تعثر مساعي الحوار بين ماي والمعارضة حول بريكست

تعثر مساعي الحوار بين ماي والمعارضة حول بريكست
الجمعة ١٨ يناير ٢٠١٩ - ١٠:٠٠ بتوقيت غرينتش

تواجه مساعي رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لاجراء حوار مع المعارضة بحثا عن تسوية حول بريكست مأزقا بعد تأكيدها "استحالة" تلبية شرط وضعه حزب العمال. ويطالب زعيم حزب العمال جيريمي كوربن بأن ترفض ماي بشكل واضح إمكانية الانسحاب من الاتحاد الأوروبي في 29 اذار/مارس من دون اتفاق، وذلك قبل البدء في أي حوار.

العالم- تقارير

وسرعان ما ردت ماي في كلمة وزعت مساء الخميس ان "هذا أمر مستحيل"، و"ليس من صلاحيات الحكومة". واعتبرت أنه لا يوجد سوى "طريقتين لتجنب +عدم التوصل الى اتفاق+" وهما التصويت على اتفاق في البرلمان أو "إلغاء نتائج الاستفتاء" عام 2016. لكنها أكدت أن الخيار الأخير "غير عادل"، موضحة أن البرلمان وحده يستطيع منع الانسحاب من دون اتفاق. ومع ذلك، اكدت رئيس الوزراء أن بابها "لا يزال مفتوحا لاجتماع دون شروط مسبقة".

ومساء الاربعاء، بدأت باستقبال قادة المعارضة مع ادراكها جيدا أنها ستضطر إلى اقناع قادة من خارج معسكرها بعد الهزيمة التي تلقتها برفض البرلمان اقرار الاتفاق الذي ابرمته مع بروكسل. لكن متحدثا باسم حزب العمال أكد مجددا مساء الخميس الشروط ذاتها قائلا ان "رئيسة الوزراء ليست مستعدة لإجراء نقاشات جادة للتوصل الى حل".

وقررت رئيسة الوزراء عدم المشاركة في منتدى دافوس الاقتصادي الدولي. وأعلنت المتحدثة باسمها ان ماي "لن تتوجه الى دافوس ستركز عملها على الملفات هنا". وفي حين دعا قادة الاتحاد الأوروبي لندن الى توضيح موقفها، فإن فرضية تأجيل انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لم تعد من المحرمات على جانبي القناة، بينما ما زالت الحكومة البريطانية منقسمة حيال التسويات التي يمكن القيام بها.

وقد نجت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بفارق ضئيل الاربعاء من مذكرة لسحب الثقة تقدم بها حزب العمال في أول تصويت ضد حكومة بريطانية منذ 26 عاما.

فكوربين ومعارضي الخروج من الإتحاد الأوروبي الذين كانوا يؤكدون بأن غالبية الذين صوتوا لصالح خطة ماي التي تقضي بالخروج من الإتحاد الأوروبي، كانوا غافلين عن تبعات تلك الخطوة، وطالما طالبوا بإعادة الإستفتاء، لكنهم وقفوا وبكل صلابة، مطالبين بحجب الثقة عن ماي وحكومتها، ويؤكدون انه لا خروج من الإتحاد.

وخسرت ماي تصويتا في البرلمان على اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ما شكل أكبر هزيمة تتعرض لها حكومة بريطانية في التاريخ. وما حدث في البرلمان يمكن اعتباره زلزال هز قوائم حكومة "ماي" وقد يجلب بعده التمهيد لسحب الثقة عن حكومتها، وإلحاق هزيمة نكراء بحزب المحافظين، لم يكن كبار شخصياته يتصوروا الوصول إليها بهذه السرعة.

تيريزا ماي التي عملت أكثر من عامين على التمهيد لإجراء استفتاء يأتي بنتائج تلبي تطلعاتها الإستعلائية، عسى أن تتمكن من إستعادة أمجاد إمبراطورية بلادها الإستعمارية، وقفت اليوم عاجزة وغير مصدقة لما حدث وبحضورها في مجلس العموم البريطاني.

ويرى المراقبون ان ماي بعد هذه الضربة القاصمة التي تلقتها في البرلمان، لم يكن امامها سوى ثلاثة خيارات احلاها أشد مرارة من الآخر. بحيث يتحتم على تيريزا ماي ان تطالب بإجراء تصويت جديد أي استفتاء جديد على الخروج أو البقاء ضمن الإتحاد الاوروبي، أو ان ترضخ لأمر اكثر مرارة وهو الإقالة، الامر الذي قد لايوافق عليه الحزب الذي رشحها وقد يضحي بها من اجل سمعة واهداف الحزب، فيما يبقى الخيار الأخير ان تطالب بتأجيل البريكست، حيث ان كل هذه الخيارات الثلاثة تضر بقرار تيريزا ماي أكثر من الاضرار التي قد تلحقها بتيار المحافظين الذي تمثله ماي حاليا في الحكومة.

وبالرغم من ان خطوة تيريزا ماي كانت قد حظيت بشيئ من التأييد في بداياتها، كوزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الذي ألمح في ستراسبورغ إلى احتمال اجراء مزيد من المحادثات رغم استبعاده إعادة التفاوض الكامل على نص الاتفاق، إلا أن ما حدث يوم أمس الثلاثاء في مجلس العموم البريطاني، يدفع المراقبين للتأكيد بأن لا أمل لنجاح خطة ماي، وقد لايحتمل مجلس العموم البريطاني خطتها البديلة التي زعمت يوم أمس وبعيد الرفض القاطع لخطتها، ان تقوم بتقديم خطة بديلة.