ملك المغرب يدعو إلى الحفاظ على الوضع القانوني لمدينة القدس

ملك المغرب يدعو إلى الحفاظ على الوضع القانوني لمدينة القدس
الإثنين ٢٥ فبراير ٢٠١٩ - ٠٥:٥٧ بتوقيت غرينتش

ألقى العاهل المغربي الملك محمد السادس حجرا ثقيلا في بركة العلاقات العربية ـ العربية، عندها اتهم بعض الدول العربية بتهديد استقرار دول العربية والتدخل في شؤونها، أياما بعد استدعاء الرباط سفيرها من السعودية والإمارات.

العالمالمغرب

جاء ذلك في خطاب الملك الذي ألقاه رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، في القمة العربية الأوروبية الأولى، التي افتتحت أشغالها أمس الأحد بشرم الشيخ بجمهورية مصر العربية الاثنين 25 فبراير الجاري.

وقال العاهل المغربي، "وهنا لا يفوتني أن أشير إلى أن ما يواجهه العالم العربي من تحديات خطيرة تهدد أمنه واستقراره، راجع أحيانا، إلى سياسات وسلوكيات بعض بلدانه تجاه البعض الآخر".

وتابع "وفي هذا الصدد، نشدد على أن القضاء على هذا التهديد يظل رهينا بالالتزام بمبادئ حسن الجوار، واحترام السيادة الوطنية للدول ووحدتها الترابية، والتوقف والامتناع عن التدخل في شؤونها الداخلية".

ورغم ان العاهل المغربي لم يشر في كلمته إلى أي بلد، إلا أنه جاء أياما بعد أزمة ديبلوماسية مع السعودية والإمارات، بعد نشر تقرير تلفزيوني لقناة العربية يبتر الأقاليم الجنوبية عن باقي خريطة المغرب قد أثار سخط الرباط التي استدعت سفيريها من السعودية والإمارات، قبل ان توضح الخارجية المغربية أن سحب السفراء راجع للتحولات التي تعرفها تلك البلاد وانعكاساتها على علاقاتها الخارجية.

وأضاف الملك الذي قدم تصور بلاده لوضع تصور شمولي متكامل للمشروع المستقبلي الذي نريده لفضائنا، يقوم على ترتيب عقلاني للأولويات، ورسم محكم لأهداف واقعية، ونهج أسلوب تشاركي واستباقي، يعتمد آليات عمل مرنة ومتطورة".

واقترح الملك ثلاث أولويات؛ "أولا، الأمن القومي العربي، الذي ينبغي أن يظل شأنا عربيا، في منأى عن أي تدخل أو تأثير خارجي، مع الأخذ بعين الاعتبار، أهمية الجهد الدولي الذي يمكن للشركاء الموثوق بهم القيام به من أجل منع أي مساس بهذا الأمن، لأن أي إضرار به سيفضي، لا محالة، إلى الإضرار بأمن أوروبا، بل وبأمن العالم أجمع".

واستطرد "إننا نغتنم هذه المناسبة لدعوة التكتلات العربية الإقليمية، ومن بينها اتحاد المغرب العربي الذي ننتمي إليه، إلى ضرورة الاضطلاع بدورها في تطوير علاقاتنا مع الشريك الأوروبي، وتجاوز العوائق السياسية والخلافات الثنائية التي تعطل مسيرة الإقلاع والتنمية".

وزاد "ثانيا، تحقيق نهضة الوطن العربي، حيث يقع على عاتق أوروبا مساعدة جوارها العربي على بلوغ ذلك التطور الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي، الذي من شأنه تقليص الفوارق الاقتصادية والاجتماعية بين هذين الشريكين، من خلال مشاريع تنموية ملموسة، تعيد رسم مسارات تنقل الاستثمارات والأشخاص، وتساعد على خلق توازنات إنتاجية تحتوي الهواجس الأمنية والاقتصادية والاجتماعية المشتركة".

وأفاد "بالفعل، وبالرغم من أن الاتحاد الأوروبي هو الشريك الاقتصادي الثاني للدول العربية، إلا أن الحركة التجارية بين الجانبين، على أهميتها وكثافتها، لم ترق بعد إلى طموحاتنا. كما تتسم بعدم التوازن، فقد بلغت نسبة الواردات العربية من الاتحاد الأوروبي 27 في المائة، مقابل 11 في المائة من الصادرات العربية في الاتجاه الأوروبي".

ودعا ثالثا، إلى "توجيه الشراكات المستقبلية نحو تهييئ بيئة فكرية وثقافية وإعلامية سليمة، للتعايش والتعاون بين شعوب المنطقتين، تسمح باندماج الأجيال، وتكريس قيم التسامح وقبول الآخر، بعيدا عن اجترار الصور النمطية، ونهج الإقصاء والرفض الذي لا يولد إلا الصراع والتنافر". وسجل "هنا، نتطلع إلى بناء علاقة مستقبلية سليمة بين العالم العربي وأوروبا، خالية من الأحكام الجاهزة، وفي منأى عن تأثيرات الأحداث العابرة، فنحن في المغرب نعتقد أننا اليوم أمام فرصة جديدة للتدبير المشترك لقضيتي الهجرة ومحاربة الإرهاب، في جوانبهما المتعددة، وفق مقاربة متكاملة وشمولية، تجمع بين روح المسؤولية المتقاسمة والتنمية المشتركة".

وشدد "لن تلهينا أية نظرة تفائلية، أو طموح مشروع لإرساء هذا التعاون، عن التذكير ببعض التحديات الأساسية التي تواجه فضاءنا، وأبرزها القضية الفلسطينية ومستقبل القدس الشريف، التي نوليها كرئيس للجنة القدس، التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي عناية خاصة".

وأكد "بهذه المناسبة على ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني للمدينة المقدسة، كجزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، في إطار حل الدولتين، وبما يحقق السلام الشامل لجميع شعوب المنطقة، وذلك وفقا للثوابت التي سبق وأن تم التوافق عليها، في إطار منتدى حوارنا بشأن تمكين الشعب الفلسطيني من حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".

وكانت وكالة الأنباء الأمريكية "أسوشيتد برس"، قد كشفت عن مسؤولين مغاربة قولهم، "إن المغرب انسحب من التحالف العربي الذي تقوده السعودية في الحرب اليمنية"، مشيرة إلى أن المغرب استدعى سفيره بالمملكة العربية السعودية لإجراء مشاورات، موضحة أن المغرب "لم يعد يشارك في التدخلات العسكرية أو الاجتماعات الوزارية في التحالف الذي تقوده السعودية".