عدن تصرخ في وجه الامارات.. برة برة يا محتل

الخميس ١٧ يناير ٢٠١٩ - ٠٧:٠٢ بتوقيت غرينتش

شهدت مدينة عدن (جنوب اليمن) صباح اليوم الخميس مظاهرة منددة بممارسات القوات الإماراتية وهتفت ضد تحالف العدوان السعودي والإمارات.

العالم - اليمن

ولا تقتصر انتهاكات الامارات في اليمن على الجانب السياسي والأمني فحسب بل طالت الجانب الإنساني والحقوقي. حيث انكشفت العام الماضي الكثير من فضائح الانتهاكات الإنسانية الصارخة والمؤلمة.

وتجمع عشرات الشبان عند جولة كالتكس استجابة لدعوة وجهتها أسرة الشاب المخفي قسرياً ياسر الكلدي التي تطالب بالكشف عن مصيره، وردد المتظاهرون شعارات رافضة لممارسات القوات الإماراتية في عدن وهتفوا "برة برة يا إمارات".

وتقول أسرة الكلدي إنه تم اعتقال نجلهم "ياسر" من منزله في مدينة عدن عام 2015 ومنذ ذلك الوقت لم تعرف عنه عائلته أي معلومات.

وحسب مصادر مقربة من أسرة الكلدي فإن هناك تسريبات عن قيام (أبو اليمامة) وهو قائد ضمن تشكيلة الحزام الأمني وهي فصيل مسلح أنشأته وتموله دولة الإمارات ومتورط في ارتكاب انتهاكات جسيمة ضد نشطاء ومدنيين وإحتجاز وتعذيب آخرين في سجون سرية في محافظات جنوب البلاد.

ومن أهم وأخطر تلك الانتهاكات، ما كشفته وكالة "اسوشيتد برس" الأمريكية، في تحقيق صحفي نشرته منتصف العام الماضي (2018) عن وجود شبكة سجون سرية في جنوب اليمن تديرها القوات الإماراتية، تعرض فيها المئات من المحتجزين لأشد أنواع التعذيب. بما في ذلك العنف الجنسي، الذي اشارت طبقا لوكالة إلى أنه الوسيلة الرئيسية لممارسة الوحشية على المعتقلين وانتزاع اعترافات منهم، مؤكدة أنها حددت "خمسة سجون على الأقل تستخدم فيها قوات الأمن التعذيب الجنسي لقمع السجناء وإخضاعهم".

وذكرت الوكالة أنها وثقت 18 سجنا سريا على الأقل في جنوب اليمن، تديرها القوات الإماراتية أو قوات تابع لحكومة هادي خضعت لتدريبات إماراتية. ويتعرض فيها السجناء لأساليب وحشية للتعذيب، استعرض التحقيق بعض منها. وقالت إنها رصدت قرابة 1,500 شخصا تم اعتقاله في سجون تابعة لأبو ظبي بعدن، وأكثر من 400 سجينا في المكلا بحضرموت.

وفي مطلع يوليو/ تموز، أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا، رصدت فيه عشرات الاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري والتعذيب من قبل القوات الموالية لأبو ظبي.

وقالت المنظمة إنها حقّقت في ظروف اعتقال 51 سجينا بين مارس/آذار 2016 ومايو/أيار 2018، اعتقلتهم قوات هادي والقوات الإماراتية التي تدرّب قوات السلطة جنوبي اليمن، وأكدت أن 19 من بين هؤلاء فُقدت آثارهم. واعتبرت المنظمة الدولية التابعة للأمم المتحدة أن تلك الممارسات ترقى إلى جرائم حرب.

وفي مطلع الشهر نفسه، أيضا، أكدت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ليز ثروسيل، أن الإمارات تدير سجونًا سرية في اليمن. وأضافت "بحسب المعلومات الأولية التي نجح مكتبنا في اليمن بجمعها. فإن هناك أسبابًا تدفعنا للاعتقاد بتعرض سجناء يمنيين لمعاملة سيئة وتعذيب وتحرش جنسي من قبل عناصر الجيش الإماراتي".

وكشفت وسائل إعلام يمنية عن إشراف الإمارات على سجون سرية، وإنشاء مقابر لضحاياها الناشطين في محافظات جنوب اليمن، عبر قوات موالية لأبوظبي، وأوضح موقع «المصدر أونلاين» اليمني، أن المدعو سعيد المهيري المكنى بـ«أبو خليفة» يدير العديد من السجون السرية، كما أن له علاقة وطيدة بملف الاغتيالات بعدن.

وأشار الموقع إلى وجود 6 مقابر استُخدمت في عدن وحضرموت لدفن جثث من تمت تصفيتهم في السجون السرية، لافتاً إلى أن تلك المقابر تشمل مقبرة بجوار السجن القديم ما بين السجن والهلال الأحمر الإماراتي، ومقبرة خلف سجن بئر أحمد القديم الواقع داخل إطار معسكر بئر أحمد، قبل أن يتم إنشاء سجن مركزي جديد في أطراف المعسكر ومستقل عنه، كان يوجد سجن وتم هدمه بعد كشفه من قبل المنظمات، ومقبرة بداخل سجن وضاح بجانب الخزان، ومقبرة في الشحر بجانب معسكر النخبة الحضرمية، ومقبرة داخل سجن الريان-المطار، ومقبرة في طريق مبنى التحالف.

وأشار الموقع إلى وجود إحصائيات مرعبة تتسرب من السجون السرية بمحافظة عدن، التي تديرها أجهزة أمنية تشرف عليها قيادات إماراتية، موضحاً أن تلك الإحصاءات تتضمن أسماء الجلادين وبعض إحصائيات المختطفين، ومن تمت تصفيتهم وأسماء السجون القديمة والجديدة، وأدوات التعذيب الجسدي والنفسي وأسماء المحققين، وكيف تتم معاملة المختطفين.

ونشر الموقع عدداً من الوثائق، منها ما يشير إلى استخدام 13 أداة من أدوات التعذيب الجسدي والنفسي، تتنوع بين الاغتصاب بأنواعه "بالجهاز - بالعصي - بالفتشة - بالأفراد"، والجلد والكهرباء والحفر والتعليق والحرمان من النوم والأدوية واستخدام الشطة والملح على الجروح والصفع واستخدام الكلاليب للأصابع وصب الماء البارد على الجسد والسب وأخيراً قفص الكساسبة "هو قفص حديد مساحته ثلاثة أمتار في مترين يتم تعذيب السجين فيه وتعليقه أياماً في شدة البرد والحر".

وبحسب الوثائق، فإن أدوات التعذيب السابقة موجودة لدى مسؤولين إماراتيين، أما شلال شايع مدير أمن عدن فيوجد لديه شخص يشرف على التعذيب، ويمارس القتل، وهو مدان بالقتل ولقبه الوحش.

ولفت الموقع إلى وجود 28 سجناً موزعة في مناطق جنوبية، بعضها يتبع التحالف السعودي، وبعضها يتبع الإماراتيين، وأخرى تديرها الأذرع الأمنية الإماراتية، وذلك وفقاً للوثائق التي نشرها الموقع.

وكشف الموقع عن تعرض أحد السجناء للاعتداء الجسدي من إماراتيين، كما تم الاعتداء جسدياً 16 مرة من قبل جماعة أبواليمامة على شخص آخر من تعز، والاعتداء جسدياً على سجين من أبين بقطعة حديد، وحينما أراد مقاومتهم ضربوه وسلخوا جلده.

وتضمنت الوثائق التي عرضها الموقع 26 اسماً لمفقودين بينهم 3 أجانب، اثنان منهم أخذا من مطار عدن، وتصف في صفحة أخرى التغذية التي تعطى للمختطفين في الوجبات الثلاث، وهي وجبات لا تشبع، إضافة إلى كميات ماء شرب قليلة جداً، مع ملاحظة وجود تحسن في الغذاء في الفترة الأخيرة.

كما أكد التقرير السنوي لفريق خبراء لجنة العقوبات الدولية على اليمن أن الوحدات الأمنية المدعومة إماراتيا تدعم التوجهات الانفصالية في جنوب اليمن.

وتواصل الامارات التورط في العديد من الأزمات والأحداث السلبية في اليمن وما زالت دولة الإمارات، التي تدخلت مع السعودية بذريعة ما يسمى إعادة "الشرعية"، تواصل العمل على تحقيق استراتيجياتها الخاصة، وبشكل خاص في المحافظات الجنوبية والشرقية الواقعة تحت سيطرة ونفوذ أبو ظبي منذ قرابة ثلاثة أعوام.

تتحكم الإمارات بالمحافظات الجنوبية بدرجة رئيسية، عبر ما يعرف بـ"قوات الحزام الأمني"، و"قوات النخبة"، التي أنشأتها ودربتها وتدعمها وتديرها منذ أكثر من عامين ونصف. والعام الماضي واصلت من توسعها في إنشاء ونشر قوات مشابهة رديفة وموازية لقوات هادي، كما هو الحال في محافظتي الضالع وارخبيل سقطرى- جنوبا، والحديدة غربا.

يأتي ذلك، في حين وسعت من سيطرتها على معظم المنافذ البحرية والبرية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها.

وتعزيزا لاتهامات انحرافها عن المسار والأهداف الرئيسية من تواجدها في اليمن، واصلت الامارات المضي قدما في فرض سيطرتها على معظم سواحل البلاد؛ وحاليا تدير وتتحكم بـ: ميناء ومطار عدن- جنوبا؛ ميناء ومطار المكلا بحضرموت، موانئ محافظة شبوة النفطية- شرقا؛ إضافة إلى كامل الشريط الساحلي بمحافظة تعز- جنوب غرب؛ ونصف الشريط الساحلي لمحافظة الحديدة- غربا.

وتصدرت محافظات عدن وسقطرى وشبوة، أبرز الأحداث والوقائع العسكرية والأمنية والسياسية والحقوقية، التي كان للإمارات اليد الطولى فيها بشكل مباشر، أو غير مباشر عبر وكلائها المحليين، خلال العام الماضي 2018.

ومن أبرز وأهم فضائح الإمارات الكبرى في اليمن خلال العام الماضي، ما كشفته صحيفة "بز فيد نيوز" الإلكترونية الأمريكية منتصف أكتوبر/ تشرين أول الماضي، في تحقيق استقصائي، يكشف استئجار الإمارات لفريق اغتيالات، عبارة عن مرتزقة غربيين محترفين، يقودهم ضابط أمريكي متقاعد، تعاقدت معه الإمارات لتصفية أعضاء في حزب الإصلاح في مدينة عدن.

وتضمن التحقيق اعترافات لعدد من أعضاء الفريق، بينهم قائد المرتزقة الذي أكد "إن الإمارات طلبت المساعدة من الأمريكان، من أجل تعطيل وتدمير حزب الإصلاح". ونشر الموقع مقطع فيديو تم تصويره جويا لعملية الهجوم التي نفذها المرتزقة على مقر حزب الإصلاح بعدن في محاولة الاغتيال الفاشلة لرئيس المكتب التنفيذي للحزب بالمحافظة، البرلماني إنصاف مايو.

وتشهد مدينة عدن والمحافظات الجنوبية عموماً حالة من الفوضى الأمنية وانعدام الاستقرار بسبب سيطرة الجماعات المسلحة المتطرفة حيث تستند هذه الجماعات في دعمها وتمويلها على القوات الإماراتية المتواجدة جنوب اليمن والتي تبسط سيطرتها ونفوذها على كامل الجغرافيا الجنوبية .