قمة بوتين- أردوغان في موسكو.. والعين على سوريا

قمة بوتين- أردوغان في موسكو.. والعين على سوريا
الخميس ٢٤ يناير ٢٠١٩ - ٠٩:١٢ بتوقيت غرينتش

بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء ملفات القضية السورية مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، الذي وصل إلى موسكو في أول زيارة خارجية له في العام الجديد.

العالم - تقارير

وقال الناطق الصحفي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن الزعيمين بحثا العلاقات الروسية التركية، وتركزا بشكل كبير على الشؤون السورية "من منظار العلاقات الثنائية الروسية التركية".

كما ذكر يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي في تصريحات صحفية، أن الزعيمين بحثا الوضع في سوريا في ضوء قرار الولايات المتحدة سحب قواتها من هناك.

وأشار إلى أن القمة اولت اهتماما خاصا لسير تنفيذ الاتفاقات الروسية التركية حول إدلب، وبحثت سبل عقد قمة روسية تركية إيرانية جديدة حول التسوية السورية في إطار عملية أستانا، عرضت موسكو استضافتها، على أن يحدد موعد عقدها في وقت لاحق.

وكان أردوغان قال في وقت سابق أنه ينوي أن يبحث مع بوتين مسألة إعلان منطقة آمنة في الشمال السوري، مؤكدا أن أنقرة لن تسمح بتحول تلك المنطقة إلى "مستنقع جديد" معاد لبلاده، في إشارة إلى شمال كردستان العراق، حيث مقاتلو حزب العمال الكردستاني المصنف إرهابيا في تركيا.

وكانت القمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، انتهت مساء الاربعاء في موسكو، والتي كان أبرز النقاش فيها حول سوريا.

وقال بوتين في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي، إن بلاده متفقة مع تركيا بشأن مكافحة جميع التنظيمات الإرهابية في سوريا.

وأكد بوتين، على ضرورة التوصل إلى حل دائم للأزمة، من خلال الطرق السياسية والدبلوماسية؛ وعلى مواصلة التعاون بين بلاده وتركيا وإيران في سوريا “حتى بعد انتهاء الصراع”.

وشدد الرئيس الروسي، أن بلاده وتركيا متفقتان على مبدأ وحدة الأراضي السورية، وعلى تكثيف الجهود بينهما في ملف عودة اللاجئين.

وأشار إلى أنه في تواصل مكثف مع أردوغان، مؤكدا أن “لقاء اليوم ( امس الاربعاء ) جرى بشكل بناء للغاية، وسط جو مبني على العلاقات الثنائية”.

وأضاف أن الدول الثلاث تسعى إلى عقد قمة في هذا الإطار بموسكو.

وحول اتفاق سوتشي لوقف إطلاق النار في إدلب، شمالي سوريا؛ قال بوتين، إنه بحث مع نظيره التركي سبل تحقيق الاستقرار في المحافظة.

وتابع أن بلاده “ترى جهود تركيا لتنفيذ شروط الاتفاق”، الموقّع بين الزعيمين في 17 سبتمبر/أيلول 2018.

وحول قرار الانسحاب الأميركي من سوريا، قال بوتين، “إذا نفذت الولايات المتحدة خطة انسحابها من سوريا، فإن ذلك سيكون إيجابيًا”.

وشدد على أن الجنود الأميركيين يتواجدون في سوريا “بشكل غير شرعي وغير متناسب مع القوانين الدولية”.

من جهة أخرى، قال بوتين: “نشجع دمشق على الحوار مع الأكراد، وهذا سيحقق الوحدة بين السوريين، وسيكون لصالح الدول المجاورة”.

وحول المنطقة الآمنة شمالي سوريا، شدد الرئيس الروسي، على “احترام مصالح أصدقائنا الأتراك، وخاصة فيما يخص تحقيق الأمن”.

وذكّر بوتين بالاتفاق الأمني الموقع بين سوريا وتركيا في 1998، متوقعا بأن يزيل العديد من العراقيل المتعلقة بتحقيق تركيا لأمنها على حدودها الجنوبية.

وحول تشكيل اللجنة الدستورية، قال إنه عمل سيعزز نجاحات المساعي السلمية، مشددًا أن “حل جميع المشاكل يمكن حلها فقط عبر الطرق السياسية والدبلوماسية”.

وتابع: “ينبغي عقد حوار بين جميع أطراف النزاع (..) يجب أن تشارك في هذا جميع الأطراف المعنية بمستقبل سوريا”.

وقال الرئيس الروسي إن الجانبين يعملان على التوصل إلى حل دائم للأزمة السورية من خلال الطرق السياسية والدبلوماسية.

وأضاف بوتين أنه بحث مع أردوغان ما يمكن عمله للحفاظ على استقرار محافظة إدلب (شمالي سوريا)، دون ما وصفه بالاستخفاف بالإرهابيين.

وكانت وزارة الخارجية الروسية قالت في بيان لها إن الوضع في إدلب يتدهور ويثير القلق، وإن الأراضي هناك أصبحت عمليا تحت سيطرة جبهة النصرة.

وأضافت الخارجية الروسية أن الولايات المتحدة لم تتخذ أي خطوات لسحب قواتها من سوريا.

وقال بوتين خلال مؤتمره الصحفي مع أردوغان انه "جرى الحديث عن تأثير نوايا الولايات المتحدة سحب قواتها من مناطق شمال شرقي سوريا على التطورات اللاحقة في سوريا".

وأضاف أن الانسحاب الأميركي سيكون خطوة إيجابية، وستساهم في استقرار الأوضاع في المنطقة التي تسيطر عليها، في حال حدث ذلك بالفعل.

وأشار بوتين إلى أنه أعار مع نظيره التركي اهتماما بموضوع تشكيل اللجنة الدستورية السورية، مؤكدا أن الدبلوماسيين الروس والأتراك، وبالتنسيق مع الدبلوماسيين الإيرانيين، قاموا بعمل جدي للاتفاق على تشكيلة اللجنة ونفذوا كافة الاتفاقات التي تم التوصل إليها مع الجانبين الفرنسي والألماني خلال القمة في اسطنبول في أكتوبر الماضي.

وأعرب بوتين عن أسفه لعدم تشكيل اللجنة حتى الآن، لكنه أشار إلى أنه "بفضل جهودنا تم إرساء أساس راسخ ومتزن لإطلاق عملية ثابتة للتسوية السياسية".

وذكر أن العمل جار على تنظيم قمة ثلاثية جديدة لروسيا وتركيا وإيران في إطار عملية أستانا، موضحا أن قمة جديدة من هذا القبيل ستعقد في روسيا قريبا، وأنه اتفق مع أردوغان على مواعيد تقريبية لعقد القمة، ولكن ينبغي التنسيق مع الشركاء الإيرانيين.

وأكد بوتين كذلك على أهمية مواصلة التعاون بين روسيا وتركيا في مرحلة ما بعد النزاع في سوريا، حيث سيواصل العسكريون والدبلوماسيون في البلدين تنسيق الجهود للمساعدة على عودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى ديارهم.

من جانبه، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن أنقرة ستواصل تعزيز التنسيق مع موسكو بشأن سوريا.

وشدد على أنه "من الأهمية بمكان تفادي ظهور فراغ بعد انسحاب القوات الأمريكية من سوريا"، محذرا من أن الإرهابيين قد يستفيدون منه.

وأكد على ضرورة مكافحة الإرهاب في سوريا، مشيرا إلى أن "الهدف الوحيد لتركيا هو محاربة التنظيمات الإرهابية وتطهير الأراضي من عناصرها"، مشيرا إلى تنظيم "داعش" ووحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها تركيا منظمة إرهابية.

وقال "أردوغان" إن "القمم الثلاثة التي عقدت حول سوريا بمشاركة كل من روسيا وإيران، جذبت اهتمام العالم، وسيكون لها مستقبل مثمر".

وأضاف الرئيس التركي: أن "القمم الثلاثة مثمرة بالإضافة إلى اللقاء الذي نعقده الآن"، فيما أشاد أيضًا بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين قائلًا: "التطور في علاقاتنا الاقتصادية يزداد باستمرار".

و أكد الرئيس التركي عدم وجود خلافات بين بلاده وروسيا بشأن المنطقة الآمنة شمالي سوريا.

وكشف أردوغان أن موسكو ستستضيف قمة تركية روسية إيرانية حول سوريا، في فبراير/شباط المقبل، مؤكدًا مواصلة عقد لقاءات على مستويات مختلفة بشأن المنطقة الآمنة، مشددًا على حساسيتها نظرًا للتهديدات التي تشكلها ضد بلاده.

وحول قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من سوريا، شدد أردوغان على ضرورة أن لا تُحدث الخطوة فراغًا تستغله تنظيمات إرهابية.

وتابع: “لقد أبلغتنا الولايات المتحدة بالفعل موقفها الإيجابي بشأن اتخاذ تدابير في المناطق التي تشكل تهديدًا؛ وهي كما تعلمون كانت عبارة عن منطقة تمتد إلى عمق 30-32 كيلومترًا، ولا خلافات بهذا الشأن مع روسيا”.

وأضاف أنه بحث مع بوتين التطورات الميدانية، سيما بمحافظة إدلب (شمال غرب)، مؤكدًا وجود تعاون وثيق بين البلدين في هذا الإطار، والعزم على تعزيزه.

كما أكد أردوغان على ضرورة التنسيق ضد محاولات خرق اتفاق سوتشي المتعلق بخفض التوتر في إدلب، والذي توصل إليه الزعيمان في 17 سبتمبر/ أيلول 2018.

وتابع: “ينبغي أن نحارب بشكل مشترك التنظيمات الإرهابية التي تسعى إلى تقويض التعاون التركي الروسي”، مشددًا على مواصلة الكفاح المشترك ضد التنظيمات الإرهابية في إدلب.

وشدد اردوغان أن محاربة تلك التنظيمات، وفي مقدمتها داعش و”ب ي د/ ي ب ك”، والقضاء عليها؛ هو الهدف الأساسي لبلاده.

وأكد أن التعاون بين أنقرة وموسكو يعتبر حجر زاوية تحقيق السلام والأمن والاستقرار في سوريا.

وأضاف أن المباحثات شملت كذلك عودة اللاجئين، ونتائج القمة الرباعية في إسطنبول (جمعت قادة تركيا وروسيا وألمانيا وفرنسا في أكتوبر/تشرين أول 2018).

ولفت اردوغان إلى أن بلاده تستضيف حوالي 4 ملايين لاجئ سوري، وأن 300 ألفًا عادوا إلى المناطق المُحررة من الإرهابيين عبر عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون.

وتابع: “أشقاؤنا السوريون يعيشون في 4 آلاف كيلو متر مربع تمتد من عفرين إلى جرابلس، بعيدًا عن الإرهاب؛ ويواصلون حياتهم الطبيعية في جو من الأمن والاستقرار”.

وشدد أن “هذا النموذج، الذي فتح الطريق أمام عملية العودة، ينبغي تطبيقه على شرق الفرات أيضًا”.

كما أشار إلى ضرورة الوصول بمسيرة تشكيل اللجنة الدستورية في سوريا إلى بر الأمان في أقرب وقت، وأن بلاده بصدد تكثيف الجهود في هذا الخصوص.

وكانت روسيا كررت أكثر من مرة خلال الأيام الماضية تأكيدها ضرورة سيطرة القوات السورية على كافة الأراضي السورية.