وتحدث المسؤول الخليجي، عن تعاون سري ومتنامٍ بين الإحتلال الإسرائيلي ودولة الإمارات، يهدف – وفق روايته – إلى تقويض الدور السعودي التقليدي بوصفه القوة الإقليمية المهيمنة في جنوب الخليج الفارسي.
واعتبر أن هذا التحالف غير المعلن يسعى إلى إعادة تشكيل موازين القوى في المنطقة، ومعاقبة الرياض على ما وُصف بـ”بطئها” في الانخراط الكامل في مسار التطبيع مع كيان "إسرائيل"، لا سيما عبر اتفاقيات “أبراهام”.
ووفق المصدر، فإن تل أبيب باتت تنظر إلى أبوظبي كشريك استراتيجي بديل، قادر على لعب دور محوري في هندسة شرق أوسط جديد، تكون فيه الأفضلية للدول الأكثر انسجاماً مع المشروع الإسرائيلي – الأميركي، والأكثر استعداداً للانخراط في التطبيع من دون شروط سياسية كبرى، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وأضاف أن الصور التي تُسوَّق عن تماسك البيت الخليجي ليست سوى واجهة إعلامية مصقولة بعناية، تخفي خلفها تنافساً مريراً، وصراعات نفوذ، و”خيانات متبادلة” بين العواصم الخليجية.
وفي توصيفه للمشهد، قال المسؤول إن “القواعد القديمة لم تعد قائمة، ولا توجد خطوط حمراء أو عواقب واضحة”، معتبراً أن التوافق الخليجي لم يعد سوى وهم، وأن الوقوف الجماعي للأمراء وولاة العهد في القمم لم يعد يعكس حقيقة ما يجري خلف الأبواب المغلقة.
وبحسب “ميدل إيست مونيتور”، أن الصراع المكتوم بين السعودية والإمارات لم يعد مجرد تنافس اقتصادي أو اختلاف في الرؤى التنموية، بل يتجه نحو صراع جيوسياسي أعمق، تستخدم فيه أدوات استخباراتية وتحالفات خارجية عابرة للحدود.
وتُظهر هذه المعطيات أن مفهوم “البيت الخليجي الواحد” بات مهدداً بالتفكك، مع احتمال انقسام المجلس إلى معسكرين: أحدهما محافظ تقوده السعودية، وقد تنضم إليه قطر وعُمان، وآخر يدفع نحو التغيير الجذري والتطبيع، تقوده الإمارات ومعها البحرين والكويت.