إطلاق القمر الصناعي: إيران الشريرة، وحفلة تأبين بوارسو

إطلاق القمر الصناعي: إيران الشريرة، وحفلة تأبين بوارسو
الثلاثاء ٢٢ يناير ٢٠١٩ - ٠٦:٥٢ بتوقيت غرينتش

العالم- الخبر واعرابه

الخبر:

في ما تکرر السلطات الامريکية اتهام ايران بخرقها للقوانين علی خلفية اختباراتها الصاروخية واطلاقها قمرا اصطناعيا الی الفضاء اعتبر بومبيو اليوم ايران "لاعبا شريرا" في منطقة الشرق الأوسط.

التحلیل:

في وقت کان ترامب واثقا من انه سيتم ترکيع ايران من خلال الحظر وانها ستصبح رائدة المفاوضات مع اميرکا اثبتت ايران عمليا من خلال سعيها لتعزيز قدراتها العسکرية وزيادة اختباراتها الصاروخية واخيرا اطلاق قمر صناعي الی الفضاء اثبتت انها لا تعير ادنی اهتمام للحظر الامريکي وانها غير راغبة في المفاوضات والمساومة بشأن قدراتها الصاروخية وقوتها العسکرية والعلمية علی عکس رغبة ترامب.

وردا علی نشاطات طهران القوية فقد سعی کل من ترامب ووزير خارجيته وغيرهما من المسؤولين المتشددين في البيت الابيض ان يعتبروا هذه النشاطات متغايرة مع القوانين والمواثيق الدولية وان يختلقوا حجج استحکام لتقديمها الی المحاکم کي يفرضوا الحظر اللاشرعي ضد ايران.

ورکزت هذه السياسة الدعائية علی اعتبار ايران "عنصر التوتر" في المنطقة وتمت الدعاية ضدها من قبل الوجوه ووسائل الاعلام الامريکية والشخصيات الاخری والاعلام التابع للاميرکان، الامر الذي لم یحقق لحد الان النتائج المرجوة لدی جهاز السياسة الخارجية بأميرکا.

وفي أحدث مبادرة وبالتزامن مع اطلاق القمر الصناعي الايراني الی الفضاء في الأيام الماضية اشتدت الدعاية الامريکية وجری البحث عن اقامة اجتماع في وارسو بحضور وزراء خارجية من 50 بلدا وبالطبع سجلت لهذه الحرکة بوادر الفشل والاخفاق علی اثر تخلي کثير من الدول والمسؤولين العالميين عن المشارکة في هذا الاجتماع.

واليوم وفي ظل ما یتجلی من الفشل الفاضح للمشروع المسمی بـ "الناتو العربي"، وفي الوقت الذي يبدو من الصعب ان ینال اجتماع وارسو رضی المسؤولين الامريکيين- کما کانوا یتخيلون ويحسبون- في هذه الظروف بالذات یسعی بومبيو لان يضفي ضمانا تنفيذيا ، وان باهتا، علی عقد هذا الاجتماع بطريقة لائقة ، وذلك من خلال الترکيز علی ما يسميه "الشر الايراني" في المنطقة.

ووفق حسابات المتشددين الاميرکان فقد کان من المقرر ان لا تشهد ايران الذکری الاربعين لثورتها لکن الآن وبعد مضي یوم واحد فحسب علی اقامة الاحتفالات بالذکری الاربعين لانتصار الثورة وجد المسؤولون الاميرکان أنفسهم مجبرين علی اقامة حفلة تأبين لرؤاهم وامانيهم الضائعة في وارسو.