الحوثي: 11 فبراير تجلي لإرادة التحرر لدى الشعب اليمني

الحوثي: 11 فبراير تجلي لإرادة التحرر لدى الشعب اليمني
الإثنين ١١ فبراير ٢٠١٩ - ٠٧:٤٤ بتوقيت غرينتش

أكد رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي اليوم الاثنين أن ثورة 11 فبراير مثلت تجليا لإرادة التحرر لدى الشعب اليمني من الظلم والاستبداد.

العالم- اليمن

وقال رئيس الثورية العليا في بيان "نتقدم إلى شعبنا بتحية إكبار مباركين حلول الذكرى الثامنة لثورة 11 فبراير".

وأوضح أن الأعداء في الداخل والخارج سارعوا إلى حرف مسار الثورة، لافتا إلى أن الشعب اليمني لم ينثن أمام كل المؤامرات وواصل زخمه الثوري متطلعا بدولة تتمتعُ بقرارِها المستقل.

وأضاف "كل من وقف ضد الثورة أو حاول الالتفاف عليها ظهرت مشاريعه الصغيرة تابعا للخارج"، مشيرا إلى أن المرتزقة باعوا كل الشعارات بمال خليجي لم يستطيعوا الانفصال عنه.

وحيا رئيس الثورية العليا كل المؤسسات المدنية والعسكرية والأمنية وكل الثوار الأحرار على روحيتهم الثورية المتوقدة.

وتابع "مستمرون في رفد الجبهات بأعز الرجال وتلبية النداء الوطني والإيماني لقائد الثورة والميدان".

واختتم البيان بالقول "بالتوكل على الله تعالى والتسلح بالوعي والحس الثوري سينتصر شعبنا بإذن الله".

واليكم نص البيان:

ونحن نعيشُ أجواءَ الذكرى الثامنةِ لانطلاقِ شرارةِ الثورةِ الشعبيةِ اليمنيةِ في 11 من فبراير ضدَ الظلم والعمالة والإجرام والتسلط والهيمنة الأجنبية نتقدمُ إلى شعبِنا بتحيةِ إكبارٍ وإجلالٍ مباركين حلولَ هذه الذكرى الغالية على كلِ مواطنٍ هَتفَ بشعارِ الحريةِ والعزةِ والكرامة.

فلقد مثّلت ثورةُ اليمن الشعبيةِ اليمنيةِ التي انطلقت شرارتها في فبراير تجلياً لإرادةِ التحررِ لدى الشعب اليمني وصدقه في رفضِ الظلمِ والاستبداد، وتطلعِه إلى فتحِ صفحةٍ جديدةٍ في تاريخهِ عنوانُها الكرامةُ والعدل والسيادةُ والاستقلالُ والاستقرار وتطبيقُه عملياً، وهو ما فَطِنَ له الأعداءُ في الداخل والخارج فسارعوا إلى حَرفِ مسارِ الثورةِ عن أهدافِ الجماهيرِ الثائرة، وعَمِدَت القوى الظلاميةُ التي كانت جزءاً من النظام إلى التسلقِ على أكتافِ الثوارِ لتنفيذِ مطامعِها السلطويةِ بإعادةِ إنتاجِ النظامِ المستبدِ وترسيخِ الوصايةِ الأجنبيةِ، من خلال تقديم حلول ترميمية لإعادة انتاج إدارة للحكم تجمع طرفيّ النظام السابق، وقفزت على كلِ المطالبِ والأسسِ والقوانين والدستورِ بمبادرةٍ نُصَّبت على اليمن بها دولٌ عشرٌ تكون هي مَن بيدِها الحلِّ والعقد، لتلتفَ على أهدافِ الثورةِ الداعيةِ إلى ترسيخِ الديمقراطيةِ وقيمِ الحريةِ وحُريةِ الرأي والرأي الآخر، إلى مراجعة عشرة مندوبين ساميين سبَّح بحمدِهم كثيرٌ من قادةِ وساسةِ الأحزابِ اليمنيةِ وهرمِ سُلطةِ المبادرةِ وحكومتها.

وبدل من أن تأخذَ هذه الدولُ العشرُ على عاتقِها ترشيدَ العمليةِ السياسيةِ ذهبت باليمن ـ من خلالِ هؤلاء العملاءِ ـ إلى ترسيخِ سلطاتِ المندوبين الساميين لهم في اليمن، وأصبحت هذه الدولُ العشر تناقشُ وتُقرر في الداخلِ والخارج قضايا الشعبِ اليمني، في تدخلٍ فجٍّ سلبَ اليمنيين قرارَهم، وبمباركةِ عملائهِم من القوى التي ثار عليها الشعبُ ورفضَ كلَ الخطواتِ التي أقدمت عليها هذه الدولُ والقوى، وبدلاً من السماع لصوت الثوارِ في ساحةِ الثورة استمروا في تكبيلِ البلدِ عن حقهِ في قرارهِ واستقلالِه، حتى وصلَ الحالُ بتلك الدولِ والقوى إلى حدِّ المطالبةِ بعقدِ جلساتٍ لمجلس الأمن وإدراجِ اليمن تحتَ البندِ السابع ومباركةِ إقرارِه.

وأمامَ كلِ تلك المؤامراتِ لم ينثنِ شعبُ اليمنِ الثائرُ بأبنائهِ الأحرارِ وقبائلِه العزيزةِ الحرةِ عن الاستمرارِ في دعمِ الزخمِ الشعبي اليمني في ثورتهِ المباركةِ وفي حراكِه الثوري فقدّم التضحياتِ وملأُ الساحاتِ بهديرِ الهتافاتِ التي تُعبّرُ عن تطلعاتهِ في دولةٍ تتمتعُ بقرارِها المستقل، وتكون خدمةُ المواطنِ وحمايةُ الشعبِ محورَ سياستِها وأسمى أهدافِها.

ولقد بات واضحاً وجلياً الآن ونحن في الذكرى الثامنةِ لانطلاق الثورةِ الشعبية اليمنية أن كلَ من وقفَ ضدَها أو حاولَ الالتفافَ عليها من شخصياتٍ أو أحزابٍ أو دولٍ راعيةٍ لما يُسمى المبادرة هم اليوم ـ وعلى مدارِ الأربعِ السنواتِ من العدوانِ الأمريكي السعودي الإماراتي وحلفائِه الذي دمَّر البلدَ، وقتلَ الأطفالَ والنساءَ، واستهدف الأعيانَ المدنيةَ، وانتهكَ القانونَ الدولي والإنساني، وارتكب جرائمَ الحربِ بتعمدٍ وترصدٍ ـ شركاءُ الإجرامِ والحصارِ والمجاعةِ والحظرِ والاستهدافِ، وينطلقون من عواصمِ هذه الدولِ المعتديةِ، ويحظون بالدعمِ والحمايةِ والتسليحِ لمليشياتِهم الحزبيةِ التي أظهرت مشاريعَهم الصغيرةَ لدى المواطن اليمني، وأثبتت أن الفسادَ نتاجُ سياسةٍ متعمدةٍ من دولِ المبادرةِ ومرتزقتِها في الداخل.

ولذلك، وفيما شعبنُا العظيم يواصلُ خوضَ معركةَ الدفاعِ عن الوطن مُكمِلاً عامَهُ الرابعَ في مواجهةِ العدوانِ الأمريكي السعودي الإماراتي وحلفائِه ـ غيرَ مرتهنٍ لأحدٍ ولا يُراهن سوى على أبنائِه ـ نرى ونعي أن مشاريعَ المرتزقةِ ذهبت لخداعِ البعضِ بالمال وبأساليب خادعةٍ للقتالِ من أجلِ الغازي المحتل بدلا من الدفاع عن الوطن، وذهبت لتبيع ما كانت ترفعُه من شعاراتٍ وطنيةٍ خاويةٍ وأوهامٍ بمالِ الضُروعِ الخليجيةِ الذي لم تستطع الانفصالَ عنه، في خطوةٍ تؤكدُ الانحطاطَ وفَـقدَ المشروعِ الوطني الذي عجزت عن تقديمِه وهي في قمةِ عطائهِا السلطوي وبيدِها كلُ الصلاحياتِ لو كانت تُحب وطنها.

إن المقارنة بين من يبيعُ الوطنَ ويرهنُ قرارَه وبين القوى الثوريةِ الوطنيةِ الحرةِ التي رفضت كلَ المؤامراتِ وعلى رأسِها المؤامرةُ العسكريةُ في العدوانِ المستمرِ هو المستحيلُ.

أيها الثوارُ العظماءُ الذين من أجل ثورتِكم قدّمتم ولازلتم تقدمون كلَ غالٍ ونفيسٍ للدفاعِ عن شعبِكم وطردِ الغزاةِ والمحتلين تدافعون وتؤمّنون وتساندون الجيشَ اليمنيَ الأصيلَ والأجهزةَ الأمنيةَ المنيعةَ بكلِ فخرٍ وعزةٍ وكبرياء في كلِ سهلٍ وجبلٍ ووادٍ، في كلِ جبهةٍ ومحورٍ قتاليٍ، في كلِ حيٍ وحارةٍ ومديريةٍ، بجدٍ واهتمام، لذلك نُحييكم جميعا في كل المؤسساتِ المدنيةِ والعسكريةِ والأمنيةِ، ونحيي كلَ الثوارِ الأحرارِ على روحيتِهم الثوريةِ المتوقدة، ونُعرِبُ عن ثقتنِا في أن تستمرَ روحيةُ الشعبِ الثوريةِ هذهِ في معركةِ التحررِ الوطني الذي أكدّه واقعُ أبناءِ الشعب بأهمية ما يُقدمه من البذلِ والعطاءِ ومواجهةِ التحديات من القوافلِ والدعمِ المالي والعيني، ومن خلالِ تفاعلِهم بتقديم أعزِ الرجالِ لرفدِ الجبهاتِ بما يُلبي النداءَ الوطني والإيماني لقائدِ الثورةِ والميدانِ على الدوام، وبالتوكلِ على الله تعالى، والتسلحِ بالوعي والحسِ الثوري سيتحقق الانتصار لشعبِنا بإذن الله تعالى، ودحرِ الغزاةِ والمحتلين ونشرِ الأمنِ والاستقرارِ وإقامةَ دولتِه العادلة، التي تحافظُ على مُكتسباتِ الشعبِ وصمودهِ وتضحياتِ أبنائه الجِسام.
سيبقى اليمن الجمهوري مترنما: لن ترى الدنيا على أرضي وصيا.

حفظ الله اليمن وأعز شعبه.
الرحمة للشهداء.
الشفاء العاجل للجرحى.
والخزي والعار للخونة والعملاء.
والشقاء والوبال للغزاة والمحتلين.
بتاريخ
6 - جماد ثاني - 1440
11 - فبراير - 2019م

*رئيس اللجنة الثورية العليا*
_*محمد علي الحوثي*_
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مركز الاعلام الثوري