اميرکا الکذابة تصب جام غضبها علی المذيعة مرضية هاشمي

اميرکا الکذابة تصب جام غضبها علی المذيعة مرضية هاشمي
الأربعاء ١٦ يناير ٢٠١٩ - ٠٧:٣٨ بتوقيت غرينتش

ألقت السلطات الأميركية القبض علی مذيعة قناة PRESS TV الايرانية عندما دخلت اميرکا لزيارة اخيها المريض.

العالم- تقارير

ان المعتقلين في اميرکا یصنفون في العادة الی فئتين أساسيتين بصرف النظر عن الاتهامات التي تُوجّه إليهم: الاولی أولئك الذين يتم إطلاعهم علی التهم الموجه إليهم ثم يحاکمون في محاکم هذا البلد، والثانية هم الذين يتم إصدار أحکام طويلة المدی ضدهم دون ان يتم اطلاعهم علی التهم الموجه ضدهم. ومعظم الذين تم سَجنهم علی مدی أعوام متتالية في معتقلات کـ"غوانتانامو" يُصنّفون في هذه الطبقة.

وان الغموض الذي یکتنف قضية اعتقال المراسلة والمخرجة الوثائقية الايرانية الامريکية الأصل یندرج في النوع الثاني من تعامل الاميرکان مع هذه الشخصية الاعلامية؛ الامر الذي لم یکن مستبعدا عن الاذهان.

قد تم اعتقال مرضية هاشمي دون تقديم اي دليل لها عن سبب اعتقالها وجرى التعامل معها كالمجرمين من خلال تكبيلها وتم حرمانها من الحجاب الاسلامي وان الطعام الوحيد الذي جرى تقديمه لها هو لحم الخنزير الذي امتنعت عن اكله.

والی جانب انتماء المذيعة الی ايران فيبدو ان هذه المراسلة الايرانية ستتم مضاعفة عقوباتها نظرا لانها تتحدر من أصل اميرکي. فهي امرأة اولا، کما انها ملونة، حيث ان الأقليات الملونة في اميرکا محکومون دوما.

رغم هذا کله فالدافع الاساس وراء اعتقال المذيعة المسلمة لايزال غير واضح: فهل الأميرکان یهدفون الی تبادل هذه المذيعة الايرانية مع الجواسيس الأجانب المعتقلين في ايران او انهم يعتزمون اعتماد نهج آخر بهذا الشأن؟ هذا سؤال ينبغي ان ننتظر الاجابة عنه في المستقبل.

وكانت هاشمی المولودة فی الولایات المتحدة وصلت یوم الأحد مطار «سنت لوئیس لمبرت» فاعتقلت هناك وتم نقلها الی معتقل فی واشنطن علی ید عناصر الاف بی أی.
ولم یستطع ذووها زیارتها بعد 48 ساعة من اعتقالها وأخیراً اطلعوا بأنها مُعتقلة.

وأفادت القناة بأنّ مرضیة هاشمی أبلغت اسرتها أنها تعرضت بعد الاعتقال لتصرف مهین فی المعتقل موضحة بأنّ عناصر حراسة السجن أساؤوا فی معاملتها ونزعوا عن رأسها الحجاب.

وقد اثار هذه المعاملة البشعة وغير الشرعية ردود أفعال داخل ايران وخارجها. فقد افاد رئيس الاعلام الخارجي في مؤسسة الاذاعة والتلفزيون الايراني بيمان جبلي ان السلطات الامريكية اعتقلت مذيعة قناة PRESS TV دون توجيه اي اتهام لها.

واكد جبلي ان الولايات المتحدة تعمل على منع صوت الاعلام الايراني عبر مختلف العراقيل وان الضغوط الاميركية عبر الحظر على ايران يوحي بوجود تقدم كبير في محور المقاومة وهي شهادة عالمية على انتصار المحور المقاوم لمحور اميركا.

واضاف انه لا دليل على اعتقال هاشمي الا انتمائها فهي امرأة اميركية مسلمة وزاولت عملها في قناة PRESS TV منذ عام 2003.

واستهجن الدکتور جبلي ما تعرضت له هاشمي حيث ان السلطات الامريكية نزعت الحجاب عنها في انتهاك لحرمة المقدسات الاسلامية والمعايير الانسانية، وأن سلطات السجن منعوها من الأكل الحلال وأجبروها علی أكل لحم الخنزير، كما منعتها عن ارتداء الملابس السميكة مع برودة الجو.

وصرح ان مؤسسة الاذاعة والتلفزيون الايرانية على استعداد لمساعدة عائلة الزميلة مرضية هاشمي والتحرك من اجل الافراج عنها.

من جهته اكد مدير مؤسسة رسالت للدراسات الاستراتيجية سام مهدي ترابي : يجب على الذين لديهم امكانية التواصل في الولايات المتحدة الامريكية سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي او وسائل الاعلام والتلفزيونات ان يسعوا للضغط على امريكا للرضوخ و لكي يتم السماح على اقل تقدير باللقاء مع هاشمي.

واضاف ان من المؤلم ما تعرضت له هاشمي من ايذاء ونزع حجابها خلال اعتقالها في حين انها تسافر لوطنها لزيارة اخيها المصاب بالسرطان وهي ليست اول مرة تقوم فيها بزيارة امريكا.

واوضح ان السلطات الامريكية اعتقلت مواطنة امريكية الجنسية مسلمة محجبة تعمل في مؤسسة الاذاعة والتلفزيون الايرانية وهي ناجحة وهي نموذج للفتيات المسلمات لانها انتقدت بعض السياسات الامريكية وتنتقد السياسة الداخلية الامريكية والعنف ضد الملونين وخاصة السود وتذرعت الحكومة الامريكية بهذه الذرائع من اجل تكميم فمها.

کما ادان المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي اعتقال مراسلة قناة "برس تي في" الايرانية من قبل السلطات الاميركية، وطالب بالافراج الفوري عنها وبلا قيد او شرط.

وقال قاسمي بشان اعتقال المراسلة قناة "برس تي في" حين دخولها اميركا: اننا ندين اجراء السلطات الاميركية باعتقال السيدة مرضية هاشمي في واشنطن ومعاملتها باسلوب غير انساني.

واضاف: ان اعتقال مواطنة اميركية مسلمة بصورة غير قانونية وباسلوب مهين ولاانساني من قبل السلطات الاميركية في ايذاء هذه السيدة، يعد مثالا بارزا لسلوكيات نظام تمييز عنصري مع مواطنيه غير البيض وان الجمهورية الاسلامية الايرانية تطالب بان تتمتع السيدة هاشمي بجميع حقوقها الاساسية والانسانية والافراج الفوري عنها بلا قيد او شرط.

من جانبه طالب وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف المسؤولين الامريکيين بالافراج عن المذيعة الايرانية مرضية هاشمي واعتبر اعتقالها انتهاکا لحرية التعبير.

وقال ظريف: ان مرضية هاشمي متزوجة من رجل ايراني لهذا فهي تعتبر مواطنة ايرانية ولهذا ايضا نری من واجبنا ان ندافع عن حقوق مواطنينا. انها کانت مراسلة رسمية وکانت لها حياتها ورسالتها المحددة.

وتابع قائلا: ان قيام الولايات المتحدة باعتقالها يعد عملا سياسيا لا يمکن القبول به وانتهاکا صارخا لحرية التعبير.

واضاف: يجب علی الاميرکان ان يکفوا عن مواصلة هذا اللعب السياسي دون اضاعة الفرصة وفي أسرع وقت.

کما قال رئيس مؤسسة الاذاعة والتلفزيون الايراني علي علي عسکري علی هامش الاجتماع الحکومي: ان مرضية هاشمي المذيعة في قناة Press Tv تم اعتقالها في امريکا بسبب عقائدها الاسلامية ونزعتها نحو الحرية وروحهها الثورية وموالاتها لجبهة الحق والمقاومة.

وأما علی الصعيد الدولي فقد ادانت لجنة دعم الصحفيين ومقرها سويسرا اعتقال السلطات الأميركية لمقدمة قناة Press Tvالإيرانية، مطالبة الولايات المتحدة بإطلاق سراحها.

كما ادانت شخصياتٌ اعلاميةٌ وحقوقية يمنية اعتقالَ السلطاتِ الاميركية لمرضية هاشمي مطالِبةً بالإفراجِ الفوري عنها.

وادانت المقاومة الاسلامية في لبنان حزب الله الاعتقال التعسفي لمراسلة قناة "برس تي في" الايرانية مرضية هاشمي في الولايات المتحدة الاميركية.

وهذا غيض من فيض من الانتهاکات الامريکية العديدة لحقوق الانسان و معاييرها المزدوجة بهذا الشأن. فاميرکا ظلت وماتزال تمارس هذه الازدواجية وتنتهك حقوق المظلومين سواء داخل الولايات المتحدة اوخارجها. فالذي يوافقها الرأيَ ويخضع لها ولطموحاتها فهو آمن، أما الذي یخالفها ویرفض الاستسلام والخنوع فهو ارهابي أو شرير لا يستحق العطاء بل لا يستحق الحياة.

تُری وهل هناك ذنب اكبر واعظم من ان تكون مسلما عصيا علی الذل والخنوع، اسود اللون او ملونا ومشتبها بك في كل حركاتك وسكناتك؟! ان الاتسام بهذه الشيم الاخلاقية ذنب لا يغتفر من وجهة نظر الحکومة الامريکية ومواليها.

* د.نظري