البشير يغير قادة عسكريين كبارا.. دلالاته وتوقيته

البشير يغير قادة عسكريين كبارا.. دلالاته وتوقيته
الثلاثاء ٢٦ فبراير ٢٠١٩ - ٠٦:٠٤ بتوقيت غرينتش

قالت وزارة الدفاع السودانية إن البشير أجرى تعديلات في صفوف كبار القادة العسكريين وذلك بعد أيام من إعلان حالة الطوارئ في أرجاء البلاد. ويأتي ذلك في وقت تستمر التظاهرات التي اندلعت منذ اكثر من شهرين في مختلف المدن السودانية للمطالبة برحيل البشير.

العالم- تقارير

قالت وزارة الدفاع السودانية إن الرئيس عمر البشير أجرى تعديلات في صفوف كبار القادة العسكريين وذلك بعد أيام من إعلانه حالة الطوارئ في أرجاء البلاد.

وعين البشير الفريق أول عصام الدين مبارك وزيرا للدولة بوزارة الدفاع، وهو منصب جديد، كما أجرى تعديلاً في رئاسة هيئة أركان القوات المسلحة السودانية.

وحسب المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، العميد أحمد خليفة الشامي، فقد أبقى البشير على الفريق أول كمال عبد المعروف رئيساً للأركان المشتركة، وعين الفريق أول هاشم عبد المطلب نائباً لرئيس الأركان، والفريق أول عبد الفتاح البرهان مفتشاً عاماً للقوات المسلحة.

كما قضت قرارات البشير بتعيين الفريق طيار صلاح عبد الخالق رئيساً لأركان القوات الجوية، والفريق محمد عثمان الحسين رئيساً لأركان القوات البرية، والفريق بحري عبد الله المطري رئيساً لأركان القوات البحرية، إضافة إلى الفريق شمس الدين كباشي رئيساً لهيئة العمليات المشتركة، والفريق مصطفى محمد مصطفى رئيسا لهيئة الاستخبارات العسكرية.

ورفع البشير 5 من الألوية لرتبة الفريق، وهم عيسى إدريس، ومنور عثمان نقد، وياسر عبد الرحمن العطا، ومحمد إبراهيم حسن، وعصام خالد بشير.

وتأتي هذه التعيينات يوما واحد عقب إصدار عمر البشير 4 أوامر طوارئ منح بموجبها صلاحيات واسعة للقوات النظامية، وحظر في إطارها التجمهر والتجمع والمواكب والإضراب، فضلاً عن "تنظيم التعامل بالنقد الأجنبي"، وحظر توزيع وتخزين وبيع ونقل المحروقات والسلع المدعومة خارج القنوات الرسمية.

كما جاءت في سياق دخول الاحتجاجات الشعبية في السودان شهرها الثالث، والتي لقي خلالها نحو 31 شخصاً مصرعهم، حسب الإحصاءات الحكومية، فيما تتحدث المعارضة عن أكثر من 50 قتيلاً.

هذا والعاصمة السودانية لا تعرف الهدوء هذه الأيام، حيث استخدمت قوات الشرطة الغاز المسيل للدموع من جديد لتفريق محتجين خرجوا في تظاهرة أمس بالقرب من القصر الجمهوري في الخرطوم.

واغلقت السلطات عددا من الشوارع المؤدية إلى وسط الخرطوم وذلك بعد انطلاقِ التظاهرات التي تُطالب برحيل الحكومة وإسقاط النظام تلبية لدعوة المهنيين السودانيين. واحتشد المتظاهرون في منطقة بري واغلقوا بعض الشوارع الفرعية فيها. وطالبوا بالحرية والعدالة. واكدوا ان ثورتهم هي خيار الشعب، وانها سلمية ضد من اسموهم بالحرمية. فيما رفع متظاهرون لأول مرة شعار، " شعب واحد.. جيش واحد".

وفي نفس السياق، شهدت بعض الجامعات السودانية احتجاجات واسعة خاصةً في جامعتي العلوم الطبية التكنولوجية وجامعة الأحفاد، وردد المتظاهرون هتافات مناوئة للنظام وطالب برحيله. ونددوا بالاحداث التي شهدتها جامعة العلوم والتكنلوجيا بدخول قوات الامن للجامعة وارتكابها لانتهاكات بحق الطلاب.

وبحسب الخبراء، فقد بدأ يواجه الرئيس السوداني عمر البشير ازمة سياسية داخلية من شقين الاولى هي المتظاهرين، والثاني هي حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي اعلن أن المؤتمر العام المقبل سيختار رئيسا جديدا له خلفا للرئيس الحالي ورئيس البلاد البشير. واكد الحزب انه لن ينظر في استقالة مقدمة من البشير. ورجح ان يجمد الاخير رئاسته للمؤتمر الوطني في هذه المرحلة.

واكد القيادي في الحزب أمين حسن عمر بأن الرئيس البشير لم يشاور الحزب في اختيار النائب الأول للرئيس، أو رئيس الوزراء، أو الولاة العسكر. واشار الى انهم سيتصرفون على أنهم ليسوا الحزب القائد للحكومة، لأن القيادة انتقلت للرئاسة ولم تعد حزبية. وشبه عمر ان ما جرى بأنه انقلاب أبيض، ولكنه ليس انقلابا على الشرعية، ملوحا بمواجهة ما حدث بالشرعية.

موضوع استعانة الرئيس السوداني عمر البشير بالمؤسسة العسكرية اثارت جدلا واسعا حول ما اذا كان البشير سيتخلى عن حزب المؤتمر الوطني تماما ويلتفت للشعب بمنظور قومي، بينما يري البعض ان خروج بكري حسن صالح النائب الاول السابق وآخر جنرالات مجلس قيادة ثورة الإنقاذ ربما يحرك الكثير من المياه الساكنة رغم ان النائب الاول الجديد من قلب المؤسسة العسكرية.