نتنياهو غير مرحب به من الغالبية الساحقة لشعب المغرب..

نتنياهو غير مرحب به من الغالبية الساحقة لشعب المغرب..
الثلاثاء ٢٩ يناير ٢٠١٩ - ٠١:٥٠ بتوقيت غرينتش

تلجأ السلطات الإسرائيلية إلى حملة من التسريبات هذه الأيام تركز على زيارات وشيكة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى عواصم عربية، كانت من بينها العاصمة المغربية الرباط، تلبية لدعوة رسمية من العاهل المغربي، حتى أن أحد المواقع التونسية الإخبارية كشف اليوم أن الحكومتين التونسية والجزائرية رفضتا عبور طائرته أجوائهما في طريقه إلى المغرب رغم ضغوط أمريكية وعربية وأوروبية في هذا المضمار.

العالم - مقالات وتحلیلات

أوساط الحكومة المغربية تلتزم الصمت، وترفض تأكيد أو نفي أنباء هذه الزيارة، الأمر الذي يزيد الغموض تجاهها، ويخلق نوعاً من البلبلة التي لا يوجد أي داع لها، لأنها لو تمت، أي زيارة نتنياهو، ستخلق العديد من المشاكل للمغرب، خاصة أن الأغلبية الساحقة من الشعب المغربي المعروف بمشاعره الوطنية والإسلامية القوية تعارضها بشدة.

نتنياهو الذي يواجه اتهامات موثقة بالفساد ستقوده حتماً إلى محاكمته وسجنه على غرار سلفه إيهود أولمرت، ويريد توظيف زياراته لعواصم عربية لخدمة أجنداته الانتخابية وتأجيل محاكمته المنتظرة لأطول فترة ممكنة، يعتقد أن الطريق الأمثل والأسرع للوصول إلى هذه الأهداف القيام بزيارات لعواصم عربية لكي يقول للناخب الإسرائيلي أنه حقق له اختراقاً تطبيعيا كبيراً مع العرب والمسلمين، دون أن يقدم تنازلاً واحداً للفلسطينيين.

السودان كان ضحية لتسريبات مماثلة، وقيل أن الخرطوم ستكون العاصمة الثانية التي سيزورها نتنياهو بعد مسقط، واعترف الرئيس عمر البشير أنه تعرض لضغوط من جهات عديدة تحثه على التطبيع مع إسرائيل إذا كان يريد حل مشاكل بلاده الاقتصادية الخانقة، ورفع اسمها من قائمة الإرهاب.

المغرب لا يواجه أزمات اقتصادية خانقة كتلك التي يعيشها السودان، كما أنه لا يواجه ثورة شعبية أيضاً، ويتمتع بقدر من الحريات، نتمنى أن تكون أكبر وأوسع، مقارنة بالعديد من الدول العربية الأخرى، وزيارة نتنياهو إذا تأكدت ستشكل أزمة له هو في غنى عنها، وستصب في مصلحة أعدائه، لأنها ستوفر ذخيرة حية له ولحملاتهم الدعائية ضده.

ندرك جيداً أن زيارة نتنياهو الملغومة، بل والمسمومة، للمغرب ما زالت مسألة "افتراضية" وفي إطار "التكهنات"، ولكننا لا نريد أن تطأ أقدام هذا الرجل الملطخة أياديه بدماء شهداء قطاع غزة والقدس وكل فلسطين، أرض المغرب الطاهرة، لأننا نحب هذا البلد وشعبه، ونحرص على أمنه واستقراره.

ختاماً نتوجه بالتحية من هذا المنبر إلى الأشقاء في تونس والجزائر الذين رفضوا مرور طائرة نتنياهو عبر أجوائهم، مؤكدين تمسكهم بالثوابت العربية والإسلامية تجاه دولة إسرائيل العنصرية التي ترتكب جرائم حرب ضد الأشقاء الفلسطينيين، على عكس بعض الحكومات في المشرق العربي، ونقولها وفي الحلق مرارة العلقم.

* "رأي اليوم"