الفياض في روسيا لموازنة المعادلة الاميركية في العراق

الفياض في روسيا لموازنة المعادلة الاميركية في العراق
الأربعاء ٢٧ فبراير ٢٠١٩ - ٠٦:١١ بتوقيت غرينتش

لماذا يزور مستشار الأمن الوطني والمرشح لوزارة الدفاع العراقية فالح الفياض روسيا هذه الايام بالذات؟ هل زيارته جاءت صدفة مع هروب عناصر من تنظيم داعش الارهابي من سوريا الى العراق وطلب المساعدة الروسية للقضاء على داعش كما حصل في سوريا؟ وما الذي يمكن ان يتم تنسيقه مع الجانب الروسي مقابل التواجد الاميركي في العراق؟ وهل ستوافق اميركا على التنسيق العراقي الروسي في اي مجال كان؟ 

العالم - تقارير

ووصل مستشار الأمن الوطني فالح الفياض، اليوم الاربعاء، الى موسكو في زيارة رسمية الى روسيا الاتحادية.

وذكر بيان لمكتب الفياض ان "مستشار الامن الوطني اجتمع فيها مع نظيره سكرتير مجلس الامن القومي لروسيا الاتحادية السيد نيكولاي باتروشيف".

واضاف البيان، انه 'التقى ايضاً خلال الزيارة مع نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الرئاسي الخاص للشرق الاوسط ميخائيل بغدانوف وكذلك مع نائب وزير الدفاع الروسي الكسندر فومين'.

واوضح، انه "جرى خلال الزيارة بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وآفاق التعاون المشترك، وكذلك الجهود الدولية في مجال مكافحة الاٍرهاب، وتداعيات الأحداث في سوريا وتأثيرها على الامن والاستقرار في العراق والمنطقة".

يشار إلى أن الاجتماع جرى في أجواء ودية وأكد استعداد الطرفين لمواصلة تطوير التعاون الروسي العراقي في مجال الدفاع والأمن.

وتنزامن زيارة المرشح لوزارة الدفاع العراقية فالح الفياض الى روسيا مع استقرار قوات اميريكة في العراق بعد انسحابها من سوريا وكذلك دخول مجموعات من داعش الى الاراضي العراقية هاربة من قوات سوريا الديمقراطية المدعومة اميركيا.

والمرادف ان القوات الاميركية تستقر في غرب العراق على الحدود السعودية الاردنية وكذلك يتواجد عناصر داعش في نفس المنطقة دون ان يحصل صدام بين القوتين.

وكان الأمين العام لحركة "عصائب اهل الحق" في العراق قيس الخزعلي قد حذر سابقا من "مساعي الولايات المتحدة الأميركية تقوية تنظيم "داعش" الارهابي في العراق لتبرير تواجدها"، مشيرا إلى أن "قرار بقاء "داعش" او إنهاءه متعلق بالمصالح الأميركية".

ولفت إلى ان "استمرار تواجد داعش لأشهر طويلة في الحدود السورية مع العراق ثم القضاء عليه خلال أسبوع فقط يثبت ان قرار بقاء داعش او إنهاءه هو قرار سياسي لحساب مصلحة الولايات المتحدة"، موضحاً أن "المراد هو انهاء التنظيم الارهابي في سوريا لتبرير الانسحاب الأميركي من هناك واعادة تقويته في العراق لتبرير استمرار التواجد فيه".

كما اكد النائب عن كتلة صادقون حسن سالم ان "الامريكان يعدون لداعش ثانية في العراق من خلال اعداد وتدريب 3000 داعشي في وادي حوران غرب الانبار ومن جنسيات مختلفة".

وقال سالم في بيان ان "الامريكان قاموا بنقل قسم من هؤلاء الدواعش الى الحويجة والموصل وصحراء الانبار لاعادة الانتشار والقيام بعمليات امنية".

ونبه في الوقت ذاته "الحكومة الى القيام بعمليات عسكرية واسعة في وادي حوران والحويجة وصحراء الانبار والقيام بعمليات دهم ضد الخلايا النائمة والمشتبه بهم".

يذكر ان تنظيم داعش الارهابي في ايامه الاخيرة في الجيب الاخير المسيطر عليه في سوريا في ظل ترقب عراقي حقيقي من انتقالهم الى داخل العراق بطرق مختلفة.

الى ذلك كشف مدير مكتب منظمة "بدر" في محافظة الانبار قصي الأنباري عن "تواجد عناصر تنظيم "داعش" الإجرامي الفارين من سوريا في القواعد الأميركية بالمحافظة"، محذرا من "سعي أميركي لاسقاط بعض مناطق المحافظة بيد "داعش".

ولفت إلى ان "عناصر تنظيم "داعش" الإجرامي يتخذون القواعد العسكرية الأمريكية والصحراء القريبة من تلك القواعد مأمن لهم"، مبينا أن "جميع العمليات الإرهابية والخطف التي تحدث داخل المحافظة تتم بإشراف مباشر من قبل القوات الأميركية".

وحذر من "سعي القوات الأميركية المتواجدة في الأنبار لاسقاط بعض الاقضية والنواحي لارباك الأوضاع الأمنية"، معتبرا أن "ذلك لم يعد خافيا على أحد.

كما حذر النائب عن تحالف البناء منصور البعيجي، من عودة عصابات داعش الارهابية الى الاراضي العراقية من الاراضي السورية بعد ان تم القضاء عليها وبدماء ابنائنا الابطال اخرجنا هذه العصابات التكفيرية، موضحا على الحكومة العراقية ان لا تاخذ موقف المتفرج عما يحصل من قبل الاميركان وهي توفر الغطاء لهذه العصابات الاجرامية وتساعدها بدخول اراضينا وما حصل من مفاوضات اميركية مع هؤلاء الجرذان بالاراضي السورية وتركوهم يخرجون دون قتال امر خطير ينبغي على الحكومة العراقية ان تتدخل سريعا للحفاظ على امن البلد.

وقال النائب منصور البعيجي في بيان صحفي، اننا نحذر رئيس الوزراء باعتبارة القائد العام للقوات المسلحة ان لايقف مكتوف الايدي يتفرج عما يجري وعلية ان يتدخل بشكل مباشر لايقاف الاميركان وتحصين الحدود لمنع تسلل هذه العصابات الى اراضينا لانه من غير الممكن السكوت عن هذا الامر الذي يرتبط به امن البلد وابنائة بصورة مباشرة”.

واضاف البعيجي ان الحكومة العراقية امام اختبار خطير مما يجري بالبلد من انتهاك لقوات الاحتلال الاميركية الى توفيرها الدعم والغطاء لعصابات داعش الارهابية لذلك عليها ان تتحرك سريعا لتامين الوضع الامني ومنع التسلل الى الاراضي العراقية والا انها ستتحمل المسؤلية الكاملة لما يجري لأي انتهاك لابناء الشعب من قبل هذه العصابات التكفيرية والقوات الاجنبية المنتشرة في البلد”.