واشنطن والتدخلات السافرة

انقلاب فنزويلا الفاشل استمرار للتدخلات في اميركا اللاتينية

الثلاثاء ٢٩ يناير ٢٠١٩ - ٠٧:٠٣ بتوقيت غرينتش

اعاد اعتراف الرئيس الاميركي دونالد ترامب قبل أيام بخوان غوايدو رئيسا مؤقتا لفنزويلا، إلى الأذهان التدخلات الأمريكية في أميركا اللاتينية.ولطالما تدخلت واشنطن في شؤون جيرانها الجنوبيين،استنادا لمبدا مونرو والذي يصوغ لها مبررات التدخل في الشئون الداخلية لجيرانها الجنوبيين، باعتبارها ضمن محددات الأمن القومي الأميركي.

العالم - خاص بالعالم

اعادت محاولة الانقلاب الفاشلة في فنزويلا الى الاذهان، التدخلات الاميركية المستمرة في شؤون دول اميركا اللاتينية.

مبدأ قامت عليه السياسة الاميركة منذ اعلن الرئيس جيمس مونرو مطلع القرن التاسع عشر ،شكلا من اشكال الحماية على نصف الكرة الارضية.

ومبدا مونرو نص على تحجيم الامبراطوريات الاوروبية في اميركا اللاتينية، ثم تطور من قبل الرؤساء الاميركيين اللاحقين لحماية المصالح الاميركية.. وكانت ذروته خلال الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي.

ففي عام 1846 غزت الولايات المتحدة المكسيك، حيث اجبرتها على توقيع معاهدة سلام حصلت خلالها على ما يزيد من نصف اراضي المكسيك ما يعد الان معظم اراضي الولايات المتحدة الغربية.

وفي عام 1903 دبرت واشنطن استقلال بنما عن كولومبيا، تمهيدا للتأثير في تأسيس قناة بنما لربط طرق الملاحة بين المحيطين الاطلسي والهاديء.

وفي عام 1954 اطاح انقلاب عسكري مدعوم من السي اي ايه برئيس غواتيمالا جاكوبو اربينز.

وفي عام 1961 اخفقت قوات مدعومة من واشنطن في غزو جنوب كوبا فيما سمي بغزو خليج الخنازير وذلك للاطاحة بالرئيس فيدل كاسترو.

كما اطاح انقلاب عسكري مدعوم اميركا عام اربعة وستين بالرئيس البرازيلي اليساري خواو غوالارت ،وتم تنصيب حكومة عسكرية بقيت حتى الثمانينيات.

وقام الجيش الاميركي عام خمسة وستين بعملية انزال في جمهورية الدومينيكان ،ما اجل استعادة حكومة خوان بوش الموالية لواشنطن.

كما تدخلت في تشيلي عام1973م.

وعام 1983 قامت القوات الاميركية بغزو جزر غرينادا في الكاريبي بعد ان اتهمت حكومتها بالتحالف مع كوبا.

وعام 1989 غزت القوات الاميركية بنما واطاحت بالرجل القوي مانويل نورييغا.

كما دعمت واشنطن عام 2002 انقلابا عسكريا للاطاحة بالرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز قبل ان يستعيد تشافيز السلطة مرة اخرى بعد يومين فقط.

وعام 2009 اطاح الجيش في هندوراس بالرئيس مانويل زيلايا.

وربما يكون التدخل الاميركي في نيكاراغوا هو الاكثر دموية.. حيث قامت القوات الاميركية باستخدام القوة بشكل غير شرعي في هذا البلد.. فحرب الرئيس ريغان اوقعت 75 الف ضحية بينهم 29 الف قتيل ودمرت البلاد.. وعلى خلفية تلك الاحداث رفعت نيكاراغوا قضية ضد الولايات المتحدة، عرضت على محكمة العدل الدولية عام 1986، أقرت خرق واشنطن للقانون الدولي من خلال دعم المعارضة المسلحة في الحرب ضد حكومة نيكاراغوا.

كما قامت الولايات المتحدة بعملية عسكرية عام ثلاثة وثمانين في جزيرة غرينادا لمطاردة ما اسمته بالوجود الشيوعي في الجزيرة، حيث قتلت وشردت الالاف.

ولعل الابرز في تلك العمليات كان في دخول زعيم كوبا السابق فيدل كاسترو موسوعة جينيس للأرقام القياسية، بتعرضه لستمئة وثمان وثلاثين محاولة اغتيال منذ عام تسعة وخمسين، حيث كانت السي اي ايه العامل الاساس في تدبيرها وتنفيذها.. تدخلات اميركية ربما نرى بعض وجوهها اليوم في فنزويلا حيث تريد واشنطن تحقق احلام قديمة افشلها التلاحم الداخلي في فنزويلا.

التفاصيل في الفيديو المرفق..