قمة بيروت الاقتصادية.. ماذا جرى باجتماع اللجنة الوزارية؟

قمة بيروت الاقتصادية.. ماذا جرى باجتماع اللجنة الوزارية؟
الجمعة ١٨ يناير ٢٠١٩ - ٠٧:٢٠ بتوقيت غرينتش

بعد جدل واسع وشد وجذب بين الاطراف اللبنانية حول دعوة الجمهورية العربية السورية الى حضور القمة الاقتصادية العربية ام لا اجتمع وزراء الخارجية العرب اليوم في بيروت وسط غياب اغلب القادة العرب.

العالم - تقارير

افتتحت أعمال القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية بدورتها الرابعة في بيروت صباح اليوم باجتماع مغلق للجنة الوزارية المعنية بالمتابعة والإعداد للقمة في فندق الفينيسيا، في حضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ومندوبي الدول المشاركة.

وتلقت مستويات حكومية ودبلوماسية في العاصمة اللبنانية بيروت خلال الساعات الثمانية والأربعين الماضية سلسلة من برقيات واتصالات الاعتذار عن حضور القمة الاقتصادية العربية التي تعقدها جامعة الدول العربية في لبنان يومي 19 و20 من الشهر الجاري، إذ شملت الاتصالات اعتذار نحو ستة من القادة العرب الذين كان رائجا حضورهم أعمال القمة، فيما لوحظ أن دولا عربية أخرى قد قلصت مستوى تمثيلها إلى القمة إلى أدنى مستوى ممكن، وسط "خيبة أمل رسمية" أظهرتها الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الجمعة.

ورغم انعقاد القمة لكن سوريا كانت الغائب الحاضر فعدم حضور سوريا كان الحدث الابرز خلال القمة. حيث طالب وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل في الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية والوزراء المعنيين لمناقشة أعمال القمة العربية الاقتصادية بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.

وقال باسيل خلال الجلسة ان سوريا يجب أن تعود للحضن العربي بدلا من أن تترك للإرهاب ، متسائلا ما معنى جامعتنا إن نجحت فقط في المقاطعة والتعليق، مؤكدا ان غياب سوريا له تاثير كبير وان سوريا هي الفجوة الأكبر في مؤتمر ونشعر بثقل غيابها.

وعن السبب وراء عدم حضور سوريا أعلن الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، في مؤتمر صحفي، اليوم، أن سوريا لم تطرد من جامعة الدول العربية وعودتها حتمية، وما حدث هو تعليق مشاركة الوفود السورية في الجامعة العربية.

وقال زكي رداً على سؤال أحد الصحفيين، عن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية "إننا قلنا في السابق إن عودة سوريا حتمية، وهذه الجملة واضحة لا لبس فيها، لأن ما حدث عام 2011 هو تعليق مشاركة الوفود السورية بالجامعة العربية، بالتالي نقول إن العودة طبيعية لأن سوريا لم تطرد من الجامعة بل حصل لها تعليق، والتعليق تم بالتوافق وإنهاؤه يتم بالتوافق".

هذا وقد اکد السفير السوري في لبنان اعتذار بلاده عن المشاركة في مراسم افتتاح القمة الاقتصادية المنعقدة في بيروت بعد تلقّيها دعوة للمشاركة من الرئاسة اللبنانية.

واشار السفير في مقابلة مع الميادين الى أنّه من الطبيعي أن نعتذر عن عدم المشاركة في القمة الاقتصادية مع احترامنا للجهة الداعية لأنّ جامعة الدول العربية لم تتراجع عن الخطيئة التي ارتكبتها بحق دمشق كما تحدّث عن وجود آراء كثيرة في لبنان ترى ضرورة دعوة سوريا إلى القمة الاقتصادية.

اما عن باقي ما تم مناقشته خلال تلك القمة فكما اشار حسام زكي أن "جدول أعمال القمة يشمل أكثر من 27 بندا فيه بنود إجرائية وبنود موضوعية تهم العمل التنموي في الدول العربية".

والقى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط كلمة اشار فيها الى "انّ التحديات الهائلة التي تواجه المنطقة تفرض علينا بلورة رؤى جديدة والخروج بأفكار لا تكتفي بمخاطبة الحاضر بل تنصبّ على المستقبل وتطوراته المتسارعة".مضيفا "إن التكامل الإقتصادي وتنسيق السياسات في شتى مناحي التنمية أصبح ضرورة لا ترفاً".

كما أعرب وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل عن أمله بأن تخرج القمة العربية الاقتصادية التنموية في بيروت بمشاريع اقتصادية وتنموية تعود بالفائدة على شعوب المنطقة.

قال: "كم هو جميل أن نخرج على شعوبنا، بسكة حديد تربط بلداننا، بخط غاز من لبنان إلى العراق ونفط العراق إلى لبنان، وبربط كهربائي، وبمرافئ تجعل المتوسط على حدود العراق والبحر الأحمر على حدود سوريا، وبسدود من لبنان تغذي الأردن وبمعامل من الأردن تغذي لبنان".

فيما تناول وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم مشكلة اللاجئين مشدداً على وقوف بلاده إلى جانب القضية الفلسطينية، لافتا في كلمته ان "العراق يدعم بقوة الأشقاء في فلسطين المحتلة في نيل حقوقهم المشروعة غير القابلة للتصرف ودولتهم المستقلة وعاصمتها القدس".

من جهته وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي ناشد العالم لإنصاف الشعب الفلسطيني، مشيرا الى انه "مضى 71 عامًا ونحن ندين "إسرائيل"، ومضى 52 عامًا ونحن نطالبها بإنهاء احتلالها وانتهاكاتها، وعقود طويلة ونحن نناشد العالم بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية والتدخل لإنصاف الشعب الفلسطيني وتمكينه من ممارسة حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف".

كما كانت كلمات لكل من وزراء خارجية اليمن والأردن وموريتانيا.

ورغم استضافة بيروت للقمة العربية الاقتصادية والاجتماعية بدت العاصمة اللبنانية تحت واقع الصدمة من خلال قرار العديد من الملوك والأمراء والرؤساء العرب العزوف عن القدوم إلى لبنان لحضور هذا الحدث والاكتفاء بممثلين عنهم من المستوى الثاني وأقل. وقد يعكس خوفا من أن تكون القمة "انتهت قبل أن تبدأ كحدث استثنائي بالنسبة للبنان".