هل سترحل القوات التركية من العراق بعد حادثة دهوك؟

هل سترحل القوات التركية من العراق بعد حادثة دهوك؟
الأحد ٢٧ يناير ٢٠١٩ - ٠٧:١٦ بتوقيت غرينتش

حادثة دهوك.. او لنقل غضب الجماهير العراقية، كردية كانت أم عربية، من التواجد الاجنبي على الاراضي العراقية، حيث تسيطر بعض الالوية العسكرية الاميركية والتركية على مساحات من هذه الاراضي بما يسمى "قواعد عسكرية" بحجة ضرب الارهاب مثل داعش او حزب العمال الكردستاني، فيما تجول مقاتلاتهم تقصف وتضرب من تشاء وتقول انها تضرب الارهابيين!

العالم - تقارير

فهل ستؤدي حادثة دهوك الى رحيل القوات التركية عن العراق؟ وهل سيرفض الشعب اي تواجد عسكري أجنبي على أراضيه؟ أم ستعمل حكومة كردستان على بقاء هذه القوات؟

وأكدت وزارة الخارجية العراقية عزمها اتخاذ إجراءات دبلوماسية، ردا على مقتل شخص وإصابة آخرين بإطلاق جنود أتراك الرصاص على محتجين اقتحموا معسكرا للجيش التركي، قرب دهوك في منطقة كردستان، السبت.

ودانت الخارجية العراقية، في بيان، "ما قامت به القوات التركية من فتح نيران أسلحتها على مواطنينا في ناحية شيلاديزي، ومجمع سبريي ضمن قضاء العمادية، محافظة دهوك".

وذكر البيان أن الرصاص التركي "أدى لسقوط ضحية وعدد من الجرحى، أعقبها قيام الطيران العسكريِ التركيِ بالتحليق على ارتفاعات منخفضة؛ مما تسبب بالذعر بين المواطنين".

وأضاف "وإننا إذ نعبِر عن أسفنا للضحايا والخسائر، فإن وزارة الخارجية ستقوم باستدعاء السفير التركيِ لدى بغداد، وتسلـمه مذكرة احتجاج حول الحادث والمطالبة بعدم تكراره".

ولفتت الخارجية إلى أن "سيادة العراق وأمن مواطنيه تقع في المقام الأوَل ضمن مسؤوليات الحكومة العراقيَة"، مؤكدة "إدانة العراق الثابتة لأي تجاوز على أمن العراق وسيادته أو استخدام أراضيه للاعتداء على أمن وسلامة أي من دول الجوار".

من جانبها دانت حكومة كردستان العراق في أربيل بشمال البلاد اقتحام المعسكر، متهمة "مخربين" بالتحريض على الواقعة في إشارة مستترة لحزب العمال الكردستاني، وهو منافس للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يهيمن على حكومة أربيل وتربطه علاقات عمل مع تركيا.

وقالت أربيل إنها أرسلت قواتها إلى المنطقة لتهدئة الوضع. وذكر مسؤول كردي في منطقة دهوك، طلب عدم نشر اسمه، أن المتظاهرين كانوا يحتجون على ضربة جوية تركية في الآونة الأخيرة أسفرت عن مقتل أربعة مدنيين.

وقال مسؤول كردي ثان لم يكشف عن اسمه إن الجنود الأتراك في المعسكر الواقع في شيلادزي إلى الشرق من دهوك أطلقوا النار في البداية على المحتجين، ثم غادروا المعسكر.

وأظهرت مقاطع فيديو نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، متظاهرين يضرمون النار بآليات عسكرية تركية، قبل أن تتدخل قوات الأمن الكردية في محاولة للسيطرة على الوضع.

وكانت مقاتلات سلاح الجو التركي، قد شنت السبت، أولى غاراتها في عام 2019 على شمال العراق، مستهدفة ما يعتقد أنها قواعد لحزب العمال الكردستاني.

وقالت مصادر كردية إن الغارات استهدفت مواقع في وادي نهيل، ضمن مركز قضاء العمادية في محافظة دهوك بمنطقة كردستان العراق.

وكان الطيران التركي قد شن في 14 ديسمبر الماضي غارات على مواقع حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابية، في مناطق جبل سنجار وجبل كورك بكردستان العراق.

وبعد أيام من هذا الهجوم الجوي، صرح وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، بأن أنقرة عازمة على القضاء على مقاتلي الحزب الكردي "خلال أيام"، مشيرا إلى الغارات التي قال إنها استهدفت مخازن أسلحة المقاتلين الأكراد.

لكن متحدثا باسم حزب العمال الكردستاني اتهم تركيا باستهداف مناطق مدنية وليست مواقع تابعة لمسلحيه.

ولطالما أثارت الغارات التركية داخل الأراضي العراقية حفيظة بغداد، التي سجلت اعتراضها على هذه الأعمال العسكرية التي استهدفت أراضيها.

وفي ديسمبر الماضي، استدعت بغداد السفير التركي لديها وسلمته مذكرة احتجاج على القصف، وقالت وزارة الخارجية العراقية في بيان: "هذه الأعمال تعد انتهاكا لسيادة العراق وسلامة أمنه ومواطنيه وعملا مرفوضا على الصُعد كافة".

الى ذلك أعلنت وزارة الخارجية العراقية أنها ستستدعي السفير التركي لدى بغداد لتسليمه مذكرة احتجاج بعد قصف القوات التركية مواقع في دهوك.

هذا فيما أعلن رئيس وزراء المنطقة نيجرفان برزاني أن تحقيقاً فُتح في الهجوم.

كما أصدرت وزارة الدفاع العراقية، بياناً أوضحت فيه ما حدث في المعسكر التركي شمال العراق، مساء السبت.

وأوضح بيان الوزارة أن عدداً من المتظاهرين الكرد كانوا خرجوا في محافظة دهوك قرب معسكر للقوات التركية احتجاجاً على مقتل 4 مواطنين اليوم السابق نتيجة القصف الجوي التركي.

وأضاف بيان الوزارة أن التظاهرة اتخذت منحى آخر بعد إطلاق النار على المتظاهرين من قبل القوات التركية من داخل المعسكر، ما أدى إلى مصرع شخص وجرح 7 من المتظاهرين، مبينة أن ذلك دفع المحتجين لاقتحام معسكر القوات التركية وإحراق عدد من الآليات العسكرية.

وتابع البيان أنه بعد تدخل قوات الآسايش (قوة حفظ الأمن في كردستان) تمت السيطرة على الموقف، داعية المتظاهرين إلى الانسحاب وإنهاء التظاهرة لتأخذ الجهات الرسمية دورها في الاتصالات الرسمية بين أربيل وبغداد والجهات التركية الرسمية.

من جانبها اكدت تركيا أن الهجوم أسفر عن أضرار جزئية في مركبة ومعدات عسكرية فقط، رأت أن المعتدين اندسوا بين المدنيين بهدف تعكير صفو العلاقات بين الجيش التركي والأهالي.

واعتبر رئيس دائرة الاتصالات في الرئاسة التركية أن من وصفهم بـ"إرهابيي حزب العمال الكردستاني" مارسوا التضليل عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بالهجوم.

كما أصدرت وزارة الدفاع التركية، السبت، بياناً بشأن اقتحام قاعدة لقواتها في دهوك شمالي العراق، فيما حمّلت حزب العمال الكردستاني مسؤوليته.

وقالت الوزارة في بيانها، إن قاعدة عسكرية تركية شمال العراق تعرضت لاعتداءات من قبل أشخاص تم تحريضهم من قبل حزب العمال الكردستاني المعارض للحكومة التركية، أسفر عن أضرار جزئية في مركبة ومعدات عسكرية.

وفي السياق قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، أن قوات بلاده قصفت مواقع لـ"حزب العمال الكردستاني" شمال العراق ردا على الهجوم على إحدى القواعد التركية في المنطقة.

وذكر تشاووش أوغلو، في تصريح للصحفيين بولاية أنطاليا التركية، اليوم الأحد، أن بلاده ستتخذ، بالتنسيق مع الحكومة العراقية وسلطات منطقة كردستان العراق، خطوات ضد "حزب العمال الكردستاني".

واعتبر تشاووش أوغلو أن التنظيم، الذي تعتبره أنقرة إرهابيا وتحاربه على مدار أكثر من 3 عقود، مستاء من هذه الإجراءات ولذا يعمل على استفزاز المدنيين وتحريضهم ضد القوات التركية المتواجدة في الأراضي العراقية.

وأضاف أن المقاتلات التركية نفذت غارات على "حزب العمال الكردستاني" بعد التنسيق مع جهاز الاستخبارات، وذلك ردا على الهجوم الذي استهدف قاعدة الجيش التركي.

الى ذلك أكّدت قوى سياسية عراقية، على تحركها من أجل إخراج القوات التركية من كافة الأراضي العراقية، عقب اقتحام متظاهرين غاضبين السبت، مقرًا للقوات التركية في محافظة دهوك شمال العراق.

وقال النائب عن تحالف “الإصلاح والإعمار” في البرلمان العراقي علي البديري، إنه “مع بداية الفصل التشريعي الجديد لمجلس النواب، سوف نناقش قضية إخراج القوات التركية من الأراضي العراقية، وسيكون لنا قرار يلزم الحكومة العراقية بإخراج هذه القوات، بأي طريقة كانت”.

ورأى البديري، أن “وجود هذه القوات في معسكرات داخل الأراضي العراقية انتهاك صارخ للسيادة العراقية، لهذا على الحكومة حفظ سيادة البلاد وعدم السماح لأي جهة أو دولة بانتهاكها”.

فيما أكد النائب عن تحالف البناء حسن سالم، على أن “مجلس النواب أن يعمل على تشريع قانون يخرج كافة القوات الأجنبية من الأراضي العراقية، والقوات التركية ضمن هذه القوات التي تخرق سيادة العراق، منذ فترة طويلة”.

وأضاف سالم، “لا نعرف سبب صمت الحكومة على خرق تركيا سيادة العراق طيلة السنوات الماضية، فحان الوقت لإخراج تلك القوات من شمال البلاد، والعراق قادر على إخراج تلك القوات بالطرق الدبلوماسية والسياسية وغيرها إذا تطلب الأمر”.

وكان عدد من المحتجين الغاضبين اقتحموا، أمس السبت، مقرًا عسكريًا تركيًا في ناحية شيلادزى شرق دهوك، حيث أضرموا النار بالعتاد والآليات، وذلك على خلفية سقوط قتلى مدنيين في قصف تركي استهدف مواقع لحزب العمال الكردستاني في إقليم كردستان.

بعدها بادرت القوات التركية بإطلاق النار على المتظاهرين، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 5 محتجين من بينهم حالة حرجة، بالمقابل أحرق المحتجون 8 دبابات للجيش التركي، فضلًا عن آليات أخرى ومقرات للجنود داخل الثكنة، قبل وصول قوات من الأمن الكردي الأسايش إلى الثكنة، مع سيارات الإطفاء والإسعاف.