ودون اعلان رسمي مسبق، تأتي الزيارة الرسمية لظريف والوفد المرافق الى العراق ما يوحي بتناغم الشعبين والمسؤولين السياسيين في البلدين، الامر الذي يُظهر الى جانب رسائل هذه الزيارة ونتائجها الاقتصادية والسياسية أن آفاق المساعي الامريكية لعزل ايران قاتمة وفي الوقت نفسه سيواجه مستقبلَ استمرار تواجد 5200 عسكري امريكي في العراق بأسئلة جدية.