أتباع 'داعش' وضحاياها يفرون من أنقاض 'الخلافة' بسوريا

أتباع 'داعش' وضحاياها يفرون من أنقاض 'الخلافة' بسوريا
الخميس ٢٨ فبراير ٢٠١٩ - ١١:٤٧ بتوقيت غرينتش

 غادر مئات آخرون من الأشخاص من جنسيات مختلفة امس الأربعاء آخر جيب لجماعة "داعش" الوهابية في سوريا بحراسة مسلحي "قسد" التي تساندها الولايات المتحدة في إطار نزوح كل أتباع هذه الجماعة الارهابية وضحاياها من آخر بقعة تسيطر عليها.

العالم - مقالات وتحليلات

ولا يتبقى من "الخلافة" التي أعلنها أبو بكر البغدادي زعيم هذه الجماعة الارهابية عام 2014 على أراض شاسعة من العراق وسوريا سوى جزء من الباغوز التي تتألف من مجموعة قرى صغيرة وسط أراض زراعية على نهر الفرات على الحدود مع العراق.

وكان هناك نساء من العراق وسوريا وروسيا وأذربيجان وبولندا وصبي إندونيسي وفتيات يزيديات يشعرن بالصدمة من بين الذين خرجوا خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية في قوافل الشاحنات التي انتهى بها المطاف في نقطة تجمع خارج الجيب.

وقال مصطفى بالي المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية إن حوالي 40 ألف مدني غادروا على مدار ثلاثة أشهر بينهم نحو 15 ألف شخص منذ أن أعلنت "قسد" عن هجومها الأخير على الباغوز في التاسع من فبراير شباط.

وفاق العدد التقديرات الأولية وأجل خطط قوات سوريا الديمقراطية لاقتحام الجيب أو إجبار المسلحين الأجانب المتحصنين داخله على الاستسلام.

ووصلت 15 شاحنة الأربعاء نزل منها مئات النساء اللائي يرتدين النقاب برفقة أطفالهن ووقفن صفا كي يجري تفتيشهن ويحصلن على الخبز والماء.

وانتظرن وسط رياح شديدة البرودة وعاصفة ترابية للرحلة التالية إلى مخيم ببلدة الهول القريبة وغيره من مخيمات النازحين في شمال شرق سوريا. وكانت سيارتا إسعاف تقفان على مقربة بينما حلقت الطائرات الحربية على ارتفاع منخفض.

في غضون ذلك، ذكرت منظمة الصحة العالمية أن نحو 78 شخصا لقوا حتفهم في طريقهم إلى المخيمات أو بعد قليل من وصولهم وذلك على مدى ثلاثة أشهر وأن ثلثي ذلك العدد من الأطفال الرضع. وأفادت لجنة الإنقاذ الدولية، وهي وكالة إغاثة تعمل في شمال شرق سوريا، بأنها على علم بوفاة مزيد من الرضع الأربعاء.

وقالت اللجنة "بما أن العديد من الوافدين الجدد نساء حوامل اقترب موعد ولادتهن فإن هناك حاجة حقيقية لزيادة الخدمات الخاصة بالأمومة في المخيم".

* قوات خاصة

خضع الرجال الذين نزلوا من الشاحنات للتفتيش والاستجواب. وجرى اقتياد بعضهم جانبا وإجبارهم على الجثو على الأرض. وبعضهم بترت قدماه والبعض كان يستند على عكازات.

ومنذ وقفهم تقدم "داعش" في بلدة عين العرب على الحدود التركية في مطلع 2015، خاض مسلحون من قوات "قسد" معارك ضد هذه الجماعة الارهابية "داعش" في أنحاء شمال وشرق سوريا تحت غطاء من الضربات الجوية المكثفة التي شنها التحالف الاميركي.

وقال بعض الرجال الذين كانوا جاثمين في صف إنهم ليسوا مسلحين وإنما عاملون إداريون لم يشاركوا في العنف. وقال رجال سوريون آخرون إنهم لم يعملوا قط لصالح "داعش" لكن انتهى بهم الأمر أن يعملوا في المنطقة التي يسيطر عليها سائقو حافلات أو تجار.

وقال بالي إن مسلحي "قسد" تفحصوا هويات الرجال للوقوف على ما إذا كان هناك إرهابيون قد تسللوا بين المدنيين.

وأضاف أن مسلحي "قسد" عثروا خلال تفتيشهم للأشخاص المغادرين للباغوز على قنابل وسترات ناسفة وبنادق مزودة بأجهزة كاتمة للصوت.

ويشهد تنوع خلفيات الفارين على الطريقة التي اجتذبت بها جماعة "داعش" أتباعها من مختلف أنحاء العالم وإخضاع سوريين وعراقيين لحكمها الوحشي.

وقال صبي إندونيسي عمره 11 عاما إنه موجود في سوريا منذ أربع سنوات وأن والديه أحضراه للانضمام لـ"لخلافة" التي أعلنتها هذه الجماعة الارهابية، وأضاف أنهم عاشوا في العراق وشرق سوريا وأنه استخدم السلاح وتوفيت والدته في القصف وغادر والده، وهو مسلح، الباغوز معه وهو الآن معتقل، مما يتركه بمفرده على مسافة بعيدة من موطنه.

* أتباع وضحايا

خرجت يوم الثلاثاء فتاتان صغيرتان للغاية من الباغوز في شاحنة وقد كُتبت على أذرعهما أرقام هواتف محمولة. وكان مسلحون من "داعش" أسروهما من منطقة سنجار بالعراق. وقالت قوات سوريا الديمقراطية إنها ستحاول لم شملهما بأسرتيهما في العراق.

لكن كثيرين ممن يغادرون الباغوز لا يزالون يؤيدون الجماعة التي أسرت هاتين الطفلتين، ما يشير إلى تهديدها المستمر.

فقد قالت شابة عراقية تدعى مروة وتبلغ من العمر 19 عاما إنها قدمت إلى سوريا بعد القبض على والدها ومقتل أخيها في ضربة جوية بالعراق.

وأضافت "أشعر كما لو أنني في حلم. تركت داعش وأتيت إلى هنا.. الأمر كأنه حلم".

قالت شابة من حلب تدعى أم هشام إن الوضع في الباغوز مزر. وأضافت "الجميع يموت. مئات من شقيقاتنا يمتن. الأطفال يموتون جوعا".

وأصيب زوجها، العضو في "داعش" ، بنيران قناص وأصر على أن تغادر الجيب مع طفليها الصغيرين كي يتسنى له التماس العلاج.

وكانت تود أن تموت في الداخل. وقالت "لا آسف على الانضمام لداعش . لا .. لا أشعر بالأسف على ذلك... الموت قادم سواء هنا أو في الباغوز".

(رويترز) - بتصرف